- أن لأهل العلم في دلالة حديث (وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) على إثبات صفة الهرولة لله تعالى قولان: الأول عدم دلالته على ذلك وأن المراد به ضرب مثل لكرم الله وجوده، فلكما ازداد العبد من الطاعات قابله الله تعالى بالثواب والأجر بما هو أقوى وأزيد.
والثاني: دلالة الحديث على إثبات صفة الهرولة لله تعالى، وكلٌ من أصحاب القولين يرى أنه قد عمل بظاهر الحديث، والذي توصلت إليه: اختيار القول الأول، والله تعالى أعلم.
- أن حديث (إن لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة) لا يدل على حصر أسماء الله تعالى بهذا العدد وإنما المراد منه أن من أحصى هذا العدد فهو موعود بدخول الجنة، ولم يرِد حديث صحيح في تعيين هذه الأسماء التسعة والتسعين.
- أن معنى الإحصاء في الحديث المتقدم: حفظها وفهم معانيها والتعبد لله تعالى بمقتضاها.
- أن الملل صفة ثابتة لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله، لكن لا يوصف الله تعالى بها على وجه الإطلاق، وإنما بالقيد المذكور في الحديث (لا يمل الله حتى تملوا) شأنها شأن بقية الصفات التي لا يوصف الله تعالى بها على وجه الإطلاق كالمكر والخداع والاستهزاء والكيد ... وتفسير الملل بلازمه وهو الترك، لا ينبغي أن يكون طريقاً لنفي الصفة، ولا يعني هذا عدم إثبات اللازم، فلازم الحق حق.
- أن حديث (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ... ) قد بين الله تعالى فيه مراده وأوضح مقصوده -كما في بقية الحديث- بما يرفع الإشكال ويدفع الاشتباه، فبين أن العبد هو الذي مرض واستطعم واستسقى.
- أن أهل السنة والجماعة لم يختلفوا في إثبات صفة الصبر لله تعالى، ومعناها عندهم: الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة بل يزيد على ذلك أن يحسن إليهم فيعافيهم ويرزقهم.
- إثبات صفة التردد لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كما دل على ذلك قوله تعالى - في الحديث القدسي - (وما ترددت في شيء أنا فاعله ... ) مع القطع بأن تردده سبحانه ليس كتردد المخلوق، فإذا كان منشأ التردد عند المخلوق قد يكون لعدم الجزم بأحد الطرفين أو عدم العلم بعواقب الأمور، فإن تردد الله تعالى ليس كذلك، بل الحديث يدل على نفي هذه المعاني عن الله تعالى وتردده سبحانه قد جاء مفسراً في الحديث نفسه حيث قال: (يكره الموت وأكره مساءته) فهذا هو حقيقة تردده سبحانه وهو كون الفعل مراداً له من وجه ومكروهاً له من وجه.
- أن معنى قوله تعالى في الحديث القدسي: (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ... ): أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ... فتكون هذه الأعضاء مشغولة بالله تعالى طاعة وامتثالاً.
- أن المراد بالظل المضاف إلى الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... ): ظل العرش كما جاء ذلك مفسراً في بعض روايات الحديث.
- أن (الدهر) ليس اسماً لله تعالى، وأما ما ورد من قوله (وأنا الدهر) (فإن الله هو الدهر) فإن المراد به: مدبر الدهر ومصرفه ومقلبه، كما جاء مفسراً بهذا في الحديث نفسه.
- أن الرحم ليست جزءاً من الله تعالى ولا صفة من صفاته و (من) في قوله: (الرحم شجنة من الرحمن) لابتداء الغاية وليست للتبعيض فهي من الله خلقاً وإيجاداً، ومعنى الحديث أن الرحم لها علقة بالله تعالى حيث اشتق اسمها من اسمه: الرحمن.
- أن قوله صلى الله عليه وسلم: (قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن) يدل على إثبات صفة الحقو لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله، وقد نص على ذلك جمع من أهل العلم.
- أن إنكار الإنسان لصفة من صفات الله تعالى، أوشكِّه فيها، بسبب جهله بها - ومثله يمكن أن يجهلها - عذر يدرأ عنه الحكم بكفره، كما في حديث الرجل الذي أوصى بنيه بحرقه وطحنه وذرِّه في الريح وقال: (فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً ... ).
- أن الاحتجاج بالقدر على المصائب، أو على الذنوب والمعاصي لكن بعد التوبة منها والإنابة أمر سائغ لا محذور فيه، وعلى هذا يحمل حديث (فحج آدم موسى).
- أن حديث (خلق الله التربة يوم السبت) مخالف لصريح القرآن، وقد ضعفه جمع من الأئمة وأهل العلم بالعلل والأسانيد من جهة سنده ومتنه.
¥