فسامح الله الذهبي لم يتكلم بحجة وله في هذه الناحية أخطاء فهو يشكك في صحة بعض الكتب بنحو هذه الاحتمالات التي لم يسبق إليها ولا يوافقه عليها غيره ولا يقبلها باحث مؤصل منصف
ومن هذا ما ذكره في السير عن كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد فإنه قد عنه:
" ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله (1)، فإن الرجل كان تقيا ورعا لايتفوه بمثل ذلك، ولعله قاله "
فانظر كيف جزم بوضع الكتاب وفي آخر العبارة نفسها نقض هذا الجزم وقال بإمكانية صحة الكتاب عندما قال: ولعله قاله
ثم في نفس الكتاب (السير) نقل عن ابن الجوزي أن أحمد كتب الكتاب وأقره بعدم اعتراضه
بل في كتابه تاريخ الإسلام عند ترجمته للامام احمد بن حنبل نقل طرفا من كتاب الرد على الجهمية معتمدا له ونقَل نقْل المحتج
ومثال آخر: محمد بن علي بن سهل
اتهمه الذهبي بوضع حديث ثم في نفس المقام احتمل أنه أدخل عليه
مع أن في نفس إسناد الحديث الذي اتهمه به رجل متهم بالوضع وآخر متروك وهو أصبغ بينما محمد بن علي بن سهل فيه بعض الضعف وهو
وهو شيخ ابن عدي قال عنه ابن عدي
" وله غير هذا من الحديث ما كتبناه عنه مستقيمة وسألت عنه بمرو فأثنوا عليه خيرا وأرجو أن لا بأس به "
فصنيع الإمام الذهبي لايستقيم في أصول هذا الباب
وفي حق راو آخر نقل الذهبي عن ابن النجار اتهامه بالوضع وبين الحافظ خطأ الذهبي في العبارة وأنه نقل ما نقله دون أن يقف على كلام ابن النجار
وكل هذا بصراحة يوجب عدم اعتبار ما يذكره الذهبي مما لم يسبق إليه في مثل هذه المسائل وخاصة عندما يكون كلامه مخالفا لمن سبقه فضلا عن أنه لم يسبق إليه
وفي الرواية السابقة ذكر الإمام الذهبي بمجرد الظن ما خالف به من
سبقه بما لم يسبق إليه وعليه فالعشاري ثقة إمام بلا إشكال
مع أننا لو سلمنا ببعض ما قاله الذهبي في العشاري من أنه أدخل عليه حديث أو اثنان فهذا لا يمنع من قبول رواياته في الأصل فكم من إمام وُصف ببعض هذا ولم يكن ذلك مانعا من قبول رواياته
فهذا الحافظ ابن أبي عمر العدني صاحب المسند قال أبو حاتم عن زيادة رواها: «وكان بشر بن السري ثبتاً، فليته أن لا يكون أُدخِل على ابن أبي عمر» ومع أنه كان فيه نوع غفلة ومع هذا لم ترد رواياته
وكذا أحمد بن المفضل، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب وعبد العزيز بن معاوية، ومحمد بن عبد الله بن المثنى، وأحمد بن سعيد الهمداني
وأحمد بن محمد بن السندي، وأبو الفوارس بن الصابونى المصرى.
فكيف والعشاري لم يثبت أنه أدخلت من جهته روايات موضوعة
ثم الذين يحاولون استغلال كلام الذهبي الخاطئ ويضعفون بسببه بعض مرويات العشاري العقدية التي تخالف عقائدهم هم قد فتحوا بابا خطيرا على أنفسهم فهو نفسه الإمام العشاري قد روى كتبا علمية كثيرة يعتمدها هذا المخالف نفسه فهو قد روى:
ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطني، والترغيب لابن شاهين والإلزامات والتتبع للدارقطني، وجزء من حدث ونسي للدارقطني والعيدين لابن أبي الدنيا، والعزاء لابن أبي الدنيا وفضل الصدقة بل جملة كبيرة من كتب ابن أبي الدنيا والعرش لابن أبي شيبة والأحاديث التي خولف فيها مالك، وجملة من المصنفات الأخرى
فاربعوا على أنفسكم ياقوم وما هكذا تورد الإبل!!
والغريب أن الجزء الذي رواه عن الشافعي في الاعتقاد خصومنا أنفسهم في روايات مماثلة لكلام الشافعي في بعض الكتب الثابتة لا نجدهم يستنكرون الكلام لأنه ثابت واستنكارهم يكشف حقيقتهم فيقولون مخاصمة لنا نحن لا ننكره والمراد منه التفويض بينما هنا والكلام نحوه يصفونه بالتجسيم و يسبون لأجله العشاري ويضللونه
فسبحان الخلاق العليم!!!
ومن كل ما تقدم يتبين لك صحة الأبيات عن الدارقطني وقد عزا القول بمقتضاها للدارقطني الشّهاب الخفاجيّ في حاشيته على «الشّفا»
وقد ذكر قول الدارقطني هذا كثير من المفسّرين عند قوله ـ تعالى ـ: ?عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا?؛ فممّن ذكره في تفسيره: الإمام أبو جعفر ابن جرير الطّبريّ في تفسيره «جامع البيان»، ومنهم: الإمام الشّيخ علي البغداديّ ـ المعروف بالخازن ـ، ومنهم: الإمام الحافظ جلال الدّين السّيوطيّ في تفسيره «الدّر المنثور في التّفسير بالمأثور»،
ـ الإمام يحيى بن عمار السجزي رحمه اللّه تعالى
قال في رسالته التي في السنة:
¥