تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(العقيدة الأصفهانية) التي ألفها الشيخ أبو عبد الله شمس الدين الأصفهاني (ت:688) وهو أحد رؤوس علماء الكلام، وكان المذهب الأشعري سائداً في البلاد الإسلامية، وله قوة بحيث إذا خالفه أحد يمكن أن يُسجن، فلو رد ابن تيمية رحمه الله تعالى على الأصفهاني لاعترض عليه الناس اعتراضاً شديداً وقالوا: كيف يرد هذا على الأصفهاني؟، وانظر إلى شأن ابن تيمية رحمه الله تعالى الآن!!، فالله تعالى رفع الحق، وقد كان ابن تيمية رحمه الله تعالى في وقتها نكرة بالنسبة للأصفهاني.

فَرُدُّ ابن تيمية رحمه الله تعالى على الأصفهاني وقتها كان يُمكن أن يضيع دعوته، فألف ابن تيمية رحمه الله تعالى كتاباً بعنوان: (شرح العقيدة الأصفهانية)، وداخل الشرح ينقد العقيدة ويرد عليها.

وهذا الكتاب – كتاب شرح العقيدة الأصفهانية لابن تيمية رحمه الله تعالى- من الكتب التي لها عمق رائع، ومستوىً عالٍ.

3. الفقه الأكبر:

الفقه الأكبر يُطلق على علم العقيدة، والذي أطلق هذا المصطلح هو الإمام أبو حنيفة (ت:150). إذاً، هذا المصطلح قديم جداً، وكتاب الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة صغير جداً لا يصل إلى ثلاثين أو أربعين صفحة، والمجلدات الكثيرة المتعددة في الفقه الحنفي يسميها الفقه الأصغر، فالعقيدة يسميها الفقه الأكبر، وكل الشرائع والأحكام يسميها الفقه الأصغر، لأنه بدون الفقه الأكبر لا يُفهم الفقه الأصغر ولا يُقبل، فإذا كان المرء بغير عقيدة صحيحة لن تنفعه العبادة، قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) (الفرقان:23).

الجعد بن درهم (ت:125) هو أول من قال بخلق القرآن ونفي أوصاف الله بحجة التنزيه والتوحيد ونفي التشبيه، وقد تبني فكره تلميذه الجهم بن صفوان (ت:128)، فأدرك الجهم والجعد الفترة التي كان فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، وقد انتشر في وقت الإمام أبي حنيفة نفي الصفات ونفي علو الله على خلقه، والقول بأن الله تعالى في كل مكان بذاته، فألَّف رحمه الله تعالى كتاب "الفقه الأكبر"، وأصبح هذا المصطلح معروفاً من يومها، وقال رحمه الله تعالى فيه: "الفقه الأكبر في الدين خير من الفقه في العلم، ولأن يتفقه الرجل كيف يعبد ربه تعالى خير من أن يجمع العلم الكثير".

وسألوه: ما تقول فيمن يقول: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟، قال: هو كافر، لأن الله قال: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5)، قيل له: فإن قال: الرحمن على العرش استوى، لكن لا أعرف العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر، لأن الله تعالى أخبرنا أن عرشه على الماء، والماء فوق السماء، والله يُدعى من أعلى لا من أسفل.

4. السنة:

مصطلح السنة له عدة مدلولات، فكيف نعلم أن السنة المقصود بها هو علم العقيدة.

السنة تطلق في مقابل الشيعة، فلفظ السنة هنا يشمل كل الطوائف التي تقدس كتاب الله وسنة رسوله وترى عدالة الصحابة والترضي عنهم كالأشعرية والصوفية، والخوارج يطلق عليهم اسم السنة في مقابل الشيعة، فمثلاً المذهب الرسمي في عُمان هو مذهب الإباضية الخوارج، والمذهب الإباضي في عُمان يُطلَق عليهم اسم السنة على اعتبار أنهم عكس الشيعة.

ويُطلق السنة أيضاً في مقابل الأشعرية، وهذا هو المقصود بالاصطلاح هنا، فالسنة هنا كاصطلاح معناها إثبات السنة، فالمراد إثبات ما ورد في النصوص في البخاري ومسلم مما ورد في صفات الله، فيُسمَّى ذلك السنة، لأن المعتزلة كانوا يُنكرون السنة ويطعنون فيها ويقولون بأنها أحاديث آحاد لا تفيد اليقين في أمور الاعتقاد، ويطعنون في الأحاديث ويقولون بأنها لم تثبت ولا يؤخذ منها عقيدة، فكان الأئمة يقولون بإثبات السنة، حتى إن أبا طالب المكي (وقد كان صوفياً على عقيدة أهل السنة) يقول: "فإنَّا قوم متبعون نقفو الأثر، غير مبتدعين بالرأي والمعقول نرد به الخبر، وفي رد أخبار الصفات بطلان لشرائع الأحكام ...... ".

فيقول رحمه الله تعالى بأننا لو رددنا أخبار الصفات (كأحاديث الرؤية وحديث النزول والأحاديث التي أثبت الله تعالى فيها صفة الكلام والوجه واليد وما شابه ذلك) فقد طعنَّا بذلك في شرائع الأحكام كالصلاة والزكاة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير