[أغلاطي كتاب لا تصح نسبته للصفي الحلي]
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[22 - 08 - 08, 11:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"أغلاطي" ليس بكتاب للصفي الحلي
يوجد بخزانة الأسكوريال بإسبانيا، كتاب ينسب للشيخ الأديب العلامة صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلّي تحت عنوان "أغلاطي". والكتاب حصلت على نسخة مصورة منه من خزانة شيخنا أبي أويس محمد بوخبزة حفظه الله، ولما طالعته، أعجبت به وهو في لحن العامة، فطفقت أبحث قصد توثيقه من كتب التراجم والسير، فلم أظفر له بذكر إلا في الموسوعة التي أعدتها منظمة الثقافة والتربية بتونس الإليسكو؛ حيث أدرجت ترجمة جيدة للصفي الحلي أعدت من طرف الفقيه البحاثة محمد أبي الأجفان رحمه الله وذكر في عداد مؤلفاته هذا الكتاب، دون أن يشير إلى مصدره.
ورغم ذلك ظللت متعلقا بالكتاب، وعاقدا النية على خدمته والاعتناء به، فشرعت؛ لكن خلال العمل وأثناء رجوعي إلى المصادر والمراجع في الباب، اكتشفت بأن الكتاب قطعة من كتاب العلامة الأديب خليل بن أيبك الصفدي: تصحيح التصحيف وتحرير التحريف.
عندها حمدت الله تعالى على هذا التوفيق، الذي ثناني عن المضي في التحقيق.
وإليكم الورقة الأولى والأخيرة من الكتاب لتطلعوا عليها:
هذه مسائل مهمة للصّفي الحلّي
ومن خطه نقلت من كتابه الموسوم بأغلاطي
الورقة الأولى:
حرف السين المهملة
ح يقولون سارر فلانٌ فلانا، وقاصصه وحاججه وشاققه، فيُبرزون التضعيف كما يظهرونه في مصادر هذه الأقوال فيقولون: المُساررة والمقاصصة، وغير ذلك، فيغلطون؛ لأن العرب استعملت الإدغام في هذه الأفعال ونظائرها طلبا للخفّة، واستثقالا للحرفين المتماثلين، ولم تفرق بين ماضي هذه الأفعال وما تصرف منها، فقالوا: سارّه مسارّة، وحاصّه محاصّة، وقالوا في نوع آخر منه: تصامَّ عنه؛ أي: أري أنه أَصَمّ. قال الله تعإلى: "وحاجّه قومه". وهذا الحكم مطّرد في كل ما جاء من الأفعال المضاعفة على وزن فعل وأفعل وفاعل وافتعل وتفاعل واستفعل؛ نحو: مدّ الحبل، وامتدّ ومادّ وأمدّ وتمادّ واستمدّ. اللهم إلا أن يتصل به ضمير مرفوع أو يؤمر فيه جماعة المؤنث، فيلزم حينئذ فك الإدغام في هذين الموطنين لسكون أحد الحرفين؛ كقولك: رددتّ ورددنا ونظائره، وكقولك لجماعة المؤنث: ارْدُدْنَ، وقد جُوِّزَ الإدغام والإظهار في الأمر الواحد كقولك: رُدَّ وارْدُدْ، وقاصّ وقاصص، واقتصّ واقتصِصْ، وكذلك جوّز الأمران في المجزوم كما قال تعإلى: "ومن يرتد منكم عن دينه" وفي مكان آخر: "ومن يرتدِدْ منكم عن دينه". ولا يجوز إبراز التضعيف إلا في ضرورة الشعر كما قال الراجز في الاسم:
إِنَّ بَنِيَّ لَلئامٌ زَهَدَهْ - ما ليَ في صُدُورِهِمْ مِنْ مَوْدِدَِهْ
وقد شذّ منه: قطِط شعرهُ من القطط، ومششَتِ الدابّة من المَشَشِ، ولححت عينه أي التصقت، وألل السِّقا إذا تغيرت ريحه، وصكِكَتِ الدّابّة من الصَّكَكِ في القوائم، وكل ذلك ما يعتدّ به ولا يقاس عليه.
وح ويقولون للبلدة التي أحدثها المعتصم بالله: سَامَرّا، فيوهمون فيه كما وهم البحتري؛ إذ قال في صلب بابك.
الورقة الأخيرة:
(و) العامة تقول: هذا طعام لا يُلاوِمُني، أي لا يوافقني. والصواب: يُلائِمُني.
(ز) يقولون: خُذْ يَمَنَةً ويَسَرَة. والصواب: يَمْنَةً ويَسْرَةً.
قلت: يريد: الصواب سكون الميم والسين.
(ص) يقولون: ملَكَ يمْلُك، ومَلّه يمِلُّه. والصواب: يمْلِكُه ويمَلُّه.
قلت: الصواب كسر اللام من الأوّل، وفتح الميم من الثاني.
(ص) يقولون: نظَمَ العِقْدَ ينْظُمُه. والصواب ينْظِمه، بالكسر.
(ص) يقولون: يهْدِرُ في قراءته. والصواب يحدُرُ بالحاء، قال أبو عبيد في غريب الحديث: حدَرَ القراءةَ يحدُرُها حدْراً، والقراءة السريعة تُسمّى الحَدْر.
(ص) يقولون: يهْرَبُ ويحْرَثُ. والصواب: يهْرُبُ ويحْرُثُ بالضم.
(ص) يقولون: هلَكَ يهلُكُ. والصواب: يهلِكُ، بالكسر.
قلت: حُكيَ أنّ بعض الوزراء الفضلاء أمر في بعض عمّاله بأن يُضرَبَ ألفَ سوطٍ، فقال: إذَنْ أَهلِكُ أيها الوزير، وكسر اللام، فقال الوزير: وأنتَ من أهلِ أهلِك! الحَقْ بأهلِك.
(وح) يقولون: يوشَكُ أن يكون كذا، بفتح الشين. والصواب كسرها، لأنّ الماضي منه أوشَكَ، فيكون مضارعه يوشِكُ، كما يقال: أَوْدَعَ يودِعُ، وأورَدَ يورِدُ.
ومعنى يوشِكُ: يُسرِعُ. /63أ/ انتهى
هذا ما تبين لنا والله أعلم، والحمد لله على ما ألهم وعلم
ـ[المنصور]ــــــــ[24 - 08 - 08, 06:59 ص]ـ
الحمد لله
وفقك الله لكل خير
وبارك فيك
ـ[ابن السائح]ــــــــ[17 - 12 - 08, 04:17 م]ـ
جزاك الله خيرا سبق إلى التنبيه على الغلط المتعلق بالأغلاطي رمضان بن عبد التواب في كتابه لحن العامة والتطور اللغوي
وأشار إلى ذلك في مقال نشره في مجلة معهد المخطوطات: مج 39 ج2 شعبان 1416 ص 264 مستهلا نقده بقوله: "نِمْتَ وأدلج الناس"!
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:19 ص]ـ
شكرا أخي ابن السائح على هذه الإشارة، إذ لا علم لي بها.