من نُسب إلى (اللحن) من الأئمة ..
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[19 - 12 - 04, 04:25 م]ـ
قال مالك بن دينار: تَلْقَى الرجل وما يلحن حرفَا، وعمله لَحْنٌ كلُّه.
وقال إبراهيم بن أَدْهَم: أعربنا في الكلام فما نُلحن، ولحنا في الأعمال فما نُعْرِب.
وقال بعض الزهاد:
لم نُؤتَ من جهلٍٍ ولكننا نستر وجهَ العالمِ بالجهلِِ
نكره أن نلحن في قولنا ولا نبالي اللحن في الفعلِ
وعن نصر بن عليّ عن أبيه قال: رايت الخليل بن أحمد في المنام، فقلت له: ما فعل بك
ربك؟ قال: غفر لي. قلت: بم نجوت؟ قال: بـ (لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). قلت: كيف
وجدت علمك؟ أعني العَرُوض والأدب والشعر. قال: وجدتُه هباءً منثوراً!!
وانشد هلال بن العلاء الباهلي لنفسه:
سيَبْلَى لسانٌ كان يُعربُ لفظةً فياليتَه في وقفة العَرْض يسلمُ
وما ينفعُ الأعرابُ إن لم يكنْ تُقىً وما ضَرَّ ذا تقوى لسانٌ مُعْجًّمُ.
وقد نسب جماعة من الائمة إلى اللحن منهم:
1 - القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ... التابعي أحد فقهاء المدينة السبعة:
أخرج مسلم في صحيحه] كتاب المساجد ومواضع الصلاة (560/ 67) [: عن ابن أبي عَتيق قال:
تحدثت أنا والقاسم عند عائشة رضي الله عنها حديثاً، وكان القاسم رجلاً لحّانة – وكان لأم ولد –
فقالت له عائشة: ما لك لا تحدث كما يتحدث ابن أخي هذا؟ أما إني قد علمتُ من أين أُتيتَ. هذا أدّبته
أمّه، وأنت أدبتك أمّك ..
قال النووي: (وكان لحانة) هو بفتح اللام وتشديد الحاء: أي كثير اللحن في كلامه، قال القاضي:
ورواه بعضهم (لُحنة) بضم اللام وإسكان الحاء، وهو بمعنى لحانة اهـ. قلت: وسبب لحنه كما ورد
في الأثر نفسه أن أمه أم ولد؛ أي كانت جارية، ولم تكن من العرب، فهذا أثر عظيم يدخل في كتاب
العلم، وكتاب النكاح: باب اختيار الزوجة، وكتاب الأدب: باب المرء على دين خليله، وغير ذلك.
2 - إبراهيم بن يزيد النخعي ... التابعي أحد الأعلام:
قال الذهبي في ترجمته في الميزان (1/ 75): كان لا يحكم العربية، وربما لحن.
3 - ايمن بن نابل ... من صغار التابعين:
قال يحي بن معين (رقم 375 – رواية الدوري): ثقة، وكان لا يفصح، وكانت فيه لُكنة.
5،4 – مالك بن أنس ... أحد أئمة المذاهب الأربعة، وشيخه ربيعة الرأي:
أ - أخرج الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل (رقم 157): عن ابن أبي أُوَيْس، قال: حضر
رجلُ من الأشراف عليه ثوب حرير، قال: فتكلم مالك بكلام لَحَنَ فيه، قال: فقال الشريف: ما كان
لأبوي
هذا درهمان ينفقان عليه ويعلمانه النحو؟ قال: فسمع مالك كلام الشريف، فقال: لأن تعرف ما يحل لك
لبسه مما يحرم عليك، خير لك من (ضربَ عبد الله زيداً، وضربَ زيدٌ عبد الله).
ب - أخرج الخطيب أيضاً في كتاب الفقيه والمتفقه (2/ 29): عن الأصمعي قال: ما هبتُ عالماً قطّ
ما هبت ُ مالكاً حتى لحنَ فذهبت هيبته من قلبي، وذلك أنني سمعته يقول: مُطرنا مطراً وأي مطراً.
فقلتُ له في ذلك، فقال: كيف لو قد رأيتَ ربيعة بن أبي عبد الرحمن؟ كنا إذا قلنا له كيف أصبحت؟
يقول: بخيراً ... بخيراً. وإذا مالك قد جعل لنفسه قدوةً يقتدي به في اللحن!
6 - أبو حنيفة النعمان بن ثابت ... أحد أئمة المذاهب الأربعة:
أ - أخرج الخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 27 - 29) بإسناده إلى المازني قال: سمع أبو عمرو أبا
حنيفة يتكلم في الفقه ويلحن! فأعجبه كلامه واستقبح لحنه، فقال: إنه لخطاب لو ساعده صواب! ثم
قال لأبي حنيفة: إنك أحوج إلى إصلاح لسانك من جميع الناس.
ب - أخرج الخطيب أيضاً في تاريخ بغداد (13/ 332) بإسناده إلى إبراهيم الحربي قال: كان أبو حنيفة
طلب النحو في أول أمره، فذهب يقيس فلم يجئ، وأراد أن يكون فيه أستاذاً، فقال: قلب وقلوب؛
وكلب وكلوب. فتركه، ووقع في الفقه فكان يقيس، ولم يكن له علم بالنحو. فسأله رجل بمكة فقال له:
رجل شَجَّ رجلا بحجر؟ فقال: هذا خطأ لي عليه شئ، لو أنه حتى يرميه بـ (أبا قُبيس)! لم يكن عليه
شئ.
جـ - وأخرج الخطيب عقب الأثر السابق بإسناده إلى أبي يوسف قال: قال لي أبو حنيفة: إنهم يقرؤن
حرفاً في (يوسف) يلحنون فيه! قلت: ما هو؟ قال: قوله (لا يأتيكما طعام تُرزقانِهِ)] يوسف:37 [
فقلت: فيكف هو؟ قال: (تُرزقانُهُ)!!
7 - بِشرْ بن الحارث الحافي .. شيخ الإسلام:
أخرج الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل (رقم 157): عن محمد بن المثنى السِّمسار قال: كنا عند
بِشر بن الحارث وعنده العباس بن عبد العظيم العَنْبَري، وكان من سادات المسلمين، فقال له: ي أبا
نصر أنت رجل قد قرأت القرءان وكتبت الحديث فلم تعلم من العربية ما تعرف به اللحن حتى لا
تلحن؟ ...
8 - ابو عبيدة مَعْمَر بن المُثَنَّى .. . الأمام العَلامة النحوي:
قال ابن قُتيبة في المعارف (543): كان لا يقيم البيت إذا أنشده، ويخطئ إذا قرأ القرءان نظراً.
9 - أبو حاتم السِّجِسْتاني ... النحوي اللغوي المُقْرئ:
نقل ابن خَلِّكان في وفيات الأعيان (2/ 431) عن المُبَرِّد قوله: لم يكن حاذقاً في النحو، وكان إذا
اجتمع بابي عثمان المازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل أو بادر بالخروج خوفاً من أن
يسأله عن مسألة في النحو.
10 - الغزالي .. حُجّة الإسلام:
ذكر الذهبي في ترجمته في النبلاء (19/ 326) نقلاً عن عبد الغافر الفارسي من كتابه السياق] و هو
ذيل على تاريخ نيسابور كما في كشف الظنون (2/ 1011) [: ومما كان يُعترض به عليه وقوع خَلَل
من جهة النحو في أثناء كلامه، ورُوجع فيه، فأنصف، واعترف أنه ما مارسه، واكتفى بما كان
يحتاج إليه في كلامهن مع أنه كان يؤلف الخطب، ويشرح الكتب بالعبارة التي يعجز الأدباء
والفصحاء عن أمثالها!
11 - محمد بن طاهر المَقْدِسي .. الأمام الحافظ:
نقل الذهبي في ترجمته في النبلاء (19/ 365) عن السِّلَفي قوله: كان فاضلاً يعرف، لكنه لُحْنة، قال
لي المؤتمن الساجي: كان يقرأ ويلحن عند شيخ الإسلام بهَرَاة، فكان الشيخ يحرك رأسه ويقول: لا
حول ولا قوة إلا بالله.
¥