[أحكام القرآن من تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله]
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[18 - 02 - 05, 08:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
اما بعد
نظراً لأهمية تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله واهتمام أهل العلم به قديما وحديثا
فأحببت أن افرد ما يتعلق بتفسير آيات الأحكام من هذا التفسير المبارك وقد صنف عددا من أهل العلم في أحكام القرآن عدداً من المؤلفات فمنها:
1 - أحكام القرآن للجصاص ... مطبوع
2 - أحكام القرآن للكياالهراسي ... مخطوط
3 - أحكام القرآن لابن العربي ....... مطبوع
4 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .... مطبوع
5 - الإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي .... مخطوط (ثم طبع)
6 - التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية ... لملاجيون .. مطبوع بالهند
7 - تفسيرآيات الأحكام للشيخ محمد السايس ... مطبوع
8 - تفسير آيات الأحكام للشيخ مناع القطان ... مطبوع
9 - اضواء البيان للشيخ محمد الشنقيطي .... مطبوع
من مباحث في علوم القرآن ... للشيخ مناع القطان ص 377
فأحببت ان اجمع ما يتعلق بتفسير آيات الأحكام من تفسير ابن كثير على منهج تفسير آيات الأحكام لفضيلة الشيخ محمد علي السايس
وسيكون بإذن الله تعالى على حلقات
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[20 - 02 - 05, 05:11 م]ـ
منهج ابن كثير في المسائل الفقهية
قال الدكتور يوسف عبدالرحمن المرعشلي في مقدمة لتفسير ابن كثير الجزء (1) ص (24)
كما نلاحظ على ابن كثير أنه يدخل في المناقشات الفقهية، ويذكر أقوال العلماء وأدلتهم عندما يشرح آية من آيات الاحكام، وإن شئت أن ترى مثالا لذلك فارجع إليه عند تفسير قوله تعالى في الاية (185) من سورة البقرة (. . . فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر. . .) الاية، فإنه ذكر أربع مسائل تتعلق بهذه الاية، وذكر أقوال العلماء فيها، وأدلتهم على ما ذهبوا إليه، وارجع إليه عند تفسير قوله تعالى في الاية (230) من سورة البقرة أيضا (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره. . .) الأية،
فإنه قد تعرض لما يشترط في نكاح الزوج المحلل، وذكر أقوال العلماء وأدلتهم. وهكذا يدخل ابن كثير في خلافات الفقهاء، ويخوض في مذاهبهم وأدلتهم كلما تكلم عن آية لها تعلق بالاحكام، ولكنه مع هذا التفسير من خير كتب التفسير بالمأثور، وقد شهد له بعض العلماء، فقال السيوطي في ذيل تذكرة الحافظ، والزرقاني في شرح المواهب: (إنه لم يؤلف على نمط مثله).
*****************
وقد ذكر الدكتور سليمان بن إبراهيم اللاحم في كتابه ((منهج ابن كثير في التفسير)) طبعة دار مسلم
ان القرآن والسنة النبوية المطهرة هما المصدران الأساسيان في استنباط الأحكام الفقهية والقواعد التشريعية والأصولية، لهذا نرى علماء المسلمين وقفوا عند كل نص من الكتاب والسنة واستنبطوامافيه من أحكام فقهية وأمور تشريعية، فالمفسرون استنبطوامافي القرآن من فقه وأحكام، والمحدثون استخلصوامافي السنة أيضا من ذلك، والفقهاء جمعوا الأحكام وأدلتها من الكتاب والسنة في كتبهم الفقهية،علما أن هناك تداخلاً كبيراً بين هذه العلوم، فمفسر القرآن لاغنى له عن النظر في السنة، وكذا شارح الحديث لاغنى له عن الرجوع إلى القرآن، والفقيه لاغنى له عنهما معاً.
ولقد اختلف المفسرين في تناولهم للأحكام قلة وكثرة ولعل السبب الذي جعل المفسرين يختلفون هذا الاختلاف هو اختلاف مشاربهم وتنوع ثقافاتهم .. فنزع كل منهم الى الاهتمام بالفن الذي أجاد فيهافالفقيه في تفسيره اهتم بالأحكام الفقهية، والمحدث اهتم بذكر الأحاديث ومناقشة أسانيدها، والنحوي واللغوي كذلك اهتم كل منهما بالفن الذي أجاده وبرع فيه.
توسط ابن كثير في تناوله للأحكام الفقهية والأصولية عموماً:
ولانكون مغالين إذا قلنا: إن الحافظ ابن كثير-رحمه الله- من أبرز هذه الطبقة التي وقفت من الأحكام الفقهية والأصولية موقفاًوسطا، فتناولت هذه الأحكام بحدود المعقول والمقبول في تفسير القرآن، فلم يهمل الكلام على الأحكام والمقام يتطلبه، ولم يحمّل النص القرآني مالم يدل عليه، وإن كان هناك استطراد في بعض المواضع فهو إلى حد مستساغ مقبول.
¥