الأعياد المكانية الشرعية: هي عرفات ومزدلفة ومنى فإنها مكان يحصل فيه الاجتماع المتكرر المعتاد، و قد جاء الشرع بها فلذلك صارت اجتماعات مكانية و أعياد مكانية شرعية.
أما الأعياد المكانية البدعية: مثل اعتياد زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم كل أسبوع، لو الإنسان جعل من عادته أن يزور القبر النبوي كل أسبوع، هذا عيد مكاني بدعي لم يكن من هي الصحابة أنهم يزورون قبر النبي صلى لله عليه و سلم كل أسبوع.
الفائدة الخمسون:
و النذر: في اللغة: الإلزام. وشرعاً: إلزام المكلف نفسه طاعة غير واجبة تعظيماً للمنذور له، فيلتزم المكلف بطاعة معينة تعظيماً للمنذور له.
والنذر لله –عبادة-، و يدل لذلك قوله تعالى: (يوفون بالنذر) وهذه الآية جاءت في سياق مدح والثناء على من يوف بالنذر, وإذا أثنى الله تعالى على من يوف بالنذر دل ذلك على أنه محبوب له، وكل شيء محبوب لله فهو عبادة. وكذلك قوله تعالى (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه و ما للظالمين من أنصار) فإن قوله (فإن الله يعلمه) يعني فيجازيكم به، فإذا كان الله تعالى قرن النذر الإنفاق، وبين أن الله تعالى يجازي العبد على نذره دل على أن النذر عبادة، و إذا كان عبادة فإنها لا تصرف إلا لله تعالى.
- وفي هذا الزمن يوجد النذر لغير الله في كثير من المجتمعات المشركة، فيوجد من ينذر لأصحاب القبور كالبدوي في مصر مثلاً، وابن عربي في سوريا في بلاد الشام، أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه في العراق، أو غيرها من القبور التي تعظم عند أهل الجهل والشرك، ويصرف النذر لها، وصرف النذر لها شرك أكر مخرجاً من الإسلام.
الفائدة الواحد والخمسون:
* الاستعاذة: معناه طلب الإعاذة، ومعنى الإستعاذة: طلب الحماية من المكروه، فإذا استعذت بشيء، طلبت من شيء أن يحميك من مكروه، قد استعذت به، قال تعالى (و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) –تفسيرها-: يعني يطلبون من الجن أن يحموهم من المكروه، وقد كان من عادة الناس في الجاهلية إذا نزلوا الأودية وخافوا من تسلط الجن عليهم قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه. فهم يخاطبون الجن مع كون الجن لم يخاطبوهم أصلاً، و يطلبون منهم أن يحموهم من المكروه.
- قال تعالى (فزادوهم رهقا) قيل: معناها: زاد الإنس الجن رهقا، لما استعاذ الإنس بالجن تكبر الجن و استعظموا لأنهم رأوا الإنس يعوذون بهم. (هذا عند أكثر المفسرين).
- وقال بعض السلف: بل المعنى زاد الجن الإنس رهقاً .. والمعنى: أن الجن لما رأوا الإنس يخافون منهم ويعوذون بهم زادوا في إيذائهم والتسلط عليهم.
الفائدة الثانية الخمسون:
* (أعوذ): يعني التجئ و أحتمي و اعتصم. (بكلمات الله التامات): يعني الكاملات (من شر ما خلق) إذا قالها الإنسان لم يضره شيء حتى يرحل من ذلك المنزل، و سواء كان نزوله نزولا دائما، أو كان النزول مؤقتا طارئاً، وقد ذكر القرطبي -رحمه الله تعالى-: أن هذا الحديث مع كونه صحيحاً فإنه مجرب قال: فإني منذ سمعته ما تركت هذا الذكر في كل منزل أنزله، حتى لدغتني في ليلة من الليالي عقرب، فتفكرت في حالي فإذا أنا قد نسيت هذا الدعاء، و هذا من بركات هذا الدعاء النبوي الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
الفائدة الثالثة الخمسون:
* (أقسامُ الاستعاذةِ):
(1) القسم الأول الاستعاذة بالله تعالى: و هي عبادة من العبادات التي يؤجر فاعلها و يثاب عليها، و قد أمر الله تعالى نبيه بها، قال تعالى: (قل أعوذ برب الفلق). وقال: (قل أعوذ برب الناس)، فقد أمره أن يستعيذ بالله تعالى والذي هو رب الناس ورب الفلق.
(2) النوع الثاني الاستعاذة بصفة من صفات الله تعالى: أن يطلب الإنسان من صفة من صفات الله تعالى أن تحميه يقول: (أعوذ بكلمات الله التامات) فلا يدعو الصفة لأن دعاء الصفة شرك إنما يستعيذ بهذه الصفة، يقول: (أعوذ بكلمات الله التامات) كما جاء في هذا الحديث و نحو: (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد و أحاذر) و مثل (أعوذ بنور وجهك) هذه كلها نصوص جاءت في الاستعاذة بصفة من صفات الله تعالى، فالإستعاذة بالصفة لا مانع منها، و من صفات الله تعالى: الكلام. والكلام صفة من صفات الله فيجوز للمسلم أن يستعيذ بها.
¥