ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[04 - 09 - 07, 12:41 ص]ـ
قال الإمام سليمان بن أحمد الطبراني - رحمه الله -:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن دَاوُدَ بن جَابِرٍ الْبَغْدَادِيُّ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ. حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -:
" إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ.
وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْمُلْتَمِسُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ، الْعَيْب َ".
حديث حسنه جمع من أهل العلم لشواهده ...
(أكنافًا): معناه الذين جوانِبُهم سهلة يتمكَّن فيها من يُصاحِبُهم ولا يَتَأَذى.
(البرآء): جمع بريء، وهو البعيد عن التهم.
(العنت): المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والزنا ... والحديث يحتمل كلها.
أقول:
إن الناظر في هذا الحديث الجليل يجد ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنما يعالج المجتمع الذي فشت فيه مشكلات الأخلاق التي هي في أصلها - عند التأمل - أصل كل مشكلة يعاني منها المجتمع المسلم،
فكان التوجيه النبوي الكريم إلى أنك لا تستطيع أن تستعبد قلوب الناس إلا بحسن الخلق، وحسن الخلق شيئ يسير كلام لين ووجه هين ...
ثم تناول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مشكلة الأخلاق التى هي (سوس!) العلاقات الإجتماعية في أي مجتمع، فكان مدخل الشيطان للإفساد منها أقرب، فعالجها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قولاً وعملاً:
فكان مما ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قوله: " إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ ".
وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبل الهجرة ما كان يعرف في مكة إلا بالصادق الامين، وحياته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كلها تشهد على عظم خلق هذا النبي الكريم - صلوات ربي وسلامه عليه -،،،
فلنا فيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أسوة، ولنا من أيامه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عبرة، حشرنا الله تحت لوائه،
آمين،،،
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[06 - 09 - 07, 12:56 م]ـ
أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي البغدادي، عالم زاهد مشهور، صاحب التصانيف في الزهد، وأصول الديانة، تكلم في شيء من الكلام فهجره أحمد بن حنبل، وحذر منه أبو زرعة الرازي.
قال الخطيب البغدادي - رحمه الله -: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب. قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي. قال: سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن إسحاق - يعني الصبغي - يقول: سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول:
قال لي أحمد بن حنبل يوماً: يبلغني أن الحارث هذا - يعني المحاسبي - يكثر الكون عندك، فلو أحضرته منزلك، وأجلستني من حيث لا يراني؛ فأسمع كلامه.
فقلت: السمع والطاعة لك يا أبا عبد الله. وسرني هذا الابتداء من أبي عبد الله. فقصدت الحارث، وسألته أن يحضرنا تلك الليلة، فقلت: وتسل أصحابك أن يحضروا معك، فقال: يا إسماعيل فيهم كثرة فلا تزدهم على الكُسْب (عصارة الدهن) والتمر، وأكثر منهما ما استطعت.
ففعلت ما أمرني به، وانصرفت إلى أبي عبد الله، فأخبرته، فحضر بعد المغرب، وصعد غرفة في الدار، فاجتهد في ورده إلى أن فرغ، وحضر الحارث وأصحابه، فأكلوا، ثم قاموا لصلاة العتمة، ولم يصلوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث وهم سكوت لا ينطق واحد منهم إلى قريب من نصف الليل، فابتدأ واحد منهم وسأل الحارث عن مسألة؛ فأخذ في الكلام وأصحابه يستمعون، وكأن على رؤوسهم الطير،
فمنهم من يبكي، (ومنهم من يحن)، ومنهم من يزعق وهو في كلامه.
فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبي عبد الله، فوجدته قد بكى حتى غشي عليه، فانصرفت إليهم، ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا، فقاموا وتفرقوا، فصعدت إلى أبي عبد الله وهو متغير الحال، فقلت: كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله؟
فقال: ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، وعلى ما وصفت من أحوالهم، فإني لا أرى لك صحبتهم ثم قام وخرج.
(تاريخ بغداد (9/ 109 – 101).
قال الحافظ: سند صحيح
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 09 - 07, 03:36 م]ـ
الأخ الكريم / محمود آل زيد
جزاك الله خير الجزاء، ونفعنا بما قلت ونقلت.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[25 - 10 - 07, 09:10 ص]ـ
الأخ الكريم / محمود آل زيد
جزاك الله خير الجزاء، ونفعنا بما قلت ونقلت.
الشيخ الفاضل: (المسيطير)، وجزاك الله خير الجزاء، وبارك في سعيك،
أسعدني مرورك العطر،
دمت في أمن الله ورعايته،،،
¥