تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السعي لتحقيق الهدف. فالإخفاق أمر شائع بين الناس وهو أكثر حدوثاً من النجاح.

من مخاطر الفشل: الإحباط واليأس، التهور واللامبالاة، عدم الإنتاجية، التنازع والتفرق، الحسد، نقص الثقة، والمجهود الكبير.

من بعض أسباب الفشل: حين نستسلم للفشل نفتقد الحكمة، "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً". من جرّاء التهور واللامبالاة، على شعار: ما لجرح بميت إيلام. فحين يستحوذ الفشل من الفاشل، تراه لا يقبل التوجيه ولا يقبل الواقع الذي يعيشه. ولذلك تجده كثير التنازع والخلاف لأنه رضي بما هو عليه من الفشل. الفاشل قد تتولد عنده نفسية انتقامية وحقودة على كل تميّز وإبداع. كثرة الانتقاد والسباب، واللمز والتنقّيص لإبداعات الآخرين، والحاسد الفاشل يكره حصول النعم ويكره التميّز والإبداع. قال تعالى: "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ". التنازع والإختلاف: قال الله تعالى: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ"، فالتنازع باب الفشل.

العجز والكسل: وهاتان الصفتان مفتاح كل شر، فالعجز أصل المعاصي كلها. الإرتجالية والاعتداد بالرأي: على مبدأ: "مَا أُرِيكُمْ إِلاَ مَا أَرَى"، أنا والطوفان من بعدي. الأمر الذي يولّد الخلاف والتنازع والإختلاف فنسقط في الفشل، وإعجاب كل ذي رأي برأيه.

وهم الكمال: أن يشعر الإنسان أنه بلغ المرحلة التي لا يفشل معها، أي الكمال الزائف. ولذلك نجد أن تربية القرآن تعتبر كل مؤمن يحتاج إلى التربية والاستقامة والتذكير بها، "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ"،16.

الثقة المفرطة بالنفس: الفاشل يعلوه صوت الـ أنا، ويطربه نغم لي، ويطغيه عندي. ولذلك كان من دعاء الصالحين: "ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين". قال بعض الصحابة في يوم حنين: لن نغلب اليوم من قلّة، فأنزل الله: "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ". إن الجبن رفيق الفشل، وهو يتدخل في أحيان كثيرة ليقطع عليك طريق النجاح أو العمل، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ من الجبن في الدعاء المأثور: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال). عزة النفس المبالغ فيها أيضا قد تكون من الأسباب الخفية للرغبة في الفشل، فكم من واحد أضاع فرصة عمل ممتازة لمجرد أنه يخشى أن يراه الناس وهو في موقف لا يريدهم أن يروه فيه. - المماطلة: وهناك سبب آخر وهو داء المماطلة والتسويف؛ ويعرف المختصون المماطلة بأنها قيام بمهمة ذات أولوية منخفضة بدلا من إنجاز المهمة ذات الأولوية الرئيسية، وهي أيضا الرغبة الكامنة في النفس لتأجيل القيام بالمهام والأعمال والمشاريع من خلال تقديم الأعذار واختلاقها وتبرير التأخير ورفض الإقدام على أعمال معينة أو رفض فرص وظيفية أو ترقيات مستحقة أو تغيير محيط العمل. ويمكن علاج المماطلة بتفادي السلوكيات التي تولدها؛ ومن ضمنها نجد ترك العنان للتفكير مثل استرجاع ذكريات جميلة أو التفكير في التقدير الذي سيلاقيه العمل بعد إنجازه، كما يمكن محاربة عوائق أخرى من قبيل تجنب تصرفات خاطئة: الغرق في مكالمات هاتفية لا حد لها، والثرثرة في ما لا ينفع، أو غيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير