وهذه الأجازة لاتخص النسخة المكتوبة بخط الرصاقي المودعة عند المرحوم محمود السنوي , بل أنها كتبت أجازة لنسخة أستنسخها الأستاذ كامل الجادرجي في 15 آب 1944 , وذكر د. وليد محمود خالص نصها نقلا عن الاستاذ المدقق ميخائيل عواد وهي (اطلعت على هذه النسخة التي استنسخها صديقي الفاضل كامل الخيام الجادرجي على النسخة التي كتبتها بيدي عن كتاب الشخصية المحمدية , فرأيتها صحيحة خالية من الأغلاط في النسخ , فلذا أجيز له روايتها , والنقل عنها والأعتماد على ماهو مكتوب فيها قبل طبع نسخة الكتاب الأصلية , ونشرها, وبما اني اثق بثقافة كامل الخيام , وبصدقه واخلآصه في مسائل العلم والأدب , كتبت هذا اعلاما بذلك).
والنص هذا مثبت في كتاب مخطوطات المجمع العلمي العراقي. ان عدم ذكر اسم الأستاذ المرحوم كامل الجادرجي معناه ان النسخة التي اعتمدت عليها دار النشر هي ايضا ليست نسخة الأستاذ الجادرجي!!! وان النسخة التي استنسخها المرحوم الجادرجي موجودة عند الأستاذ نصير الجادرجي ولم تعتمد عليها دار النشر
وهذا يقودنا الى توضيح آخر مع الأشارة الى نص الأستاذ قاسم علوان في نصوص عراقية العدد 25 وهو كالتالي:
1 ان النسخة الأصلية المكتوبة بخط الرصافي والمودعة عند المرحوم محمود السنوي هي لحد الآن مجهولة المصير.
2 كتب الأستاذ كامل الجادرجي نسخة بخطه في بداية عام 1944 , وطابقها محام معروف , وكنب الرصافي في صدرها الأجازة المذكورة آنفا , والنسخة هذه موجودة عند الأستاذ نصير الجادرجي.
3 توجد نسخة أخرى كتبها الأستاذ مصطفى علي بخطه , وهي غير معروفة المصير.
4 قام الأستاذ كامل الجادرجي بتصوير صورة فوتوغرافية للنسخة التي كتبها بيده , وأهدى النسخة المصورة للمجمع العلمي العراقي.
5 وهذا هو سر عد م نشر الأجازة كاملة.
ودار النشر مطالبة بتوضيح ذلك.
6 ذكر الناشر في صفحة 5 من الكتاب (المجلدات المصورة ثمانية, وهي تحتوي على وثيقتين , وعلى بعض المستندات المتعلقة بها.) والوثيقتان هما الكتاب المتكون من 7 مجلدات, وصفحة واحدة: وصية الرصافي. وصفحة واحدة: تعريف بعنوان (وصية المرحوم الرصافي). وصفحة (فهرست كتاب الشخصية المحمدية). وصفحة (فهرست كتاب الشخصية المحمدية لمؤلفه معروف الرصافي). والمجلد الثامن الفهرست بتنضيد موسع , وفي آخره صفحة غير مرقمة فيها خلاصة نصوص النظام الأجتماعي للدين اليهودي .. لم تطبع كل هذه المستندات ولا ندري لماذا؟
تتلمذ الرصافي على العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله، صاحب كتاب (بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب)، أكثر من اثنتي عشرة سنة، كان إذا رأى زميلاً له في المدرسة من غير جبّة خلع جبّته وأعطاه إياه، بل إنه كان يخلع حذاءه من رجله ويعطيها لمن يجده بحاجة إلى حذاء، مع أنه كان لا يملك غيره، وكان كثير المواظبة على الصلاة، ويمشي في طريقه مرتدياً الجبّة، والعمامة على رأسه، وعيناه في الأرض لشدّة ورعه، فلقّبه أستاذه الآلوسي بلقب (الرُّصافي)؛ نسبة إلى شيخ قديم معروف بالتقوى والصلاح في محلّة الرصافة ببغداد. وسافر الى استانبول وعُهد إليه تدريسُ الخطابة في مدرسة الواعظين التي أسستها وزارة الأوقاف، والف كتابه (نفحُ الطِّيب في الخطابة والخطيب) , وعاد الى بغداد، وعيّن مفتشاً للغة العربية بوزارة المعارف، وانتقل من هذا المنصب إلى دار المعلمين العالمية ليتولّى تدريس اللغة العربية وآدابها. وبعد أن أمضى في مهنة التدريس أربعة أعوام استقال، واكتفى بالمقعد النيابي الذي شغله خمس مرات متتالية خلال ثماني سنوات، وكان ذلك سنة (1933 م).
ومن شعر الرصافي:
هي الأخلاقُ تَنبتُ كالنباتِ * إذا سُقيتْ بماء المَكْرُماتِ
ولم أرَ للخلائق من محلٍّ * يُهذّبُها كحِضنِ الأمّهاتِ
فحِضنُ الأمّ مدرسةٌ تَسامتْ * بتربية البنينَ أو البناتِ
وأخلاقُ الوَليدِ تُقاسُ حُسناً * بأخلاق النساء الوالداتِ
لكن يقول عنه عبداللطيف شرارة في كتابه عنه (الرصافي، ص 38) .. وانتقل فجأة من وقور ملتزم إلى خليع يقتنص اللذائذ ويتهالك على اللهو.
ولكن ليس بعيدا ان يكون الكتاب من وضع قسيس متعصب وحاقد ومفتري فهناك كتب وضعها قسس متعصبون وحاقدون ومفترون بنفس المضمون ومنسوبة لاسماء مجهولة ...
¥