[فائدة لغوية من عالم الفيزياء المسلم ابن الهيثم!]
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 06 - 05, 12:16 ص]ـ
قال أبو علي الحسن ابن الحسن ابن الهيثم - رحمه الله - في كتاب "المناظر" (وهو من أعظم الكتب الفيزيائية في علم البصريات وفيه تكلم للمرة الأولى عن مصدر الضوء وعملية الإبصار وله تأثير كبير في تحول مسار العلم في العالم الأوروبي):
((وكذلك كثير من المعاني المبصرة التي تدرك بالقياس ليس تدرك إلا بعد استقراء جميع المعاني التي فيها. وذلك أن الإنسان الكاتب إذا لحظ صورة ابجد مكتوبة في ورقة فإنه في حال ملاحظته لها قد أدرك أنه ابجد لمعرفته بالصورة. فمن إدراكه لتقدم الألف وتأخر الدال قد أدرك أنه أبجد، أو من إدراكه لتشكل جملة الصورة قد أدرك أنها ابجد. وكذلك إذا رأى اسم الله تعالى مكتوباً فإنه في حال ملاحظته قد أدرك أنه اسم الله تعالى بالمعرفة. وكذلك جميع الكلمات المشهورة التي يكثر تكررها على البصر إذا شاهدها الكاتب أدرك ما هي الكلمة في الحال بالمعرفة من غير حاجة إلى استقراء حروفها حرفاً حرفاً. وليس كذلك إذا لحظ الكاتب كلمة غريبة مكتوبة وكانت كلمة لم ترد عليه قبل ذلك الوقت ولم يقرأ مثلها من قبل. وليس يدرك الكاتب الكلمة الغريبة التي لم ترد عليه من قبل إلا بعد أن يستقرئ حروفها حرفاً حرفاً ويميز معانيها، ومن بعد ذلك يدرك معنى الكلمة. وكذلك كل معنى يدرك بحاسة البصر إذا لم يكن قد ورد على البصر من قبل. فكل صورة لم تكن وردت على البصر من قبل ولم يرد عليه مثلها إذا أدركها البصر ليس يدرك البصر ما هي تلك الصورة أو ما هو ذلك المعنى، وليس يدرك أيضاً حقيقة تلك الصورة ولا حقيقة ذلك المعنى، إلا بعد أن يستقرئ جميع المعاني التي في تلك الصورة أو في ذلك المعنى أو كثيراً منها ويميز معانيها.)) أ. هـ.
ترجمة مختصرة:
هو أبو علي الحسن ابن الحسن ابن الهيثم، المسمى عند الغربيين "الهازن Alhazen". ولد بالبصرة ودرس بها. ولما سمع الخليفة الفاطمي، الحاكم بأمر الله، أن ابن الهيثم له طريقة لتنظيم الفيضان السنوي لنهر النيل، دعاه إلى مصر وكلفه بتقنين مياه نهر النيل لمواجهة الفيضانات. ولما أخفق ابن الهيثم في مهمته تظاهر بالجنون، وظل على تلك الحال حتى توفي الخليفة، فعاد إلى حالته الطبيعية، واشتغل بنسخ كتب من سبقوه في الرياضيات والطبيعيات، إلى جانب التأليف في مواضيع مختلفة.
يعترف المؤرخون الغربيون بأهمية ابن الهيثم في تطوير علم البصريات، فأرنولد في كتاب " تراث الإسلام"، قال ((إن علم البصريات وصل إلى الأوج بظهور ابن الهيثم))، أما سارطون فقال: ((إن ابن الهيثم أعظم عالم ظهر عند المسلمين في علم الطبيعة، بل أعظم علماء الطبيعة في القرون الوسطى، ومن أعظم علماء البصريات القليلين المشهورين في كل زمن، وأنه كان أيضاً فلكياً، ورياضياً، وطبيباً)).أما دائرة المعارف البريطانية، فقد وصفته بأنه رائد علم البصريات بعد بطليموس.
(ترجمة منقولة)
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 12:09 م]ـ
أخي بارك الله فيكم
لم أدرك الفائدة اللغوية لقصور عندي
وظني أن ابن الهيثم أراد أن يعبر عن الشيء المألوف وغير المألوف
فالتمس لذلك مثلا باللغة أو الكلمات
فليتك تزيد الأمر وضوحا بارك الله فيكم
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 06 - 05, 01:42 م]ـ
سأفعل أخي الكريم، والفائدة اللغوية هي من ضمن أحدث نظريات اكتساب اللغة في العصر الحديث وسبب خفاء الفائدة هو جمود الأبحاث العلمية في فقه اللغة لدينا وخاصة فيما يتعلق بطبيعتها النفسية، وهو علم يسمى علم اللغة النفسي وهو تخصصي في الوقت الراهن ... سأبين لك وجه ذلك ولكني مشغول قليلاً، وأشكر لك اهتمامك.
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 06 - 05, 05:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تلبية لرغبة الأخ الفاضل الحلبي وسائر الفضلاءمقدّمة
علم اللغة علم جمّ المنفعة كما لا يخفى، واللغة بطبعها متغيّرة لا تستقر على وضع معيّن حتى إنه قد دبّ الخلاف بين العلماء حول ما إذا كانت اللغة توقيفية أم اصطلاحية وهو موجود في كتب علماء اللغة كابن جنّي في الخصائص والسيوطي في المزهر وقد أطال الحديث عن ذلك من المفسّرين الرازي في تفسيره والصواب الذي دلّ عليه الشرع وبعده العقل وعلم اللغة المعاصر أن اللغة توقيفية من جهة واصطلاحية من جهة، فهي توقيفية باعتبار ملكة اللغة وأنواع الكلام، فباعتبار الملكة يوجد عند كل إنسان قدرة لغوية يفهم بها لغة قومه ويستخلص منها قواعدها مع مرور الوقت وقد ثبت علميّاً في حقل "علم اللغة العصبي" وصنوه "النفسي" أن الدماغ يستأثر بمواقع مهمة لفهم وإنتاج اللغة التي لو تعرّضت لأي نوع من العطب لأثّر ذلك على فهم اللغة أو إنتاجها. فالجانب الأيسر من الفص الأيسر من الدماغ يحوي معظم المناطق المسؤولة عن تيسير فهم اللغة (أو إن شئت تيسير نقلها للعقل الذي تعقل به المعاني) ففي تلك المنطقة وللأمام قليلاً توجد منطقة "بروكا" المسؤولة عن تنظيم إنتاج اللغة وفي مؤخرتها قليلاً يوجد منطقة "ويرنيك" المسؤولة بمشيئة الله تعالى عن تنظيم استقبال المُدخلات اللغوية ليتسنى فهمها وإدراك معانيها بواسطة العقل الذي محلّه القلب الذي محلّه الصدر (ولله الحمد هذا ما دلّت عليه النصوص ودلّ عليه أحدث النظريات في علم اللغويات النفسية ومن كبار المؤيدين لهذا عالم اللغويات النفسية ثوماس سكوفل وقد وجدت أنه مسبوق إلى ذلك بكلام ابن القيّم رحمه الله في مفتاح دار السعادة وشيخه ابن تيمية في آخر كتاب المنطق!!)
وأما كونها توقيفية باعتبار أنوع الكلام ....
يتبع إن شاء الله ...
¥