وهذا من الذهبي اجتهاد خاطئ ومجرد ظنون لا تستند على أي برهان ولا يوافقه عليه باحث متخصص بعد معرفة ما سأذكره
فأما حديث فضل عاشوراء فقد ذكره الذهبي نفسه في الموضوعات ولم يتهم به العشاري كما في تلخيصه
وقال الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي في رسالته اللفظ المكرم في فضل عاشوراء المحرم عن الحديث نفسه:
" قال أبو طالب محمد بن علي العشاري: ثنا أبو بكر أحمد بن منصور النوشري ثنا أحمد بن سلمان الحنبلي ثنا إبراهيم الحربي ثنا شريح بن النعمان ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعاً: إن الله - عز وجل - افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة وهو يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم فصوموه ووسعوا على أهليكم فيه وذكر الحديث مطولاً ...
ثم قال الإمام ابن ناصر الدين:
" وهذا حديث موضوع قبح الله من وضعه وافتراه فلقد تبوأ بيتاً في جهنم يصير مأواه.
ولا تحل روايته إلا لهتك حاله وإظهار المتهم من بين رجاله، ورجال الحديث ثقات إلا النوشري المذكور وهو أحمد بن منصور بن محمد بن حاتم فإني أتهمه به والله تعالى أعلم " ا. هـ
فمع أن النوشري وثقه الخطيب والسمعاني ومع ذلك اتهمه الإمام ابن ناصرالدين به ولم ينزهه من تبعة الوضع باعتبار أنه أدخل عليه وإنما اتهمه به
ولم يتهم الإمام العشاري بل برأه ووثقه ضمن بقية رجال السند
وأيضا السيوطي في اللآلئ ساقه من طريق العشاري ثم قال:
" ورجاله ثقات والظاهر أن بعض المتأخرين وضعه وركبه على هذا الإسناد "
فبرأ الإمام العشاري واتهم به غير رجال السند وفي هذا مبالغة في التبرئة
وفي تنزيه الشريعة لابن عراق بعد نقله لكلام الذهبي من الميزان قال:
" وفي سنده أبو بكر النجاد وقد عمى بأخرة وجوز الخطيب أن يكون أدخل عليه شيء فيحتمل أن يكون هذا مما أدخل عليه والله أعلم "
وهذا أخذه ابن عراق عن ابن حجر فقد قال في اللسان:
" قلت وقد تقدم في ترجمة النجاد أنه عمي بآخره وأن الخطيب جوز ان يكون ادخل عليه شيء وهذا التجويز محتمل في حق العشاري أيضا وهو في حق ابن أبي الزناد بعيد فقد وثقه مالك وعلق له البخاري بالجزم والعلم عند الله تعالى " ا. هـ
فلماذا جعل الحافظ ابن حجر الوضع من جهة العشاري مجرد احتمال ومن باب أنه أدخل عليه لا أنه مقطوع به كاحتمال أن يكون أدخل على النجاد؟
لماذا هذا التنزيه للعشاري حتى في هذا المقام؟
مع أن ابن حجر ذكر هذا الاحتمال في حق العشاري تأثرا بالذهبي عند تعليقه على الميزان
هذا دليل على أنه يرى براءته من أي اتهام ويرى أن إدخال شيء عليه ليس أمرا طبيعيا وأنه ثقة معتبر.
بالله عليكم لو كان العشاري متهما أو محل ريب وشك أو هو مظنة إلصاق الموضوعات وإدخالها من جهته هل يجوز مع هذا الشك في غيره كالشك في إدخالها من جهة الإمام النجاد كما احتمل ابن حجر وابن عراق؟!! ..
أو الشك بل الجزم في إدخالها من جهة أحمد بن منصور النوشري كما جزم الحافظ ابن ناصر الدين
أو الشك في أنه مركب من قبل بعض المتأخرين دون أن يكون للعشاري فيه دخل كما رجح السيوطي
وأيضا لم يلق ابن الجوزي بتبعة الوضع على العشاري مع جزمه بوضع الرواية
فبالله عليكم هل هذا المثال يصلح للطعن به في مرويات رجل كالعشاري وثق كل ذلك التوثيق؟!
وأما الحديث الآخر السابق عن حسن الخلق الذي ذكره الذهبي على أنه قد يكون أدخل على العشاري فقد أبان الذهبي في نفس المقام أن إدخال هذه الرواية من قبل أحد الوضاعين على العشاري هو مجرد ظن واحتمال من الذهبي وذلك عندما ذكر أن راويه هارون بن الجهم " ليس بمعتمد " مشيرا إلا أن تبعة الوضع قد تناط به
وهذا يمثل تذبذبا من الذهبي في إلقائه التبعة على العشاري وما بمثل هذه التذبذبات ترد توثيقات الأئمة لمثل العشاري الإمام والمحدث المكثر
وقد أورد نفس الرواية الإمام ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق العشاري أبي طالب العشاري قال اخبرنا ابن شاهين قال نا عبد الله بن سليمان قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم شاذان قال حدثنا سعد بن الصلت قال نا هارون بن الجهم عن جعفر بن محمد عن ابيه عن علي بن ابي طالب قال:
¥