تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? عوامل بيولوجيَّة (تُسَبِّبها الكائنات الحية الدقيقة؛ كالفطريات، والبكتريا، والحشرات، والقوارض، وسوء الحفْظ والاستخدام).

ثم عرَض المؤلِّف لأساليب الحفْظ والصيانة المختَلِفة، ثم الترميم وخطواته، وختَم الفصْل بحديثه عن تصوير المخطوطات، فأشارَ إلى أهدافِه، ثم عرَض لأنواع أوعية التصوير من ورق، ومصغرات فيلمية، وأقراص مضغوطة ... إلخ، وبين مزايا كلِّ وعاء وعُيُوبه.

5 - الفهرسة والضبط الببليوجرافي:

فرَّق المؤلف في بداية كلامه بين المفهومَيْن، وتعرَّض للفظي: (فهرس) و (ببليوجرافيا)، مُشِيرًا إلى أنهما غير عربيينِ، كما أشار إلى تفضيل بعض الباحثين لمصطلح (وراقة)، بدلاً عن (ببليوجرافيا).

وبعدها انتقل إلى الإجابة عن سؤالَيْن:

أولهما: لماذا نفهرس مقتنيات المكتبات، مطبوعة كانت أم مخطوطة؟

وثانيهما: ما الفرْق بين فهْرسة المطبوع، وفهرسة المخطوط؟

ثم تناوَل بطاقة فهْرسة المخطوط، والمعلومات التي ينبغي أن تَتَضَمَّنها، وأشار إلى أنه على الرغم من استقرار عناصر فهْرسة المطبوع منذ أمدٍ بعيدٍ، فإنَّ عناصر فهْرسة المخطوط، وترتيب تلك العناصِر لَم يستقِرَّ بعدُ، وعرَض جملة من الاجتهادات التي حاولتْ أن تقدِّمَ تصوُّرًا لما يُمكن أن تكونَ عليه فهرسة المخطوطات العربيَّة، مُخْتَتِمًا بتصوره الخاص.

ثم عرج على بعضِ الصُّعوبات التي تواجِه المفَهْرِس، وعدَّ أهمها: مداخل المؤلِّفين القُدماء، وتوثيق العناوين واختلافها، وتاريخ المخْطُوط، والوصْف المادي للمخطوط، وأخيرًا مشكلة المجاميع.

وختَم الفصْل بالتعريف بأهمِّ فهارس المخطوطات العربية وأنواعها، وبالتعريف بببليوجرافيات الفهارس، وبكتابي: "تاريخ الأدب العربي"؛ لكارل بروكلمان، و"تاريخ التراث العربي"؛ لفؤاد سزكين.

6 - التحقيق والنشر:

وتناوَل هذا الفصْل بإيجاز الخطوات التي يجب أن يقوم بها مَن يَتَصَدَّى لنشْر نَصٍّ تراثي.

وقد أحسن المؤلف صنعًا بهذا الإيجاز؛ إذْ لا يصلح التَّفْصيل لِمِثْل هذا المدْخل؛ فعلمُ تحقيق النصوص أصبح عِلْمًا مستقِلاًّ، له مؤلَّفاته العديدة، التي يحسن الرجوع إليها.

وقد أشارَ المؤلِّف في البداية إلى أنه على المُحَقِّق البحثُ عن نفائس المخطوطات الجديرة بالتحقيق والنشْر، والتأكُّد من عدم نشرها مُحَقَّقة من قبلُ، وأرشد إلى بعض المراجع التي تساعِدُ في ذلك.

ثم لَخَّصَ خطوات التحقيق في ستة أمور:

1 - التأكُّد من صحة عنوان الكتاب، وصحة نسبته إلى مؤلِّفه، وذلك بالرُّجوع إلى المصادر الببليوجرافية.

2 - البحْثُ عن نُسَخ المخطوط وجَمْعها، وذلك بالرُّجُوع إلى ما نُشِر من فهارس مكتبات المخطوطات في الشرْق والغرْب، وإلى الأدوات الببليوجرافيَّة، التي عُنيت بحصْر المخطوطات العربيَّة.

3 - تحديد منازل النُّسَخ، واختيار أعلاها؛ لتكون أصلاً تُقابَل عليه النُّسَخ الأخرى، ومعايير المفاضَلة بين النُّسَخ.

4 - التعامُل مع النص؛ بتوضيح الغامض منَ الألفاظ، والتعريف بالأَعْلام والأماكن، وتخريج النُّصوص، والتنْبِيه على ما قد يكون بالكتاب من أخطاء علميَّة أو لُغويَّة أو إملائيَّة، ومما يُحْمَد له تَوَسُّعُه في ذِكْر المصادر والمراجع المُعِينَة للمُحَقِّق.

5 - التقديم للنص بِمُقدمة تُعَرِّف بالكتاب ومُؤَلِّفه، وتُبَيِّن أهميته في مَجَاله، كما تُعَرِّف بالنُّسَخ التي وصلَتْنا من الكتاب، وبالنُّسَخ التي اعتُمِدَ عليها في التَّحْقيق، ورموز هذه النُّسَخ، والنسخ المستبعدة، والمنهج المتَّبَع في التحقيق.

6 - إضافة ما يَحْتاجه النصُّ المُحَقَّق من كشَّافات تحليليَّة؛ تُيَسِّر الوُصُول إلى جُزْئياته ودَقَائقِه.

وأكَّد المؤلف الفاضل أنَّ علماء الحديث هم الذين أرْسَوا أُصُول علْم تحقيق النُّصوص، وحَدَّدُوا خطواته ومراحله، وأنَّ المستشرقين أَخَذُوهُ عنهم وطَوَّرُوه، وجاء من بعدهم علماء عرب ومسلمون أجِلاَّء، تَلَقَّفُوا الخيطَ ومضوا يُؤَصِّلُون هذا العِلْم، مُسْتَلْهِمينَ خلفياتهم الدِّينية وما ورثُوه عن علماء الحديث الأوائل، ومُستفيدين مما اطَّلَعُوا عليه من مناهج المسْتشرقينَ، ولَم تلبثْ أن ظهرتْ سلسلة ذهبية من شوامِخ المحقِّقين، الذين يُمَثِّل كلٌّ منهم مدرسة من مدارس التحقيق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير