[مفاتيح الإعراب ... المفتاح الثاني (المعرب والمبني)]
ـ[سيبويه]ــــــــ[19 - 06 - 03, 04:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المفتاح الثاني: (المعرب والمبني)
أيها الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا هوالمفتاح الثاني من مفاتيح الإعراب. فبعد أن أخذنا في المفتاح الأول الفرق بين الاسم والفعل والحرف فإنا سندرس في هذا المفتاح - الفرق بين المعرب والمبني _.
أيها الأخوة الكرام: اعلموا أنه لابد لطالب العربية أن يفرق بين المعرب والمبني من الأسماء والأفعال. وهذا المبحث هو في غاية الأهمية. بل أستطيع القول بأن الإعراب والبناء هو ثلث النحو فمن أتقنه فليبشر بإتقان ثلث النحو
س / ما معنى المعرب وما معنى المبني؟
ج / أ) - المعرب:
هو: تغير أحوال أواخر الكلم (أي حركة آخر الكلمة) لاختلاف العوامل الداخلة عليه لفظاً (أي ظاهراً) أو تقديراً (أي غير ظاهر)
نحو / هذا زيدٌ
رأيت زيداً
مررت بزيدٍ
فنلاحظ أن آخر كلمة زيد قد تغيرت من الضم إلى الفتح إلى الكسر وهذا التغير هو بسبب تغير العوامل الداخلة عليها
ونلاحظ أيضاً أن هذا التغير ظاهر (أي واضح أمامك) وهو ما نسميه التغير اللفظي.
وهناك تغير آخر وهو التغير التقديري (أي غير الظاهر)
نحو / هذا الفتى
رأيت الفتى
مررت بالفتى
فنلاحظ أن حركة آخر الفتى قد تغيرت لكن هذا التغير تقديري (أي ليس بظاهر)
ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن كلمة، زيد، والفتى هي كلمات معربة لأن حركة آخرها تغيرت بسبب تغير العوامل الداخلة عليها سواء لفظاً أو تقديرأ
والأسماء كلها معربة حيث أن الإعراب أصل في الأسماء، إلا
1 - المضمرات
2 - أسماء الشرط
3 - أسماء الاستفهام
4 - أسماء الإشارة ما عدا المثنى منها
5 - الأسماء الموصولة ما عدا المثنى منها
6 - أسماء الأفعال
7 - بعض الأسماء مثل حذام ووبار وقطام وأمس .... الخ
أما الأفعال. فإنها جميعها مبنية، حيث أن البناء أصل فيها، ماعدا الفعل المضارع الذي لم تتصل به نون النسوة ولا نون التوكيد، فإنه معرب (أي أن حركة آخره تتغير بسبب تغير العوامل الداخلة عليه) كما قلنا في الأسماء المعربة
نحو / يذهبُ المسلم إلى المسجد
لن يذهبَ المسلم إلى مكان الشبهات
لم يذهبْ المسلم إلى مكان الشبهات
فنلاحظ أن حركة آخر الفعل تغيرت بسبب تغير العوامل الداخلة عليه وهذا التغير لفظي (أي ظاهر)
وهناك تغير تقديري (أي غير ظاهر)
نحو / يسعى الحاج بين الصفا والمروة
لن يسعى يسعى الحاج بين الصفا والمروة
فنلاحظ مما سبق أن الأسماء المعربة والأفعال هي التي تتغير حركة آخرها بسبب تغير العوامل الداخلة عليها، سواء كان هذا التغير لفظي أو تقديري
ب) - المبني:
هو: لزوم آخر الكلمة حالة واحدة من غير عامل ولا اعتلال
بمعنى أن الكلمة المبنية تلزم حركة واحدة على آخرها لا تتغير مهما دخل عليها من العوامل، وهذه الحركة تختلف من كلمةلأخرى نحو / هؤلاءِ فإنها تلزم الكسر مهما دخل عليها من عوامل فنقول
جاء هؤلاءِ
رأيت هؤلاءِ
مررت ب هؤلاءِ
فنلاحظ أن كلمة هؤلاء، لم تتغير حركة آخرها مع تغير العوامل الداخلة عليها
وكذلك نحو / الذينَ فإنها منية على الفتح دائماً لا تتغير مهما تغيرت العوامل الداخلة عليها
فنقول / جاء الذينَ أكرمتهم
رأيت الذينَ أكرمتهم
مررت بالذينَ أكرمتهم
فنلاحظ أن آخر كلمة الذينَ مفتوح في الأحوال الثلاثة مع تغير العوامل الداخلة عليها
وكذلك القول في الأفعال فإن جميعها مبنية إلا الفعل المضارع الخالي من نوني التوكيد والنسوة (كما سبق)
نحو / جاءَ القوم
قمْ للمعلم
المسلمات يلزمنَ الحشمة
لا يحسدنَّ مسلم أخاه
وبعد أن عرفنا الإعراب والبناء في الأسماء والأفعال يبقى علينا أن نعرف حال الحروف:
فنقول وبكل اختصار إن جميع الحروف مبنية ليس فيها حرف معرب
نحو / بلْ الساعة موعدهم
فـ أينَ تذهبون
وحيثُ ما كنتم
والاسم منه معرب ومبني * (لشبه من الحروف مدني)
كالشبه والوضعي في اسمي جئتنا * والمعنوي في متى وفي هنا
وكنيابة عن الفعل بلا * تأثر وكافتقار أصلا
ومعرب الأسماء ما قد سلما * من شبه الحرف كأرض وسما
وفعل أمر ومضي بنيا * وأعربو مضارعاً إن عريا
من نون توكيد مباشر ومن * نون إناث كيرعن من فتن
وكل حرف مستحق للبنا * والأصل في المبتي أن يسكنا
ومنه ذو فتح وذو كسر وضم * كأين؟، أمس، والساكن كم
وأخيراً نقول إن الإعراب والبناء من مهمات النحو فيلزم على كل طالب للعربية أن يلم بهذا ويفهمه وأرجو أن يكون فيما سبق النفع والفائدة
ملحوظة / أنا لم ألتزم شرح الألفية فلعلك تلاحظ أني لم أذكر سبب البناء ولا علا ماته، وإنما اكتفيت بتعريفه وشرحه، وهذا البحث هو مفاتيح للإعراب فقط وليس شرحاً للألفية أو للملحة أو غيرها من الكتب
كما أن التعاريف تستطيع مراجعتها من كتاب القواعد الأساسيةللسيد أحمد الهاشمي
اعتذار / قد تجد خللاً في الأشياء الفنية وذلك لقلت حيلتي في الجهاز
ولا نستغني عن نقدكم وتصويبكم فكلنا للعلم وليس لنا إلا جزء منه
¥