كما يمتدح شيخ الإسلام ردود الغزالي على الفلاسفة في مسألة إثبات الصانع وينقل ما ذكره من الطعن في طريقة ابن سينا وأمثاله، ثم يقول شيخ الإسلام معقباً: وهذا الوجه الذي ذكره أبو حامد أحسن فيه، وكنت قد كتبت على توحيد الفلاسفة ونفيهم الصفات كلاماً بينت فيه فساد كلامهم في طريقة التركيب قبل أن أقف على كلام أبي حامد، ثم رأيت أبا حامد قد تكلم بما يوافق ذلك الذي كتبته، كما يعترف له في مناسبات أخرى
مجموع الفتاوى (1/ 49 - 50)، ودرء التعارض (8/ 16، 10/ 135 - 152)، وشرح الأصفهانية (132) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3
265 - 267)
وذكر أيضا رجوعه في آخر عمره إلى الحديث، وأنه مات وهو يشتغل بالبخاري ومسلم
ويذكر أنه رجع» واستقر أمره على التلقي من طريقة أهل الحديث، بعد أن يأس من نيل مطلوبه من طريقة المتكلمين والمتفلسفة والمتصوفة أيضاً.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3
268)
ط-ثناؤه على الرازي
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود: نظراً لأن الرازي ومن جاء بعده التصقوا بالفلسفة كثيراً، وانحرفوا عن أسلافهم الأشاعرة فقد كانت ردود ابن تيمية عليهم كثيرة وقوية، وكثيراً ما يوردها بنبرة قاسية تشبه ما يستخدمه من عبارات في ردوده على الفلاسفة والباطنية ومن شابههم من أهل الكفر والإلحاد، ومع ذلك فلم تخل مناقشاته له من الإنصاف حين يجد في كلامه ما هو حق، فهو يقول عنه بعد نقله لأحد آرائه ومناقشاته: قلت هذا هو الصواب، فإن بطلان الدور معلوم بالضرورة , ويقول عن إحدى مناقشاته للفلاسفة: فتبين أن الذي ألزمهم إياه أبو عبد الله الرازي إلزام لا محيد عنه، كما يمتدح ما ذكره من إبطال الحلول وإلزام النصارى , وكثيراً ما يذكر أن ما ذكره الرازي صحيح أو حق.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3
268)
وقال شيخ الإسلام: أبو عبد الله الرازي من أعظم الناس منازعة للكرامية حتى يذكر بينه وبينهم أنواع من ذلك وميله إلى المعتزلة والمتفلسفة أكثر من ميله إليهم واختلف كلامه في تكفيرهم وإن كان هو قد استقر أمره على أنه لا يكفر أحدا من أهل القبلة لا لهم ولا للمعتزلة ولا لأمثالهم.
درء التعارض (3
322)
وقال شيخ الإسلام: الكلام على هذا من وجوه
أحدها: أن هذا كذب على الأشعرية ليس فيهم من يقول إن الله ناقص بذاته كامل بغيره ولا قال الرازي ما ذكرته من الاعتراض عليهم بل هذا الإعتراض ذكره الرازي عمن اعترض به واستهجن الرازي ذكره.
منهاج السنة (2
483)
ي- ثناؤه على الآمدي والأبهري والأرموي من أئمة الأشاعرة المتأخرين
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود: كمما يفعل ذلك مع الآمدي –أي المدح-، ويقول عنه: مع أنه من أفضل من تكلم من أبناء جنسه في هذه الأمور وأعرفهم بالكلام والفلسفة، كما يعترف لأثير الدين الأبهري، ويقول عن - الرازي، والآمدي، والأرموي: إنهم من أفضل بني جنسهم من المتأخرين، بل قال عن الآمدي: كان من أحسنهم إسلاماً وأمثلهم اعتقاداً.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3
269)
ك- موقفه مع المخالفين له في عصره
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود: وقد مدح شيخ الإسلام القاضي بدر الدين ابن جماعة وأيده، ونقل السبكي في طبقاته أن تقي الدين ابن تيمية كان كثيراً ما يثني على والده تقي الدين السبكي، وأنه: كان لا يعظم أحداً من أهل العصر كتعظيمه له، كما ذكر في ترجمة علاء الدين الباجي -واسمه علي بن محمد بن عبد الرحمن - أنه: لما رآه ابن تيمية عظمه، ولم يجر بين يديه بلفظة، فأخذ الشيخ علاء الدين يقول: تكلم نبحث معك، وابن تيمية يقول: مثلي لا يتكلم بين يديك أنا وظيفتي الاستفادة منك.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3
270)
بيان غلط من غلط على الإمام الأشعري وأخطأ
وهنا نبين تغليط وتخطئة شيخ الإسلام ابن تيمية لمن نسب لمذهب الإمام الأشعري ما ليس فيه وبيان غلطه وخطئه.
أ- بيان غلط من نسب للإمام الأشعري عدم إثباته للصفات الخبرية
¥