تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فكل هؤلاء تكلموا في علم الكلام، والمقصود بذلك نصرة المذهب الأشعري على مذهب السنة، على اعتبار أن هذا هو أصول الدين، وهذا هو المذهب الحق.

فهذه هي المصطلحات التي أُطلقت على علم التوحيد، وقد ذكرناها في كتاب: "المختصر المفيد في علة تصنيف التوحيد".

• مفهوم الألوهية بين السلف ومخالفيهم.

نحن نذكر هذه التقسيمات حتى إذا بدأنا في بيان معتقد أهل السنة والجماعة تكون عند طالب العلم الخلفية الكافية التي يستطيع أن يستوعب بها ما سيأتي.

هل كل من يقول: "لا إله إلا الله" على عقيدة صحيحة؟

نقول: لا، الذي يقول: "لا إله إلا الله" يكون على عقيدة صحيحة إذا كان المقصود بـ"لا إله إلا الله": لا معبود بحق إلا الله، فالذي على هذه العقيدة هو على منهج الصحابة والتابعين، على منهج السلف الصالح خير القرون، لأن التوحيد المطلوب هو توحيد العبادة، فالله تعالى يقول: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً) (التوبة:31) فالمقصود بالتوحيد هنا هو توحيد العبادة، لا معبود بحق إلا الله، والمعبود هو الذي يُصدَّق في خبره وهو الذي يُطاع في أمره، فالذي يقول " لا إله إلا الله" تنفعه إذا كان على هذا المعنى، فيقول: يا رب، أنا على استعداد إن أخبرتني صدَّقت، وإن أمرتني نفذت، قال تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (طه:14)، وقال سبحانه وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 25)،وقال: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص: 88)، وقال تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (غافر: 65)، وقال تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) (المزمل: 9)

ومما ورد في سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في بيان معنى لا إله إلا الله وأنه لا معبود بحق سواه حديث بعث معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إلى اليمن برواياته المختلفة، فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: " إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى"، وفي رواية أخرى قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله"، فالتوحيد المقصود هو توحيد العبادة، والذي جعلنا نعرف أن توحيد العبادة هو "لا إله إلا الله" الرواية الثالثة، وفيها يقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة ألا إله إلا الله"، إذاً شهادة ألا إله إلا الله معناها: لا معبود بحق إلا الله، أو توحيد العبادة لله.

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "لا إله إلا أنت فيه إثبات انفراده بالإلهية، والإلهية تتضمن كمال علمه وقدرته ورحمته وحكمته ففيها إثبات إحسانه إلى العباد، فإن الإله هو المألوه والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزمك أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع، والعبادة تتضمن غاية الحب بغاية الذل".

معنى "لا إله إلا الله" عند المتكلمين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير