- أن مجرد الأعمال غير كافٍ في دخول الجنة، إذ لا بد من رحمة الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يُدخِل أحداً الجنةَ عملُه) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة) وأما قوله تعالى: "ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" فالمراد به أن الأعمال سبب في دخول الجنة، وهذا لا يعني أنها تستقل بذلك عن رحمة الله تعالى.
- أن الأنبياء معصومون من الشك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم (نحن أحق بالشك من إبراهيم) فمعناه: لو كان الشك متطرقاً إلى إبراهيم عليه السلام لكنا نحن أحق به منه، فإذا كنا نحن لم نشك فإبراهيم عليه السلام أولى ألا يشك، فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد نفي الشك عن إبراهيم عليه السلام.
- أن السحر ثابت وموجود، له حقيقة وأثر لا يمكن إنكاره ولا نفيه وعلى هذا أهل السنة والجماعة.
- أن ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم من السحر وتأثره به حق لا يمكن رده، لدلالة الحديث الصحيح عليه، وهو لا يستلزم نقصاً ولا محالاً شرعياً، لأنه نوع من الأعراض البشرية كالأمراض والأحزان وغيرها، ولم يؤثر البتة فيما يتعلق بالتبليغ.
- أن الرمي بالشهب كان موجوداً في الجاهلية لكن لم يكن متواصلاً ومستمراً في كل وقت، وفي كل حال، ومن كل جانب، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم شُدد في حراسة السماء وكثر الرمي بالشهب، وهذا هو وجه الجمع بين حديثي ابن عباس في إرسال الشهب والرمي بها على الشياطين.
- أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفي الخلة من جانبه لأحد من المخلوقين، ولا يعارض هذا ما ورد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم من اتخاذهم الرسول صلى الله عليه وسلم خليلاً، لأن حصولها من طرف لا يلزم منه حصولها من الطرف الآخر.
- أن طريق شريك في حديث الإسراء قد اشتمل على عدد من المخالفات والإشكالات، ولهذا انتقده أهل العلم، وبينوا ما فيه من المخالفات، وأنه لا يُطمئن إلى ما انفرد به عن يقية الرواة، لا سيما وهم أوثق منه وأحفظ.
- أن موسى عليه السلام حين لطم ملك الموت عليه السلام، لم يكن يعرف أنه ملك الموت لأنه أتاه في صورة بشرية، فظنه شخصاً معتدياً، ومجيء الملائكة على صورة البشر وعدم معرفة الأنبياء لهم له نظائر كما في قصة إبراهيم ولوط عليهما السلام.
- وجوب تقديم القرشي في الإمامة بشرط إقامته الدين وعلى هذا انعقد الإجماع، وأما حديث (اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) فمحمول على جوب طاعته حينما يكون مستعملاً من قبل الإمام الأعظم القرشي، أو في حالة تغلبه وقهره درءاً للفتنة.
- أن الطائفة التي لا تزال على الحق ظاهرة تستمر إلى قرب قيام الساعة، حيث يرسل الله تعالى ريحاً باردة طيبة لا تدع مؤمناً إلا قبضته، حتى إذا خلت الأرض من الأخيار ولم يبق فيها إلا الأشرار قامت عليهم الساعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق).
- أن الأولية في قوله صلى الله عليه وسلم (إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها ... ) نسبية إضافية، أي: بالنسبة إلى آيات معينة، فهي أول الآيات السماوية الغير مألوفة، وليست أول الآيات على الإطلاق.
- أن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من طواف الدجال بالبيت لا ينافي ما ثبت من تحريم دخول مكة والمدينة عليه، لأن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من طوافه رؤيا منام، ورؤيا المنام لا يلزم وقوعها في الخارج كما كانت في الرؤيا، بل قد يكون لها تعبير وتأويل يخالف الظاهر منها.
- أن الزمان نفسه يتقارب حقيقة تقارباً حسياً، وذلك بنقصه وقصره عمَّا هو معتاد، كما أن أيام الدجال تطول حقيقة. وكل ذلك من علامات الساعة وقرب زوال الدنيا.
- أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم (إذا ولدت الأمة ربتها) أي: سيدها، وصورة ذلك: أن يستولد السيد أمته ومملوكته فيكون ولده منها بمنزلة السيد. وذلك إشارة إلى كثرة الفتوحات ووقع السبي وفشو النعمة.
- أن الأعمال والعامل وصحائف الأعمال كل ذلك يوزن لورود النص الصحيح به، وإن كان المعتبر في الثقل والخفة إنما هو العمل نفسه دون العامل أو الصحيفة.
¥