تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وصايا لمن يشارك في الملتقى]

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 09 - 07, 08:15 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذه بعض الوصايا التي أوصي بها نفسي وإخواني الكرام في هذا الموقع والتي رأيت أنه ينبغي لمن يشارك في كتابة موضوع أو يرد أو يناظر أن يراعيها:

1 - أن يتكلم في المسائل بعلم ومعنى بعلم أن يكون عارفا للفن الذي يتكلم فيه عارفا لأقوال أهل الشأن في ذلك العلم ومصطلحاتهم وكتبهم المعتمدة فيه عالماً بتلك المسألة خاصة فلا ينبغي للمرء أن يتكلم بمجرد الرأي والاعتماد على الثقافة العامة واستحسان العقول فكما لا يحسن بالمرء أن يتكلم في علوم الدنيا بلا علم فكذا لا يحسن به أن يتكلم بأمور الشرع بلا علم بل هو أولى.

2 - أن يتكلم بشكل مرتب ومنظم يفهم منه المقصود وهذا يعتمد أولاً على فهمه للمسألة وإدراكه لها فلا ينبغي أن يرمي بكلام لا يعرف قبله من دبره حتى إن المرء ليقرأ الموضوع مرارا ليرتب أفكاره ويصل إلى المقصود فيعجزه ذلك وربما يكون أوله ينقض آخره.

3 - أن يتكلم بكلام عربي سليم بعيداً عن العامية الشعبية لا سيما في المسائل العلمية وذلك لأمرين:

أحدهما: أن هذا الملتقى يدخله الإخوة من أقطار عدة وبلدان مختلفة فلا يمكن أن يفهموا ويدركوا بعض الألفاظ العامية الخاصة ببلد دون بلد.

والثاني: أن الكلام بالعامية في مسائل العلم يذهب قيمتها وهيبتها ويجعلها ككلام عوام الناس في أمور دنياهم وماجريات حياتهم.

4 - أن يكون الكلام في المسائل العلمية على وزان الشرع والعقل فلا يعظم الصغير ولا يصغر العظيم بل تعطى كل مسألة وزنها في الشرع والعقل سواء كان ذلك عن طريق الابتداء أو عن طريق الرد.

5 - ينبغي احترام عقول القراء والقيمة العلمية للملتقى بالطرح الذي يثمر ويفيد ويكون موضوعيا مصداقياً فيبتعد الكاتب عن السذاجة والسطحية في الطرح.

6 - ينبغي إحسان الظن في الكاتب ومعاملته بظاهر قوله وأن لا تدخل الشكوك والظنون السيئة حيال ما كتب وأن لا يستعجل في الذم والتعنيف فإن الناس منهم الجاهل الصرف الذي يبحث عن العلم ومنهم من وقع عنده إشكال يبحث عمن يزيله عنه، ومنهم المجتهد عن حسن قصد، ومنهم صاحب الشبه لكنه حسن القصد فيبين له ما يسوغ الكلام فيه وما لا يسوغ، ومنهم صاحب الهوى المبتدع الذي يريد إثارة الشبه والشكوك فلكل واحد من هؤلاء مسلك في التعامل معه وطريقة في تعليمه توافق مقاصد الشرع ومسلك أهل العلم فلا يسوغ التقريع والتعنيف دوما ولا يسوغ التساهل في مسائل الشريعة العظيمة دوما وكما اننا ننظر في المتكلم فينبغي أن ننظر في المسألة نفسها ونعطي كل مسألة قدر ما أعطاها الشرع وفي كل هذا يكون الرفق هو الطريق في التعليم فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء لا شانه.

7 - ينبغي اختيار الألفاظ المناسبة في السؤال والجواب والمناظرة والمناقشة والبعد عن الألفاظ القاسية والجارحة واختيار الألفاظ اللائقة بالرجل والمرأة والسائل والمجيب، ومن ذلك ان يكون السائل مصدرا سؤاله بالدعاء ومظهراً الحاجة لمعرفة الجواب لا سؤال المتكبر الذي يسأل سؤال من يريد الاختبار أو المخاصمة أو سؤال المستغني عن الجواب، كما ينبغي له الدعاء لمن أحسن إليه بفائدة أو أزال عنه إشكالاً فإنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس، وإن من صفات أهل المروءة والكرم فضلا عن طلاب العلم معرفة فضل من أحسن إليهم فالذي يضع برنامجاً علمياً أو كتاباً إلكترونياً أو بحثاً أو مسألة أو غير ذلك مما فيه نفع لطلاب العلم ينبغي أن يدعى له ويشكر عليه.

8 - أن يعلم أن المسائل منها ما يسوغ فيها الخلاف وما لا يسوغ فيها الخلاف فما كان الخلاف فيه سائغا فلا يكره المرء غيره على قوله ولا يلزمهم به فليس أحد من الخلق قوله حجة ملزمة إلا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وليس أخذه بقولك بأولى من أخذك لقوله، وما كنت تراه قطعياً راجحاً من الأقوال فربما يكون عنده ظنياً أو مرجوحاً، فالقطع والظن يزيد وينقص بحسب ما يحصل للمرء من قرائن وليس كل شخص يحصل له من القرائن ما يحصل لغيره، وكلما كان المرء أكثر علماً وأعظم عقلا كلما اتسع صدره للخلاف في هذا النوع من المسائل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير