? في (ص176): يُنَبِّه المؤلِّفُ المحقِّقَ إلى أنَّ عليه بعد تأكُّده مِن استحقاق النَّصِّ التراثي للنشْر والتحقيق، أن يتأكَّد إن كان قد سبق نشرُه مُحَقَّقًا أم لا؛ لأنَّ ما لم يُحَقَّق أَوْلَى بالتحقيق من غيره، وإن لَم يمنع ذلك من إعادة تحقيق نصٍّ سبق نشره بلا تحقيق، أو بتحقيق رديء لَم يخدم النصَّ كما ينبغي، كما أن العثور على نسَخ أصلية لَم تُتَح للمحقق الأول يُعَدُّ سببًا كافيًا لإعادة التحقيق.
وقد يَصِحُّ هنا تقْييد هذا الإطْلاق وتَوْسِيعه؛ أمَّا التقييد، فهو أن هذا المسوغ لإعادة التحقيق قد لا يسلَّم به بِمُجَرَّد العثور على نسَخ أصلية - حتى ولو كانت نسخة المؤلف - وإنما بوُجُود اختلافات وفُرُوق مهمة بين النصوص، وأما الفروق اليسيرة فيكون محلُّ التنبيه عليها مقالاً علميًّا، ويكون محل التنبيه كذلك على أيِّ ملاحظات على التحقيق، مع تزويد المحقِّق أو الناشر بها، أما التوسيع، فهو أن هذا المسوغ قد ينسَحب كذلك على العثور على أي نسخة كانت، ما لَم تتوفرْ لدينا نسْخة المؤلف؛ حيث ينبغي على المحقق تسجيل كافة الفروق بين النسخ أيًّا كانت، فربَّ صوابٍ نستقيه من نسخة رديئة أو حديثة، مع الاحتفاظ برُتَب النسَخ - والله أعلم.
هذا وقد يصحُّ ضَمُّ حالات أخرى لمسوغات إعادة التَّحْقيق، قد يكون منها نُدْرة النشْرة المحقَّقة، وهي أمرٌ نسبي، ولعلَّه من المفيد تناول هذه القضية: "أولويات النشر ومسوغات إعادة التحقيق" بمزيد بحثٍ ومناقَشةٍ، من قِبَل أهل التخَصُّص.
وفيما يلي طائفة منَ المُلاحَظات الشكْلِيَّة، التي قد يرجع بعضها إلى السهو والخطأ، ولا يخلو منها كتاب:
? في (ص68): ذكر المؤلف كتاب: "الاقتضاب في شرْح أدَب الكتَّاب"؛ لابن السيد البطليوسي (المتوفَّى سنة 521هـ)، ووصَفَه بأنه شرح "لأدب الكتاب"؛ لأبي بكر الصولي (المتوفَّى سنة 335هـ)، بينما هو شرح "لأدب الكتاب" أو "الكاتب"؛ لابن قتيبة (المتوفَّى سنة 276هـ).
? في (ص175): ذكر ضمن الكُتُب التي تُعرِّف بنفائس المخطوطات الجديرة بالتحقيق والنشر كتابَ العلاَّمة الأستاذ عبدالسلام هارون (المتوفَّى سنة 1408هـ) - برَّد اللهُ مضجعه -: "نوادر المخطوطات"، وهو ليس تعريفًا بالمخطوطات النادرة، وإنما هو تحقيقٌ لجُمْلة منها.
? في (ص 175 - 176): ذكر كتاب الدكتور رمضان ششن: "نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا"، وأفاد أنه طبع ببيروت في عامي 1975، 1980 في ثلاثة أجزاء، وأُضيفُ: أنه قد أعيدَ طبعُه بإضافات وتصويبات سنة 1997م، بوقف الأبحاث والتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إيسار) باستنبول، تحت عنوان: "مختارات من المخطوطات العربية في مكتبات تركيا"، في مجلَّد كبير، تربو صفحاته على مائة وألف صفحة.
? في (ص167): ذكر كتاب: "المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع"، صنعة الدكتور/ محمد عيسى صالحية، وأشار إلى صدور مستدركٍ عليه من صنع الدكتور/ عمر عبدالسلام تدمري، والصحيح أن هذا الجزء هو الجزء الثاني (ج - ذ)، وأنه نشر سنة 1997م، وأن الجزء الأول نشر عام 1996م، من صنع الأستاذ/ هلال ناجي، ومراجعة وتكشيف الأستاذ/ عصام الشنطي، وأنه قد صدَر أيضًا عام 1998م فهرس مساعد للمعجم خاص بدواوين الشعراء والمستدركات في الدَّوْريات والمجاميع، من إعداد الدكتور/ محمد جبار المعيبد، ومراجعة الشنطي.
? وفي ذات الصفحة 176: ذكر أن "معجم المخطوطات المطبوعة"؛ للعلامة الدكتور صلاح الدين المنجد في أربعة أجزاء، والصواب أنه في خمسة أجزاء، وأن الجزء الخامس يشمل مطبوعات الأعوام ما بين 1975 - 1980م.
? في (ص66 - 67): ذكر بعض الرسائل التراثية في علْم صناعة المخطوط، ضمن المصادر المخطوطة، والصحيح أنها مطبوعة [35]، ومن ذلك:
? "رسالة في علْم الخط والقلَم"، أو "عدة الكتَّاب في البري والكتاب"؛ لابن مُقلة (المتوفَّى سنة 326): حققها الأستاذ/ هلال ناجي، ضمن كتابه "ابن مقلة: خطاطًا وأديبًا وإنسانًا"، دار الشؤون الثقافيَّة العامة، بغداد، 1991م، كما حققها الدكتور/ صلاح الدين المنجد، حسبما أفاد الدكتور الحلوجي في بحثٍ له بعنوان: "إسهامات صلاح الدين المنجد في تأصيل علم المخطوط العربي" [36]، ولَم أقفْ عليه.
¥