تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(1) الأول التبرك بالذات: و هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن من خصائص نبينا صلى الله عليه و سلم أن ذاته مباركة، و أنه يجوز لنا تلمس البركة بأبعاضه عليه الصلاة و السلام، يعني نأخذ من ريق النبي صلى الله عليه و سلم، و من شعره، ومن دمه، وهذا الأمر انتهى الآن لأن النبي صلى الله عليه و سلم قد مات، و آثاره انقطعت وفنيت، و إلا لو وجدت لكنا نتبرك بها، لكنها الآن قد انقطعت غير موجودة، وكل ما يدعى من آثار النبي صلى الله عليه وسلم فهو ضرب أوهام.

(2) الثاني التبرك ببعض الأمكنة: مثل المسجد الحرام، فإن الصلاة فيه تضاعف مائة ألف صلاة، و المسجد النبوي، فإن الصلاة فيه تضاعف بألف صلاة، و المسجد الأقصى، فإن الصلاة فيه مضاعفة، و يشرع فيه شد الرحل، وكل مسجد كذلك فإن الصلاة فيه مضاعفة عن الصلاة في البيت بخمس و عشرين ضعف. هذا الأمكنة مباركة بالشرع.

(3) الثالث التبرك ببعض الأزمنة: فإن الشرع جاء ببركة بعض الأزمنة، فرمضان مثلاً تضاعف فيه العمرة، فالعمرة فيه تعدل حجة، و شرع فيه نية الصيام والقيام و تكفير الذنوب، ومن ذلك عشرة من ذي الحجة، فإنها أيام مباركة العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى منها فيما سواه من الأيام.

(4) الرابع التبرك ببعض الأطعمة: النبي -صلى الله عليه و سلم- أخبرنا عن ماء زمزم، وأنها مباركة و أنها طعام طعم و شفاء سقم، و العسل كذلك فيه شفاء, وهذا من بركة العسل، و كذلك زيت الزيتون، فإن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال: (كلوا من الزيتون و ادهنوا به فإنه من شجرة مباركة). و مثل اللبن فإن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا شرب اللبن، قال: (في بيتنا بركة).

(5) الخامس التبرك ببعض الأفعال: مثل طلب العلم، طلب العلم فيه بركة لآن الإنسان يحصل به أجراً عظيماً بطلبه للعلم، فطلب العلم أفضل من نوافل العبادات، و مثل الجهاد فإن في الجهاد فضلاً عظيماً و بركة كبيرة.

(6) السادس التبرك ببعض الهيئات: مثل الاجتماع على الطعام فأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اجتمعوا على طعامكم، و اذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه)، و كذلك الأكل من جوانب الصحفة، فالنبي صلى الله عليه و سلم يقول: (كلوا من جانب الصحفة فإن البركة تنزل في أعلاها).

إضافةٌ: "وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه رضي الله عنه كما ذكر ابن سعد في الطبقات،: كان بعض الناس يذهب إلى الشجرة التي بايع عندها النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه بيعة الرضوان، فكان يلتمس الصلاة عندها، فقام عمر رضي الله عنه فتوعد الناس و قطعها، قطع هذه الشجرة و هذا لمنع التعلق بهذه الشجرة و طلب البركة منها، و هذا لأنه لم يشرع عن النبي صلى الله عليه و سلم، لم يرد عن المصطفى عليه الصلاة و السلام أنه التمس البركة بالصلاة عندها".

الفائدة الواحد والأربعون:

* أخرجَ مسلمٌ عن على رضي الله تعالى عنه الذي «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ».

هذه الكلمات الأربع التي حدثه بها النبي صلى الله عليه و سلم:

(1) الأولى: (لعن الله من ذبح لغير الله) لأن الذبح لغير الله شرك أكبر ينافي التوحيد.

(2) الثانية: (لعن الله من لعن والديه) سواءً لعنهما مباشرةً، أو لعن والدي شخصاً آخر فهذا الشخص الآخر لعن والديه.

(3) الثالثة: (لعن الله من آوى محدثاً) يعني: تستَّر عليه و أخفاه عنده، و أيده و نصره.

(4) الرابعة: (لعن الله من غير منار الأرض) منار الأرض: هي العلامان, وتكون في موضعين:

1 - الأولى: تكون علامة لحفظ أو لتبيين حد أرض رجل لرجل آخر، تكون لرجلين أرض و بينهما يحددان علامات حتى لا يدخل أحدهما إلى الآخر، و لا يعتدي أحدهما على أملاك الآخر.

2 - الثاني: و تستعمل العلامات هذه أيضاً المنار لإيضاح الطرق للمسافرين، و بيان مواضع المياه و مواضع الراحة و نحو ذلك.

الفائدة الثاني والأربعون:

* ينقسم اللعن إلى قسمين: لعن تام و لعن ناقص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير