تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* (من تعلق ودعة فلا ودع الله له) الودع: مثل الصدف يخرج من البحر و يعلقه بعض الناس من أجل دفع البلاء عن النفس هذا الودع الذي يشبه الصدف و يخرج من البحر. يقول النبي صلى الله عليه و سلم (و من تعلق ودعة فلا ودع الله له) يعني: لا تركه في دعة و راحة.بل دعاء من النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون تعليقه للودع سببا لعدم الراحة عنده، و سبباً لحصول كثير من البلاء له.

الفائدة السابعة والعشرون:

· قوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون) معنى هذه الآية: أن كثيراً من الناس لا يؤمن بالله إلا و هو مشرك، فهو مؤمن بالله توحيد الربوبية و مع ذلك يشرك مع الله في الألوهية، فهو في الربوبية يعتقد أن الله تعالى هو الخالق الرازق، أما إذا جئنا في الألوهية فهو يصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى.

الفائدة الثامنة والعشرون:

* نقول: من تعلق شيئاً من الخيوطِ أو الحلقاتِ فإنه لا يخلو:

(1) إما أن يعتقد أن هذا الأمر الذي علقه ينفع و يضر بنفسه، يعتقد أن الناب أو العين أو الودع أو الخيط يضر بنفسه، فهذا مشرك شرك أكبر في الربوبية، ولا يخلو من شرك أكبر في الألوهية لأنه إذا اعتقد هذا الاعتقاد فإنه سيعلق قلبه و رجاءه و توكله بهذا الشيء، فيكون صارفاً للتوكل و الرجاء – توكل العبادة و رجاء العبادة – لغير الله فيكون قد أشرك في الربوبية و الألوهية.

(2) أما لو اعتقد أن هذا الذي علقه لا ينفع و لا يضر بنفسه ـ وهو أظنه حال أكثر الناس ـ يقول إني أعرف أن هذا الناب و الودع و الخرز و غيره لا ينفع و لا يضر بنفسه بل الله تعالى هو النافع الضار، و لكه هذه سبب للشفاء، و سبب لرفع البلاء، فهذا مشرك شركاً أصغر، لا يخرج من الإسلام، و لكنه وقع في أمر هو أعظم من الكبائر ـ كبائر الذنوب_.

الفائدة التاسعة والعشرون:

* -تكميلٌ- لأنَّه يجب أن تفهم قاعدة الأسباب التي يذكرها أهل العلم:

(1) أن كل من أتخذ سبباً و هو ليس بسبب في الشرع و لا في القدر فقد أشرك شركاً أصغر.

(2) من اعتقد أن غير الله ينفع و يضر فهذا مشرك شرك أكبر.

(3) من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سببا شرعياً, كإنسان يعتقد أن العسل فيه شفاء، هل العسل سبب للشفاء؟ نعم بدليل الشرع لأن الله تعالى قال فيه شفاء، فهذا ليس بشرك لأن هذا سبب

(4) من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سببا قدراً, يعني جرى القدر على أن هذا الأمر سبب للشفاء، مثل ما لو إنسان أصابه صداع فاستعمل الدواء المسكن ـ حبوب الأدوية المسكنة ـ، أو كان في بطنه شيء فاستعمل دواء يسهل البطن هذه الأدوية تعرف في القدر، فهذه من اعتقد أنها سبب لا يكون واقعاً في الشرك.

(تنبيهٌ مهمٌ) بالنسبة للسبب القدري لا بد فيه من شرط: هو أن يكون أثره و علاقته ظاهرة. لأن بعض الناس يقول: أنا إذا وضعت خيط أو صليب وعلقتها على صدري ألاحظ في نفسي اطمئنان وراحة و سكون؟ نقول: أن هذا الأمر ليس بأمر ظاهر، بخلاف الدواء الذي نعرف كيف يعمل، و إنه يقاتل الجراثيم، أو أنه يسكن موضع الإحساس بالألم، فتأثير هذا السبب لا بد أن يكون طاهراَ.

لا بد لأجل أن نعتبر هذا سبباً أن يكون أمراً ظاهراً يمكن إدراكه، على كل نعرف من هذا أنه إذا اعتقد الإنسان أن شيئاً من الأشياء سبباً لحصول المقصود و لم يثبت أنه السبب لا في الشرع و لا في القدر، فقد وقع في شرك أصغر، أما إذا اعتقد أن هذا الشيء ينفع و يضر بنفسه فهو شرك أكبر في الربوبية، هذا هو مجمل هذا الباب، و إذا فهمت هذا ستفهم الباب الذي يليه بإذن الله.

الفائدة الثلاثون:

* (التمائم): شيء يعلق على الأولاد يتقون به لأجل اتقاء العين أو رفع بلاء.

(والرقى): هي التي تسمى العزائم، و خص منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم من العين والحمة.

(التولة): هي شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها و الرجل إلى امرأته.

وفي الحديث "من تقلد وتراً" الوتر: مفرد أوتار، وهي/ التي تربط في القوس ليرمى بها السهم، كان الوتر إذا صار بالياً و لم يعد ينفع في رمي السهام بالقوس يأخذونه و يعلقونه على البعير، أو على الدواب لأجل ألا تصيبها العين، فإنها – يقولون – إذا نظر الإنسان إلى هذا الوتر البالي ذهبت عينه فيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير