تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المعلومات المطلوبة عن المحاصيل المنزرعة تحت مختلف الظروف البيئية في المملكة وعلاقتها بهذه الظروف.

البحث عن وسائل جديدة

توفير مصدر إضافي ومتجدد للمياه يعتبر أحد الأساليب المهمة في التخفيف من استنزاف المصادر غير المتجددة "المياه الجوفية"، وليس بالإمكان عرض مختلف الوسائل الحديثة والقديمة لخفض استهلاك المياه أو البحث عن مصادر إضافية للري غير الآبار، بل سأطرح بعض الأمثلة

الواعدة، وقد أنشأت وزارة الزراعة والمياه السدود لاستخدام مياه الأمطار في الري، وهذه الطريقة القديمة لاتزال مؤثرة وتحتاج إلى تفعيل أفضل، ففي المملكة تروى 86% من المساحة المروية بالآبار، بينما 14% من المساحة تروى بالأمطار والعيون والسدود وخلافها، ولكن لا يتجاوز ما يروى بالسدود نصف بالمائة من المساحة المروية، ومن المصادر المهمة هو ما يسمى بحصاد مياه الأمطار، وهي طريقة قديمة وسهلة، وأشهر أمثلتها مصائد السيول التي توجد في المدرجات أو المصاطب الزراعية في اليمن "منذ حوالي أربعة آلاف سنة"، وحاليا تجرى دراسات جادة في تكساس لتطوير هذا الأسلوب القديم بالاستفادة من أحدث المنجزات التقنية، ومن المصادر الجديدة مياه الصرف الصحي المعالجة التي عملت وزارة الزراعة والمياه على الاستفادة منها وتوزيعها إلى بعض القرى الزراعية المجاورة للمدن الكبيرة وتوصيلها للمزارع عبر أنابيب مخصصة، ولكن تظل هذه الكمية ضئيلة جدا، بنحو خمسين مليون متر مكعب تغطي حوالي تسعة آلاف هكتار فقط، وتعد المياه المالحة من مصادر الري الجديدة، فقد أوضحت الدراسات المحلية أنه عند اتباع أساليب ونظم زراعية وري وصرف مناسبة فهناك إمكانية مقبولة لاستخدام المياه المالحة في الترب الخشنة القوام "رملية أو رملية طميية" كأغلب ترب المملكة، وكلما زادت ملوحة المياه قلت فرصة الاستفادة منها، لذا فإن استغلال مياه الصرف الزراعي يواجه صعوبات تعترض تطبيقه على رأسها زيادة التكلفة الرأسمالية للمشاريع الزراعية، ولكن بالإمكان الاستفادة من هذه المياه في الزراعات التجميلية وغيرها كالحدائق العامة والمنتزهات الوطنية ومشاريع صد الرمال والأحزمة الخضراء حول المناطق السكنية المتاخمة للصحراء.

ويعد استبدال الأنواع التقليدية بأنواع جديدة غير معروفة أو برية ذات احتياجات مائية منخفضة أحد السبل الواعدة لخفض استهلاك المياه، فهناك إمكانية زراعة بعض النباتات البرية التي تتحمل الجفاف أو الملوحة، فمن أهم النباتات الصحراوية التي درست في المملكة شجيرة الرغل "أتربلكس" كمحصول علفي. ونبات الساليكورنيا كمحصول زيتي يمكن ريه بمياه البحر، ونبات الهوهوبا، وقد أظهرت كثير من الدراسات إمكانية استزراع مثل هذه الأنواع سواء للزراعة المروية أو للرعي، وبصورة عامة، فإن النباتات الملحية الجديدة يمكن حصر استخدامها اقتصاديا كمحاصيل أعلاف أو للإنتاج الورقي، وتتراوح أفضل إنتاجية لهذه النباتات بين 817 طن/هـ عند الري بمياه عالية الملوحة، وهي متشابهة مع إنتاجية المحاصيل التقليدية مثل البرسيم، حيث تتراوح بين 520 طن/هـ عند ريها بمياه عذبة، ورغم أن النباتات الملحية تتحمل الملوحة العالية فإن معظمها لا تتميز بتحمل الملوحة عند طور الإنبات، لذا ينبغي اتباع إجراءات خاصة لتفادي انخفاض نسبة الإنبات، وتشكل الزيادة العالية لملوحة مياه الري مشكلة حقيقية من الناحية البيئية حيث يمكن أن تؤدي إلى تدهور كبير للتربة المستزرعة على المدى الطويل، لذا فإن التحدي يكمن في تطوير أساليب وعمليات خدمة زراعية خاصة، مثل: غسيل التربة، جودة الصرف، استخدام محسنات التربة والمواد العضوية والعلاج الكيماوي المناسب، كما تعد إشكالية تدني جودة المحصول من أكبر المعوقات في انتشار زراعة أنواع صحراوية تتحمل الملوحة، ولكن بالإمكان استعمال مثل هذه الأنواع في النواحي البيئية مثل تثبيت التربة وصد الرمال وإصلاح الأراضي الملحية، ويمكن استغلالها في النواحي التجميلية كالمنتزهات العامة وتزيين جوانب الطرق، بل إن بعض الدراسات أشارت لإمكانية الاستفادة من مخلفات هذه الأنواع لإنتاج الطاقة، عموما، هناك نقص حاد في المعارف المتصلة بهذه المواضيع، ولسده وزيادة الدقة في النتائج فإنه لا غنى عن التجارب والأبحاث التي ينبغي أن تكون على مستوى وتجهيزات أفضل مما هي عليه، وعدد باحثين أكثر. وحقول تجريبية أكبر ( Largescale) ، فهذا النوع من الدراسات يحتاج إلى دعم واهتمام أكبر يليقان بأهميتها الخطيرة، وهو الذي ما لم تنله حتى الآن، فأزمة المياه هي مرشحة أن تكون من أعقد الأزمات العالمية للقرن الواحد والعشرين.

في الخاتمة:

أود ان أنوه انه سيظل هناك مختصون مجتهدون يبالغون بالتفاؤل والتطمينات، ينبغي ان لا نسلّم بأقوالهم مالم ترتكز على أسس علمية واضحة ودراسات محكمة علميا، أما تصريح مطمئن من هنا وندوة مجاملة من هناك فلن تجدي نفعا ولن يدفع ثمنها الباهظ إلا أطفالنا و أبناء أطفالنا، ومن خلال طبيعة عملي حيث أستقبل عشرات المزارعين كل أسبوع وأقدم توصيات واستشارات زراعية خاصة بالري والتسميد .. ها أنا أقدم شهادتي: هناك العديد من الآبارالتي غارت أو نضبت تماما .. اما أغلب الآبار أكرر أغلب ارتفعت ملوحتها إلى الدرجة المصنفة عالميا بأنها مياه مرتفعة الملوحة، أيها السادة، يكررالبعض: أن التحذير بخطورة الوضع المائي مضى عليه عشرون عاما حيث كان يقال ان مستقبل المياه في خطر .. ولم نر شيئا من ذلك، أنا أقول من وجهة نظر زراعية: اننا بهدوء دخلنا الكارثة ولسنا فقط في انتظارها .. وهي تتفاقم يوما بعد يوم!

ملاحظة:

* مصادر البيانات في الأشكال ـ مأخوذة عن ـ:

كتاب "التعداد الزراعي الشامل لعام 1999"،

و "الكتاب الاحصائي الزراعي السنوي لعام 1998 "،

الصادرين عن إدارة الدراسات الاقتصادية والإحصاء، وزارة الزراعة.

انظر رابط المقال:

www.al-jazirah.com/magazine/08102002/mlf2.htm - 40k -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير