ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[21 - 11 - 07, 05:43 م]ـ
(نادرة)
في ذكر قصة وفاة الإمام النقاد أبي زرعة الرازي عبيد الله بن عبد الكريم - رحمه الله -:
عن أبي جعفر التستري، قال: حضرنا أبو زرعة بماشهران (-)، وكان في السوق، وعنده أبو حاتم، ومحمد بن مسلم بن واره، والمنذر بن شاذان، وجماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين، وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) (- -).
قال: فاستحيوا من أبي زرعة، وهابوا أن يلقنوه، فقالوا: تعالوا نذكر الحديث. فقال محمد بن مسلم: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، وجعل يقول: ابن ابن، ولم يجاوز. وقال أبو حاتم: حدثنا نا بندار. حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز. والباقون سكتوا،
فقال أبو زرعة، وهو في السوق: حدثنا بندار. حدثنا أبو عاصم. حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن حبل، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله؛ دخل الجنة). وتوفي رحمه الله.
رواها الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 335)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 35)
...
(-) قال: محقق تاريخ دمشق: كذا بالاصل و (م) والمصادر، وكتب مصحح تاريخ بغداد بالحاشية: (الذي في معجم ياقوت: بهبذان إحدى قرى الري).
(- -) حديث التلقين حديث صحيح: رواه ابن حبان (7/ 272) من طريق محمد بن إسماعيل الفارسي عن الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن الأغر عن أبي هريرة به مرفوعا. وهذا سند صحيح رجاله ثقات خلا (محمد بن إسماعيل الفاسى) قال عنه ابن حبان: يغرب.
* وشاهده ما مر في قصة الوفاه،وهو عند أبي داود (3116)، والحاكم (1/ 503) وصححه، وأحمد (5/ 233) من طريق عَبْدُ الْحمِيدِ بن جعفَرٍ. حدثَنِي صَالِح بن أَبِي عَرِيبٍ، عن كَثِيرِ بنِ مُرَّةَ، عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ فذكره به مرفوعا.
وهذا سند رجاله ثقات خلا (صالح بن أبي عريب) وثقه ابن حبان، وتبعه الذهبي، ولينه الحافظ بقوله: مقبول. قال ابن مندة: سمعت أبا سعيد بن يونس يقول: صالح بن أبي عريب مصري مشهور روى عنه الليث وحيوة وابن لهيعة.
وتوبع (كثير بن مرة) عن معاذ تابعه (مكحول) كما حكاه الحافظ في (المطالب العالىة) (5/ 191) (772) فقال: (وقال أبو يعلى: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل. حدثنا فرج بن فضالة، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: مرض معاذ بن جبل فأتاه أصحابه يعودونه. فقال: أجلسوني، فأجلسوه. فقال: كلمة سمعتها من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قال: (من كان آخر كلامه عند الموت لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، هدمت ما كان قبلها من الذنوب والخطايا، فلقنوها موتاكم)، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، فكيف هي للأحياء؟ قال: أهدم وأهدم).
و (فرج) ضعيف الحديث، و (مكحول) لم يدرك معاذ.
* وله شاهد آخر عند الطبراني في الأوسط (1/ 130) من طريق أحمد بن القاسم عن أبي بلال الأشعري عن أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن علي به مرفوعا.
و (أبو بلال الأشعري) هو محمد بن محمد بن ثابت ذكره ابن حبان في الثقات، ونقل الذهبي في الميزان والهيثمي عن الدارقطني تضعيفه. و (عطاء) اختلاطه مشهور، وسماع أبي الأحوص منه كان في الاختلاط. والله أعلم.
* وله شاهد من حديث أنس وفيه قصة رواه أبو يعلى (70)، وابن عدي في الكامل (3/ 228)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 81) وفيه زائدة بن أبي الرقاد منكر الحديث.
* وجملة التلقين ثابته في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة.
ـ[محمد بن خليفة]ــــــــ[21 - 11 - 07, 09:03 م]ـ
الحمد لله بارك الله فيكم
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - 11 - 07, 10:53 ص]ـ
ما عاملت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه!!
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[26 - 11 - 07, 01:55 م]ـ
عبد الرحمن بن قاسم العُتَقي أحد أصحاب مالك والليث
تزوج ابنة عمه، وحملت منه، وقد كان شغوفًا بطلب العلم، فقرر أن يرتحل لطلب العلم، وخيَّرها عند سفره بين البقاء أو الطلاق، فاختارت البقاء معه، فسافر حتى أتى المدينة، وترك زوجه حاملاً في بلاده.
يقول ابن القاسم:
أنخت بباب مالك سبع عشرة سنة أطلب العلم، والله ما بعت فيها ولا اشتريت شيئًا، وإنما أطلب العلم.
قال: وبينما أنا عنده إذ أقبل حجاج مصر، فإذا شاب ملثم دخل علينا، فسلم على مالك، وقال:
أفيكم ابن القاسم؟
فأشير إليَّ، قال: فأقبل علي يقبل عيني، ووجدت منه ريحًا طيبة؛ فإذا هي رائحة الولد، وإذا هو ابني الذي ذهبت وهو في بطن أمه قد أصبح شابًا يافعًا.
(ترتيب المدارك) للقاضي عياض المالكي.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 09:21 ص]ـ
قال مالك بن دينار - رحمه الله -:
خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شئ فيها!!
قالوا: وما هو يا أبا يحيى؟!
قال: معرفة الله تعالى.
(حلية الأولياء (2/ 358)، صفة الصفوة (3/ 283).
كان عبد الله بن المبارك – طيب الله ثراه - يقول:
مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا قبل أن يتطعموا أطيب ما فيها!!
قيل له: وما أطيب ما فيها؟
قال: المعرفة بالله عز و جل.
حلية الأولياء (8/ 167) صفة الصفوة (1/ 439).
¥