أُتي رسول الله (ص) بسبعة من الاسارى فأمر عليا ان يضرب اعناقهم قال فهبط جبريل فقال يا محمد اضرب اعناق هؤلاء الستة ولا تضرب عنق هذا قال يا جبريل لم قال لانه كان حسن الخلق سمح الكف مطعما للطعام قال يا جبريل اشيء عنك او عن ربك قال ربي امرني بذلك
ثم قال ابن الجوزي:
" هذا حديث لا يصح وسعد وهارون مجهولان "
فنزه بهذا الإعلال الإمامَ العشاري وأبعده عن تبعة دخول الوضع من جهته.
وهارون بن الجهم لا يبعد أن يكون شيعيا فله رواية في كتبهم وهو بالإضافة إلا أنه غير معروف الحال فهو يخالف ويروي المنكرات
ذكره العقيلي في الضفاء وذكر أنه يخالف في حديثه وكذا الذهبي أورده في كتابه: " المغني في الضعفاء "
والناظر في رواياته لا يجد حرجا في اتهامه بهذا الحديث
أما سعد فهو قاض معروف لكنه لم يوثق في الرواية إلا من قبل ابن حبان وذكر أنه " ربما أغرب " لكنه لا يتهم
وعلى كل حال فالعشاري ثقة إمام لا يقارن بهارون ولا بسعد فلا وجه لاحتمال الذهبي
وأما جزء الاعتقاد الذي رواه فهو لم يتفرد به برمته
واعتمد غير واحد من السلف ما هو مثبت في هذه العقيدة كالموفق ابن قدامة في كتاب صفة العلو ص124 أو ذم التأويل , وابن أبي يعلى في الطبقات 1/ 283 , وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص165 , والذهبي نفسه في السير 10/ 79
وقرئت على الإمام الحافظ ابن نصر الدمشقي كما نقله أحد الباحثين
وذكر جملة منها
أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الكرجي فِي كِتَابِهِ الَّذِي سَمَّاهُ " الْفُصُولُ فِي الْأُصُولِ عَنْ الْأَئِمَّةِ الْفُحُولِ إلْزَامًا لِذَوِي الْبِدَعِ وَالْفُضُولِ " وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الشَّافِعِيَّةِ ...
قَالَ وَذَكَرَ الشَّافِعِيُّ الْمُعْتَقَدَ بِالدَّلَائِلِ فَقَالَ " لِلَّهِ أَسْمَاءٌ وَصَفَاتٌ جَاءَ بِهَا كِتَابُهُ؛ وَأَخْبَرَ بِهَا نَبِيُّهُ أُمَّتَهُ؛ لَا يَسَعُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ رَدُّهَا - إلَى أَنْ قَالَ - نَحْوَ إخْبَارِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إيَّانَا أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ وَأَنَّ لَهُ يَدَيْنِ لِقَوْلِهِ: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} وَأَنَّ لَهُ يَمِينًا بِقَوْلِهِ: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} وَأَنَّ لَهُ وَجْهًا لِقَوْلِهِ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلَّا وَجْهَهُ} وَقَوْلُهُ: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} وَأَنَّ لَهُ قَدَمًا لِقَوْلِهِ: {حَتَّى يَضَعَ الرَّبُّ فِيهَا قَدَمَهُ} يَعْنِي جَهَنَّمَ. وَأَنَّهُ يَضْحَكُ مِنْ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ {لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: إنَّهُ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ يَضْحَكُ إلَيْهِ} وَأَنَّهُ يَهْبِطُ كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا لِخَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ وَأَنَّهُ لَيْسَ بِأَعْوَرَ {لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذْ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: إنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ} وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَبْصَارِهِمْ كَمَا يَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَأَنَّ لَهُ إصْبَعًا لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَا مِنْ قَلْبٍ إلَّا وَهُوَ بَيْنَ إصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ}.
قَالَ: " وَسِوَى مَا نَقَلَهُ الشَّافِعِيُّ أَحَادِيثُ جَاءَتْ فِي الصِّحَاحِ وَالْمَسَانِيدِ وَتَلَقَّتْهَا الْأُمَّةُ بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ
عن مجموع الفتاوى
ونقل طرفا منها مختصرا عن ابن أبي حاتم الإمام ابن القيم في الاجتماع
وطرف منها مقارب جاء من طريق الهكاري
ما أظن صادقا يطلع على كل هذا العرض لكلام الأئمة ثم يجعل من هذه الرواية مصدر طعن على العشاري الذي تتابع الأئمة على توثيقه
وخاصة من تلميذه الآخذ عنه والمعاصر له والأعلم من بين كل من تكلم عن حاله وهو الخطيب
¥