[من يحدثنا عن كتاب الموطأ للإمام مالك]
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[01 - 04 - 08, 03:49 م]ـ
لا يخفى عليكم أن كتاب الموطأ لا يلقى اهتماماً في المشرق كما يلقاه في المغرب الإسلامي، وكثير من طلبة العلم ينصرفون عنه إلى الكتب الستة، ومعلومات بعض طلبة العلم في المشرق عنه ضئيلة، فيا حبذا لو أتحفنا بعض طلبة العلم المغاربة (أو غيرهم) بمعلومات عن الموطأ من حيث ترتيبه ومحتوياته وكيفية الإسيتفادة منه وأشهر رواياته وشروحه وأفضل طبعاتها. فنحن نعرف مؤلفه جيدا ولكن لا نعرف الكثير عن كتابه!
ويا حبذا لو يبدأ الأخ الكريم بقوله: إن الحديث عن الموطأ حديث ذو شجون ...
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 04:00 م]ـ
وانا اشد علي يد الاخ كاتب الموضوع
وان يضيف خصائص شروح الموطأ
وهذا الحديث بالغ في الأهمية
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:35 ص]ـ
ألا يوجد في الملتقى بعض المالكية! أين أهل المغرب الإسلامي!
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[12 - 04 - 08, 01:38 م]ـ
سبحان الله!
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 05:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة 1
يعتبر كتاب الموطا لإمام دار الهجرة مالك بن أنس {ت179هـ} من المؤلفات الأولى في الحيث والفقه معا، وقد جاء تأليفه استجابة لرغبة نفسية ملحة لدى مالك رحمه الله ولحاجة سياسية واجتماعية ضاغطة، ازدادت حدتها عقب ما وقع بالعراق من خلاف بين المسلمين في الأحكام، مما جعل المنصور العباسي يبعث إلى مالك قائلاله:"إن الناس قد اختلفوا بالعراق فضع للناس كتابا تجمعهم عليه "
ويرجع اختيار العباسيين لمالك بالذات للقيام بهذه المهمة لأنه عالم المدينة ومذهبه حجة ولما كان يتمتع به من تقدير الجميع
كان محمد بن الحسن الشيباني {ت189هـ} إذا حدث بالعراق عن مالك والحجازيين تمتلئ داره وإذا حدث عن أهل العراق يقل الناس لعلمهم بأن علم مالك وأهل المدينة أصح وأثبت
قال ابن كثير:" وقد طلب المنصور من الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه فلم يجبه الى ذلك، وذلك من تمام علمه واتصافه بالإنصاف، وقال: إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها "
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 12:19 ص]ـ
الحلقة 2
كان الموط يشتمل في أصله على عدد كبير من الأحاديث قيل إنها عشرة آلاف حديث، وقيل تسعة آلاف، وقيل أربعة آلاف ولا زال يهذبه وينقحه سنة بعد أخرى إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن كما سيأتي بيانه
وغير صحيح ما ذهب إليه بروكلمان في كتابه: "تاريخ الأدب العرب"ي ومن سار على نهجه من أن الموطا ليس كتاب حديث إنما هو كتاب فقه
والدكتور فؤاد سزكين مع اعترافه في كتابه" تاريخ التراث العربي" بأن الموطأ كتاب حديث وكتاب فقه إنما وضعه في الجزء الخاص بالفقه، وكان الأولى به أن يضع مالكا وكتابه في الجزء الخاص بالحديث كذلك
وهذا يجر الى الكلام على الصحيح وموقع الموطا بين كتب الحديث.
إن الذي لا خلاف فيه أن الموطا أصح كتاب بعد كتاب الله قبل ظهور الصحيحين كقول ابن المهدي:"لا أعلم من علم الناس بعد القرآن أصح من موطا مالك" وقول الإمام الشافعي:" ما تحت أديم السماء كتابا أكثر صوابا بعد كتاب الله من موطا مالك"
قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله:"وهو كما قال الشافعي رضي الله عنه"
وعلى هذا يقال إن مالكا أول من ألف في الصحيح المجرد و لا يضير البخاري في شئ أن مالكا أول من ألف في الصحيح مع العلم أن البخاري نفسه كان أول ما يستفتح الباب بحديث مالك وإذا وجد حديثا يوثر عن مالك لا يكاد يعدل به إلى غيره، والى هذا جنح ابن حجر في النكث
والذي ذهب إليه الجمهور قديما وحديثا هو أن الموطا ياتي من حيث الرتبة بعد صحيحي البخاري ومسلم
يقول طاش كبري زادة:" إن السلف والخلف قد أطبقوا قاطبة على أن أصح الكتب بعد كتاب الله، صحيح البخاري ثم صحيح مسلم ثم الموطا ثم بقية الكتب الستة"
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[13 - 04 - 08, 06:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي الإدريسي على هذه المقدمة الجميلة، وأرجو أن تدخل في صلب الموضوع قريبا إن شاء الله
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 03:31 ص]ـ
الحلقة 3
ظل مالك رحمه الله ينقح الموطا طوال حياته ينظر فيه كل عام إلى أن مات، يدل على ذلك مثل قوله: " كتاب ألفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوما " وقوله:"علم جمعه شيخ في ستين سنة أخذتموه في أربعة أيام " ونحو ذلك ...
وقد جاء الكتاب منسجما مع عصره من حيث ترتيبه، وكانت طريقة المتقدمين الجمع بين المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين مع حرص مالك على إخراج كتاب يكون مرجعا للأحكام اعتمادا على ما صح لديه
روي أن مالكا أوتي بكتاب ابن الماجشون فنظر فيه ثم قال:"ما أحسن ما عمل ولو كنت أنا الذي عملت لبدأت بالآثار ثم شددت ذلك بالكلام "
إنه يصدر الأبواب في الموطا بالحديث النبوي ومعه أقوال الصحابة وعملهم وفتاوي التابعين وعملهم كذلك، ثم يورد غالبا فتاويه وما يراه صوابا وما يعقب به على المنقول من القول والفعل بعبارات الإعجاب المختلفة
وبوب الكتاب على أبواب الفقه فجاء كتابا حديثيا فقهيا، بل كتابا جامعا لما انتهى الى مالك مما كان يسمى في ذلكم العهد:"العلم"
وقد بين مالك نفسه منهجه في الموطا فقال:" فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الصحابة والتابعين ورأيي وقد تكلمت برأيي وعلى الاجتهاد وعلى ما أدركت عليه أهل العلم ببلدنا ولم أخرج من جملتهم الى غيره"
وسياتي الحديث في الحلقات القادمة عن عدد أحاديثه ومختلف رواياته ورجاله وشروحه وغير ذلك إن شاء الله
¥