تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" ومنهم الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي، فإنه قال في بيان مسألة الاستواء من تواليفه [من تأليفه]:

ما أخبرنا به الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت قال: رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري.

وما هذا بأول باطل ادَّعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه المرسوم بـ (الإبانة عن أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكرته في إثبات الاستواء.

وقال في [جملة] ذلك:

ومن دعاء أهل الإسلام جميعًا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل [هم] يقولون: يا ساكن العرش.

ثم قال: ومن حَلِفِهِمء جميعًا [قولهم:] لا والذي احتجب بسبع سماوات.

هذا آخر ما حكاه، وهو في الإبانة كما ذكره " ا. هـ

فالإمام الطرقي وابن درباس كلاهما يثبتان أن هذا الكلام لأبي الحسن في الإبانة

ونقله الذهبي أيضا عن الطرقي ينسبه للأشعري

فلا يشكك في صحة هذا عن الأشعري إلا معاند

وهو صريح في إثبات المعنى وأن الله بذاته وصفاته فوق عرشه فوق سماواته.

وقال الإمام الأشعري في الإبانة:

" دليل آخر:

قال الله تعالى (الله نور السماوات والأرض) من الآية (35/ 24) فسمى نفسه نورا والنور عند الأمة لا يخلو من أن يكون أحد معنيين:

إما أن يكون نورا يسمع أو نورا يرى.

فمن زعم أن الله يُسمع ولا يرى فقد أخطأ في نفيه رؤية ربه وتكذيبه بكتابه وقول نبيه صلى الله عليه وسلم

وروت العلماء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله عز وجل فإن بين كرسيه إلى السماء ألف عام والله عز وجل فوق ذلك " ا. هـ

تأمل وصفه للنور بأنه شيء يُرى لتعلم حقيقة الإثبات للمعنى

إلى أن قال:

" دليل آخر:

قال الله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم) وقال تعالى: (تعرج الملائكة والروح إليه) وقال تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) وقال تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا) وقال تعالى: (ثم استوى على العرش مالكم من ولي ولا شفيع)

فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستو على عرشه، والسماء بإجماع الناس ليست الأرض، فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستو على عرشه استواء منزها عن الحلول والاتحاد " ا. هـ

فاستدلاله بعروج الملائكة على فوقية الله باعتباره معروجا إليه هو نص في إثبات المعنى

وحرصه على دفع ما قد يتوهم من الحلول نص أيضا في إثباته للفوقية الحقيقية وهي فوقية الذات وإلا لم يكن هناك مناسبة لهذا التحرز

فهاتان قرينتان من قرائن قصد المعنى لا يغض الطرف عنها إلا من لا يرغب فهم المراد

وقال الأشعري أيضا:

" والحديث " أنى أراه " لا حجة فيه لأنه عندما سأل سائل النبي صلى الله عليه و سلم عن رؤية الله عز و جل في الدنيا وقال له: هل رأيت ربك؟

فقال: " نور أنى أراه "؟ لأن العين لا تدرك في الدنيا الأنوار المخلوقة على حقائقها لأن الإنسان لو حدق ينظر إلى عين الشمس فأدام النظر إلى عينها لذهب أكثر نور بصره فإذا كان الله سبحانه حكم في الدنيا بأن لا تقوم العين بالنظر إلى عين الشمس فأحرى أن لا يثبت البصر للنظر إلى الله تعالى في الدنيا إلا أن يقويه الله تعالى فرؤية الله تعالى في الدنيا قد اختلف فيها.

وقد روي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الله عز و جل تراه العيون في الآخرة ...

ونحن إنما قصدنا إلى إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة على أن هذه الرواية على المعتزلة لا لهم لأنهم ينكرون أن الله نور في الحقيقة

فإذا احتجوا بخبر هم له تاركون وعنه منحرفون كانوا محجوجين "

فتأمل قوله: " نور في الحقيقة "

وقال رحمه الله:

" وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) من الآيتين (36 - 37/ 40) كذب موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات " ا. هـ

فانظر إلى إثبات المعنى وهل يقول عاقل إن فرعون أنكر في هذا التحدي الفاشل ما لم يفهمه بنفسه ولا يفهمه.

وقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير