" ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله عز و جل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض " ا. هـ
ثم قال:
" ومما يؤكد أن الله عز و جل مستو على عرشه دون الأشياء كلها ما نقله أهل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
روى عفان قال: ثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا (1/ 111) عمرو بن دينار عن نافع عن جبير عن أبيه رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (ينزل ربنا عز و جل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر " ا. هـ
كيف يمكن أن يكون للنزول دلالة على ما ذكر لو لم يكن مفهوما عنده بمعناه المعروف؟!!
ـ الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ت
قال في الشريعة له:
" وقال عز وجل: (وكان بالمؤمنين رحيماً، تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجراً كريماً).
واعلم رحمك الله إن عند أهل اللغة أن اللقاء لا يكون إلا معاينة يراهم الله عز و جل ويرونه ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه " ا. هـ
فانظر بم فسر اللقاء؟
وقال محمد بن الحسين الآجري:
" وقد قال الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه وسلم (لتبين للناس ما نزل إليهم لعلهم يتفكرون) فكان مما بينه لأمته صلى الله عليه وسلم في هذه الآيات أنه أعلمهم في غير حديث أنكم ترون ربكم عز و جل ورواه عنه جماعة من صحابته رضي الله عنهم وقبلها العلماء عنهم أحسن القبول كما قبلوا عنهم علم الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وعلم الحلال والحرام "
فجعل هذه الآية شاملة لنصوص الصفات
والناظر في كلامه في كتاب الشريعة يلمس حقيقة الإثبات المنافي للتفويض
ـ علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي ت
ففي الحجة في بيان المحجة للأصبهاني أن علي بن عمر قال:
" ومن قال العرش ملك أو الكرسي ليس بالكرسي الذي يعرف الناس فهو مبتدع قال الله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض) والعرش فوق السماء السابعة والله تعالى على العرش قال الله تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب) وقال: (إني متوفيك ورافعك إلي) وقال: (تعرج الملائكة والروح إليه) وقال: (أأمنتم من في السماء) وللعرش حملة يحملونه على ما شاء الله من غير تكييف والاستواء معلوم والكيف مجهول ا. هـ
وعلي الحربي هذا قال عنه السبكي الأشعري:
" جميع الناس في عصره أجمعوا مع اختلاف آرائهم وتشعب أنحائهم على حسن معتقد هذا الشيخ وزهده وورعه " ا. هـ
وقوله: " والعرش فوق السماء السابعة والله تعالى على العرش " سياق صريح في إثبات الفوقية بمعناها الحقيقي ثم استدلاله بالآيات الثلاث (إليه يصعد الكلم الطيب) و (إني متوفيك ورافعك إلي) و (تعرج الملائكة والروح إليه) على فوقيته على عرشه لا يستقيم إلا على ضوء إثبات معاني هذه النصوص وإلا فأين ذِكْر فوقيتة على العرش فيها؟
ثم قوله " الاستواء معلوم " صريح في أنه غير مجهول المعنى ولا مفوَّض
ـ أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه
قال الإمام البيهقي:
باب قول الله عز و جل: (أأمنتم من في السماء) ما جاء في قول الله عز وجل: (أأمنتم من في السماء).
قال أبو عبد الله الحافظ: قال الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه:
" قد تضع العرب (في) بموضع (على) قال الله عز وجل: (فسيحوا في الأرض) وقال: (لأصلبنكم في جذوع النخل) ومعناه: على الأرض وعلى النخل، فكذلك قوله: (في السماء) أي على العرش فوق السماء، كما صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم " ا. هـ
فتفسيره لقول الله: (من في السماء) بقوله: " أي على العرش فوق السماء "
هو إثبات للمعنى بلا خلاف لولا العناد المستحكم لدى المفوضة
ـ الإمام أبو عبد الله محمد بن خفيف
قال في كتابه الذي سماه " اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات ":
" ونعتقد: أن الله عز وجل له عرش وهو على عرشه فوق سبع سمواته بكل أسمائه وصفاته ; كما قال: (الرحمن على العرش استوى) " ا. هـ
نقله من كتابه الإمام ابن القيم في الاجتماع ص (277) وابن تيمية في الحموية
فتأمل قوله: " بكل أسمائه وصفاته "
ـ الإمام أبو منصور الأزهري
قال في تهذيب اللغة:
¥