وإلا فإن الأصل في القراءة الرواية والمشافهة , فإن القرآن عربي , وهو حجة على العربية كما هو مقرر عند المحققين من علماء العربية.
5. ما يذكره بعض القُرَّاء المعاصرين من ضَرورة انفراج الشَّفَتَيْن عند القلب , والإخفاء الشفوي , بل يبالغ بعضهم فيقول: لا بُدَّ أن يَرَى الناظرُ أسنانَ القارىء , وبعضهم يقول: يجب أن تكون هذه الفُرجة بمقدار رأس القلم , وبعضهم يقول: إنما هي بقد رأس الإبرة .. فهذا مما هو غير موجود في كتابٍ معتمدٍ عند السابقين ولم يتلقى بهذا الشَّكْل من المشايخ المتقنين , ولعله من اجتهادات العلماء. ومن الغريب جداً أن بعض الناس ينطقون الغُنَّة المخفاة كأنها غَيْنٌ بغُنَّة , فيصبح النطق هكذا (تَرْمِيهِنغْبِحِجَارَةٍ) غيناً مُشْرَبَةً بغُنَّة مع العلم بأَنَّ هذا الصَّوت الغريب لا يوجد في اللغة العربية , إنما هو موجود في اللغة الأندونيسية والماليزية.
6. وبعضهم يخرجُها من الشَّفَةِ السُّفْلى مع أطراف الثَّنايا العليا فتخرج الميم كأنها حرف ( v) في الإنجليزية , وبعضهم يُكَوِّرُ شفتيه تكويراً وينطق بصوت غريب ممزوج بين الباء والميم والغنة , وهذا كله خطأ وتحريف لها. وما قيل هنا يمكن أن يقال عن القلب , إلا أنه في الإخفاء الشَّفَويّ يوجد قَولٌ بجواز الإظهار في الميم , والله أعلم.
7. ذكر الإمام الجزريّ أن هناك وجهاً مقروءاً به في الميم التي بعدها باء ألا وهو الإظهار , حيث قال: ((وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادى وغيره إلى إظهارها عندها إظهاراً تاماً , وهو اختيار مكيّ القيسيّ وغيره , وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية , وحكى أحمد بن يعقوب إجماع القراء عليه , قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا إن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب)) فمن قرأ بالإظهار لا نقول أنه أخطاء لأن هذا الوجه كان مقروءا به كما قرره بن الجزري والعمل عليه في وقتنا الإخفاء.
8. والبعض الآخر يقول بتبعيض الميم بمعنى أن الميم نصفها من الشفتين والنصف الآخر من عمل الخيشوم فلنأخذ القسم المتعلق بالخيشوم ونترك القسم المتعلق بالشفة وذلك بجعل فرجة وهذا تعليل لا دليل عليه ومن عنده الدليل والحجة القاطعة فليأتنا به وأكون له من الشاكرين
9. والبعض الآخر عند تلفظه للٌخفاء الشفوي لا ينطق ميما البتة بل ينطق بهاء ممطوطة نحو قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) والسبب الذي أدى لهذا النطق الخاطئ أن القارئ وسع فرجة الشفتين والصواب إطباق الشفتين مصاحبا ذلك غنة من الخيشوم وإن شئت أن تسمي ذلك إدغاما ناقصا فسمه صرح بذلك بعض العلماء المتقدمين.
خاتمة البحث
على القارئ أن يطبق شفتيه على الميم الساكنة عند القلب والإخفاء الشفوي واحذر من تغيير الصوت القرآني في الميم الساكنة واعلم أخي الحبيب أنك لو تركت فرجة عند الميم الساكنة فإنك لم تنطق بميم البتة لأن صوت الميم الساكنة لا يتحقق إلا بإطباق الشفتين فمثلا ا لو قرأ القارئ قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) بترك فرجة بين الشفتين في صوت الميم فهو في الحقيقة لم ينطق ميما أبدا بل نطق بهاء ممطوطة وقال بعض العلماء أنه حذف حرف من التلاوة ولا أؤيد قول بعض إخواننا في متلقى أهل القرآن بأن المصريين يقرءون بالفرجة حاليا ولكن العبرة بعصر الإحتجاج ,أرجو منكم إخواني تصوير هذا البحث ونشره لحسم المسألة في هذه القضية وهذا البحث جزء من أبحاثي في التجويد ولدي أبحاث أخرى بما أحدثه بعض العلماء المعاصرين الذين صنفوا في التجويد ووضعوا بعض المسائل في كتبهم ما أنزل الله بها من سلطان ولم يكن لها ذكر عند العلماء المتقدمين وأمثالهم من جيل الداني والشاطبي وبن الجزري ومن هذه الأبحاث بحث فيمن قال بأن حروف القلقلة تتبع ما قبلها من الحركة والرد على من قعّد لهذا الخطأ من نصوص القدماء وكذلك بحث آخر في الرد على من قال بأن المرتبة الرابعة الساكنة من مراتب التفخيم تابعة لما قبلها من حيث الحركة وكذلك بحث آخر في الرد على من جعل زمن الغنة حركتين بالأدلة من نصوص المتقدمين من العلماء وبحث آخر فمن عرف الحركة بقبض الإصبع أو بسطه وأن ذلك من كلام المعاصرين ولا أصل له والرد على من قسم الصفات إلى ذاتية وعارضة والرد على قسم مراتب القراءة إلى أربعة الرد على بعض المعاصرين في تعريف مخارج حروف الصفير وغيرها من أبحاث رزقني الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن والله من وراء القصد.
بحث للأستاذ: فرغلي سيد عرباوي
خريج كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة
بريد إلكتروني: [email protected]
[email protected]
ـ[أبي الزبير]ــــــــ[01 - 04 - 04, 04:18 ص]ـ
بارك الله فيك استاذنا الفاضل ونفع بك الإسلام والمسلمين ...
بس ياليت لو يتوفر البحث على ملف وورد لتعم الفائدة ...
¥