تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن المناخ يلعب دورا رئيسا في تحديد التركيبة المحصولية للمملكة، أي تحديد المحصول المناسب للمنطقة المناسبة، وبالتالي فإن اعتماد التركيبة المحصولية الملائمة لكل منطقة بالمملكة يمكن أن يقلل من إهدار المياه نتيجة زراعة محاصيل معينة في مناطق غير ملائمة لها مناخيا ومائيا، وفي هذا السياق ينبغي معرفة الاحتياجات المائية لكل محصول في كل منطقة لأنها تعد من المعلومات الأساسية التي يجب توفيرها للمزارعين كي لا يتجاوز الري عن الكمية الضرورية للحصول على إنتاج مجد اقتصاديا.

العامل النباتي

لا شك أن تربية أو اختيار أصناف أو جلب أنواع جديدة تتحمل الجفاف والملوحة ونجاح زراعتها سيعمل على تقليص كمية الاستهلاك المائي وبالتالي زيادة كفاءة استهلاك المياه، ولا تزال التجارب جارية في المملكة لاستنباط أصناف متحملة جديدة من أنواع المحاصيل المهمة كالقمح. إضافة إلى بعض المحاولات لإدخال أنواع برية صحراوية كمحاصيل اقتصادية متأقلمة مع نقص المياه وزيادة الأملاح، ولكن مثل هذه الأبحاث تحتاج إلى دعم وافر، وتخطيط زمني عملي، وبرامج مدروسة من النواحي التنظيمية والفنية والجدوى الاقتصادية، ذلك أن مدى الاستفادة التطبيقية من نتائج هذه الأبحاث يعتمد على قابلية الأصناف المستنبطة للإنتاج الاقتصادي المجدي نوعا وكما، وليس فقط قدرتها على البقاء تحت ظروف الجفاف والملوحة أو إنتاجها محصولا وافرا منخفض الجودة، كما أن العملية الإرشادية والإعلانية لتعريف المزارعين والشركات الزراعية بصفات هذه الأصناف الجديدة المتحملة يمكن اعتبارها أحد الركائز الأساسية في عملية استثمار نتائج هذه الأبحاث التي امتدت إلى أكثر من عقدين من الزمن دون أن نرى لها تطبيق تجاري، يبقى أحد أهم العناصر في عملية طرح أنواع جديدة تتحمل الجفاف وهو توفير البذور أو الشتلات الكافية للزراعة، وذلك بعد توفر القناعة بالصنف المحلي الجديد وتوفر الإرادة لمثل ذلك العمل.

العمليات الزراعية

لقد أوضحت التجارب أنه بالإمكان رفع كفاءة المحاصيل في استهلاك المياه عن طريق تحديد الإجراء الأنسب لبعض العمليات الزراعية مثل: عمق الحرث ونوعيته، موعد الزراعة، معدل البذار "الكثافة النباتية"، نظام الري وتصميمه، فقد وجد أن الفاقد من ماء التربة الذي يهدر عن طريق التبخر من سطح التربة يمكن تقليصه بزيادة محددة في الكثافة النباتية "عدد النباتات في وحدة المساحة"، ومن ثم زيادة استغلال المحصول لنفس الكمية من ماء التربة، كذلك وجد أن زيادة عمق الحرث لأنواع معينة من التربة تؤدي إلى زيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء، كما أثبتت بعض الأبحاث أن تعديل موعد الزراعة لبعض المحاصيل قد لايؤثر على كمية المحصول اقتصاديا في الوقت الذي يؤدي إلى انخفاض كمية المياه المستهلكة وساعات تشغيل جهاز الري.

كذلك فان التوسع في أنواع معينة من الزراعات كزراعة البيوت المحمية التي يقل فيها كثيرا الاستهلاك المائي يمثل أحد الأساليب المطروحة لاستخدام المياه بكفاءة عالية، كما أن الزراعة المائية "الهيدروليكية" لبعض البيوت المحمية تعتبر من أقل الطرق استهلاكا للمياه ويمكن من خلالها خفض كمية ماء الري إلى مستويات متدنة فعلا مما يجعلها أحد أهم وسائل الموازنة بين الأمن المائي والغذائي، ولكنها لم تنتشر على نطاق تجاري لما تحتاجه من عمالة مدربة وبعض

التجهيزات الخاصة.

ويعتبر اختيار نظام الري الحقلي المناسب وتصميمه وفقا لأحدث الأساليب من أحد عوامل خفض هدر المياه وتقليل الفاقد منها. ومن الطرق الحديثة التي تؤدي إلى تقليص كبير لكمية المياه المستهلكة هي أساليب تقنين أو جدولة الري Scheduling Irrigation والتي عبرها يتم تحديد كم ومتى نروي بالاستناد إلى معطيات وبيانات خاصة بالمحصول والتربة والمناخ، وباستخدام نماذج ومعادلات رياضية تقوم بحساب المتطلبات المائية بدقة. ومن أحدث الطرق استخدام برامج الحاسب الآلي التي تكون مرتبطة بالحقل المزروع، وبناء على البيانات المناخية الخاصة بالحقل يتم تقدير الاحتياجات المائية وتحديد الكمية والموعد المناسبين للري، ويمكن أن يصل خفض استهلاك الماء إلى نصف الكميات المعتادة، ولكن جدولة الري بالحاسب الآلي لم ينتشر استخدامها بعد، نتيجة عدم التوعية والنقص في بعض

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير