تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالمقارنةمع المحاصيل الأخرى، على الرغم أنه يمكن أن ينتج محصولا اقتصاديا في ظروف جفاف لا تتحملها الأشجار المنتجة الأخرى، ولتصور رداءة كفاءة استهلاك النخيل للمياه التي هي أقل من القمح، أضرب مثلا نخلة تروى بالطريقة التقليدية وبالكمية التبذيرية المعتادة بحوالي 150 م3 بالسنة، وتنتج ثمار بمقدار30كجم، يعني أن الكيلو الواحد من التمر يتطلب خمسة آلاف كيلو جراما من المياه!!

وفي المملكة حاليا ما يزيد عن 19 مليون نخلة بمساحة 142 ألف هكتار، قد تستهلك تقريبا ضعف ما يستهلكه سكان المملكة من المياه!! فما جدوى التشجيع الذي توليه وزارة الزراعة للتوسع الكبير في زراعة النخيل؟ لا اختلاف على أهميةالنخيل لكن الاعتراض على التوسع الكبير في زراعته، وفي نفس السياق نجد أن أهم محصول علفي في المملكة هو البرسيم وهو محصول ذو كفاءة رديئة جدا في استهلاك المياه، فهكتار واحد "10000م2" من محصول البرسيم يروى حاليا في بعض المزارع بمعدل تقربي قدره 30 ألف م3 في السنة، أي 30 مليون كجم!! وفي المملكة هناك حوالي 130 ألف هكتار منزرعة بالبرسيم الدائم.

رفع كفاءة استهلاك المحاصيل للمياه بالمملكة:

أوضحت كثير من الدراسات أن كمية المياه التي تروى للمحاصيل من قبل الشركات الزراعية والمزارعين تتجاوز كثيرا الاحتياج الأساسي لتلك المحاصيل، إضافة لزيادة نسبة الفاقد في أنظمة الري، مما يزيد من هدر المياه وكلفة ساعات التشغيل، دون زيادة اقتصادية في إنتاجية المحصول. وهذا كله نتيجة الافتقارللعلوم الحديثة والمعارف التطبيقية وطرق التنفيذ في مجالات الري واحتياجات المحاصيل للمياه ونظم المعلومات الحاسوبية، ويمكن من وجهة نظري رفع كفاءة استهلاك المحاصيل للمياه في المملكة على أسس أربعة، وهي: عامل التربة، ظروف المناخ، العامل النباتي، العمليات الزراعية. وبطبيعة الحال. هذه عوامل عامة متداخلة ولكن تم الفصل بينها كهدف إجرائي تنظيري، وسأتطرق إليها باختصار شديد.

* عامل التربة:

تتصف أغلب مناطق المملكة باستثناء المناطق الجبلية بأن تربتها ذات قوام خشن "رملية طميية" عالية المسامية، مما يعني ضعف احتفاظ هذه الأراضي للمياه وزيادة معدل التسرب، وبناء على ذلك فان إضافة محسنات التربة مثل الأسمدة العضوية كالبيت موس أو المحسنات الحديثة كأنواع البوليمرز أو احدث الأنواع كخلائط الصخور البركانية مع البوليمرز والمواد العضوية الأخرى كالجل والسليلوز .. الخ كلها ذات تأثير أساسي في تحسين خواص تلك الترب للزراعة، حيث تعمل هذه المحسنات على زيادة قابلية التربة للاحتفاظ بالمياه وإضافة بعض العناصر الغذائية، وفي المملكة، بصورة عامة، يرتفع تركيز الأملاح في محلول التربة نتيجة التبخر العالي من التربة مما يعني ترسب الأملاح مقابل قلة الأمطار أو مياه الغسيل التي تخفف من تركيز الأملاح في التربة، لذا فان الترب الزراعية لهذه المناطق تحتاج إلى غسيل بشكل منظم والى برامج تسميدخاصة ونظم ري وصرف مناسبة لمنع تراكم الأملاح.

* عامل المناخ:

يتميز مناخ المملكة في أغلب مناطقها بالحرارة العالية والجفاف وعليه فان معدل بخار المياه من سطح التربة ومن الطبقة العلوية للتربة ومعدل نتح النباتات يصل إلى مستويات عالية جدا وبالتالي فان معدل امتصاص الجذور للماء لابد وأن يكون مرتفعا، وذلك يعني أن كمية استهلاك المحاصيل والتربة للمياه ترتفع كثيرا وأن كفاءة استهلاك المياه لدى المحاصيل تنخفض إلى مستويات متدنية خاصة خلال فصل الصيف، واستغلال التوقع المسبق للظروف المناخية يمكن أن يعمل على رفع كفاءة استهلاك المياه، فإذا كان من الممكن تعديل موعد زراعة محصول ما بحث تتزامن مرحلة النمو النشط للمحصول "ذروة الاستهلاك المائي" مع موسم الأمطارأو على الأقل تجنب تزامن هذه المرحلة من النمو مع ذروة الموسم الجاف الذي يتميز بالحرارة الشديدة والرطوبة المنخفضة، فان ذلك سينتج عنه خفض لاحتياج المحصول للمياه. كما أن زراعة المحاصيل ذات موسم النمو القصير واختيار المحاصيل الشتوية بدلا من المحاصيل الصيفية حيث معدل التبخر عال صيفا. يعمل على تقليل استهلاك المياه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير