تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالمحتج بالآية على السفور موغل في تصور وافتراض المثالية في المجتمعات البشرية، يظن أنّ كلّ المجتمع في شقه النسائي على قلب امرأة واحدة تقوى وورعاً والتزاماً.

وقد غاب عن ذهنه أنّ مجتمع المدينة كان يغصُّ بالكتابيات من قبائل اليهود المشهورة آنذاك كبني النضير وقريظة وقينقاع.

2 - إنّنا نتساءل ألا يوجد وسيلة لمعرفة حُسن المرأة إلا برؤيتها المباشرة سافرة؟ ألا يمكن أن يعرف حسن المرأة بالوصف، وبواسطة النقل أو الاشتهار والتواتر؟!

ألم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قوله (ولا تنعت المرأة المرأة لزوجها كأنه يراها ..

3 - قال السيوطي في الإكليل (ص 213): قوله تعالى: ((ولو أعجبك حُسنهن)) (الأحزاب:52).

قال ابن الفرس فيه دليل على جواز النظر من الرجل إلى التي يريد نكاحها).

الشبهة الثالثة:

أنّ السفور كذلك ضروري في معرفة شخصية المرأة عند الإدلاء بالشهادة أو في حالة الكشف عن الجنايات!

الجواب:

إنّ مسألة تعميم حكم شرعي لعامة الناس لا ينبغي أن يخلط مع مسألة خاصة وحالات خاصة.

فكوننا نحتاج احتياجاً لا مفر منه للكشف عن شخصية امرأة ما للإدلاء بالشهادة أو التحقيق في جناية لا يُخوِّل لنا أن نفتي بجواز سفور كل النساء من أجل حادثة عين، وخصوصية شخصية!!

والشارع الحكيم لم يُغفل إيجاد الرُّخص عند الحاجة وإباحة المحظورات عند الضرورات فالله يقول: ((وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ)). (الأنعام:119).

ومن ذا الذي يمنعُ من القائلين بوجوب ستر وجه المرأة من كشفه عند الحاجة من شهادة أو خطبة أو تحقيق جناية؟!.

في صحيح البخاري قال سعيدُ بن أبي الحسن للحسن: إنّ نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن؟ قال: اصرف بصرك عنهن، يقول الله عز وجل: ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) (النور:30).

الشُبهة الرابعة:

أن كشف الوجه يزيل [3] المشقة في التغطية لا سيما في المناطق الحارة فيكون النقاب رهقاً وعناءً!!

بل إنّ عبد الحليم أبا شقة ليعتبر الحجاب وإن كان للرأس فقط دون الوجه والكفين مصيبة تتطلب الصبر والرضا بالقضاء والقدر.

ففي كتابه تحرير المرأة (4/ 229) يقول: (إن كان في الستر الشرعي لجميع البدن عدا الوجه والكفين والقدمين بعض مشقة على المرأة في الأجواء الحارة فهذا أمر قد كتبه الله على بنات آدم، وعلى المرأة الصبر والرضا بقضاء الله)!!!

والجواب عن هذه الشبهة

أن نقول: ولنا أن نعكس القضية؛ فما ذا عساه تكون الحال في البلاد الباردة ألا يكون دفئاً وراحة؟!!

ثم هل في أحكام الشريعة مشقة والله يقول: ((طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى))

ويقول: ((ماجَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)). (طه:1).

ويقول عن نبيه عليه الصلاة والسلام: ((يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (الأعراف: 157).

وغير ذلك من الآيات الكثيرة.

ثم لو كانت القضايا الشرعية تُعامل بهذه الصورة الفوضوية لساغ لنا أن نهجر المساجد في شدة الحر ونؤجل الحج في المواسم الحارّة وغير ذلك ممّا يؤدي بنا إلى الانسلاخ من شرائعنا، والتخلص من شعائرنا عياذاً بالله.

الشبهة الخامسة:

ومن الشُبه كذلك بل من الدعاوى الجريئة:

(إنّ تغطية الوجه بالنقاب أو البرقع للطالبات تطرف لا يقره الشرع الإسلامي، ولا ترتاح إليه اللوائح والتعليمات المدرسية أو الجامعية، وما هو إلا شذوذ مظهري مريب) [4].

بل بالغ أحدهم [5] إلى أبعد من ذلك فزعم أنّ تغطية الوجه بدعة، وأن من حجبت وجهها آثمة تستوجب العقوبة من الله عز وجل، ووضع في ذلك كتاباً أسماه: (تذكير الأصحاب بتحريم النقاب)!!.

الجواب عن هذه الفرية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير