" بل نقول هو بذاته على العرش، وعلمه محيط بكل شيء، وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء، وهو معنى قول اللّه تعالى: " وهو معكم " ا. هـ
قال ابن القيم: " ورسالته موجودة مشهورة "
نقله عن يحيى الإمام التيمي في الحجة في بيان المحجة ج2/ص109 وابن القيم في اجتماع الجيوش ص (279)
وهذا إثبات صريح للمعنى
ـ ع الإمام الخطابي
قال البيهقي رحمه الله:
" قال أبو سليمان الخطابي فيما أخبرت عنه: الحنان معناه ذو الرحمة والعطف، والحنان مخففا الرحمة " ا. هـ
وقال البيهقي شارحا أسماء الله:
" وَمِنْهَا الْجَمِيلُ.
... وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْجَمِيلُ هُوَ الْمُجَمِّلُ الْمُحَسِّنُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفَعِّلٍ، وَقَدْ يَكُونُ الْجَمِيلُ مَعْنَاهُ ذُو النُّورِ وَالْبَهْجَةِ، وَقَدْ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ " ا. هـ
مع أن البيهقي حاول أن يؤول عبارة الخطابي بما يوافق مذهبه!!
بالله ألم يقل النبي عن الله: " جميل " في مقام الجواب عمن سأل عن الحسن والجمال المعروف؟ ألا يكون لوصفه بهذا في سياق كهذا أي معنى؟
وهل فهم الصحابي جواب النبي؟
وإذا علمت أن الجهمية الذين كانوا يعذبون الإمام أحمد كانوا ينكرون صفة الجمال كما سأبينه في فرصة لاحقة تبين لك أن إثبات الجمال وتحقيق معناه بالبهجة والنور هو من الإثبات الصريح للمعنى
وإن كان الخطابي صاحب اضطراب في الصفات لكني ذكرت كلامه من باب الاعتراف وهكذا من أذكرهم ممن يحسبون على الأشاعرة أذكر كلامهم من باب اعترافهم
ـ ع الإمام الثعلبي
قال الإمام الثعلبي في تفسيره المسمى بالكشف والبيان:
" وتعلقت الجهمية والمعتزلة بهذه الآية، استدلوا منها على إن الله بكل مكان، قالوا: لمّا قال (وَهُوَ مَعَهُمْ) ثبت إنه بكل مكان لأنه قد اثبت كونه معهم وقال لهم حق قوله وهو معهم إنه يعلم ما يقولون ولا يخفى عليه فعلهم لأنه العالم بما يظهره الخلق وبما يستره، وليس في قوله وهو معهم ما يوجب إنه بكل مكان لأنه قال (أأمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ) ولم يرد قوله إنه في السماء يَعني غير الذات لأن القول: أنّ زيداً في موضع كذا من غير أن يعتد بذكر فعل أو شيء من الأشياء لايكون إلاّ بالذات، وقال تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب) وقال:) يدبر الأمر من السماء إلى الأرض (فأخبر أنه (يرفع) الأشياء من السماء ولا يجوز أن يكون معهم بذاته ثم يدبر الأمر من السماء وإليه يصعد الكلم الطيب " ا. هـ
ولم يثبت الثعلبي في مواطن أخرى من كتابه على هذا القول، لكن هذا الكلام منه يمثل اعترافا مهما باعتباره متأثرا بالأشاعرة.
ـ الإمام أبو نصر الوائلي السجزي ت 444 هـ
قال رحمه الله في كتابه الإبانة:
" وأئمتنا كالثوري. ومالك. وابن عيينة. وحماد بن زيد. والفضيل وأحمد. وإسحاق متفقون على أن اللّه فوق العرش بذاته، وأن علمه بكل مكان " ا. هـ
وقوله: بذاته كافٍ في إثبات المراد
وعن كتابه الإبانة نقله الذهبي في العلو 248، وابن القيم في اجتماع الجيوش.
ـ الإمام الحافظ أبو عمرو ابن عبد البر رحمه الله ت 463 هـ
قال في كتابه التمهيد بعد ذكره لحديث الجارية:
" معاني هذا الحديث واضحة يستغنى عن الكلام فيها، وأما قوله: " أين الله؟ فقالت في السماء " فعلى هذا أهل الحق لقول الله عز و جل: (آمنتم من في السماء) ولقوله: (إليه يصعد الكلم الطيب) ولقوله: (تعرج الملائكة والروح إليه) ومثل هذا في القرآن كثير قد أتينا عليه في باب ابن شهاب في حديث النزول.
وفيه رد على المعتزلة وبيان لتأويل قول الله عز و جل: (الرحمان على العرش استوى) ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا دهمهم أمر وكربهم غم يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله عز و جل في الكف عنهم " ا. هـ
وبنحوه في الاستذكار
وقال ابن عبد البر في الاستذكار عن حديث النزول:
" وفي هذا الحديث دليل على أن الله عز و جل في السماء على العرش من فوق سبع سماوات وعلمه في كل مكان كما قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر
وحجتهم ظواهر القرآن في قوله (الرحمن على العرش استوى)
كما قال (لتستوا على ظهوره)
وقوله (واستوت على الجودى) و (استويت أنت ومن معك على الفلك)
¥