تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومظاهره كثيرة منها: ما يتعلق بالفرد نفسه من ضعف الهمة وقلة الخبرة، وتعجُّل النتائج والتسرع بالإضافة إلى نقص القدرات والنمطية والخوف المرضي من الفشل وعدم الثقة بالنفس. حيث يقع الفشل بلا شك حين يحدّث المرء نفسه بأن قدراته ووقته وخبرته لن تمكنه من النجاح. من أسباب الفشل كذلك ما يتعلق بالأهداف ذاتها؛ كأن تكون الأهداف مثلاً مشوشة وغير محددة، أو تكون غير واقعية. وكذلك يقع الفشل عندما تكون الأهداف روتينية لا ترتبط بالإثابة والتحفيز. ومن أسبابه كذلك ما يرتبط بالجماعات وبالقائمين على الإدارة أنفسهم. وهنا يبرز أحد أهم أسباب الفشل وهو النزاع وكثرة الخلافات، "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، 46 الأنفال. كما تفشل الإدارة عندما تتعدّد وتتضارب الأوامر والتوجيهات الصادرة للأفراد أو عند تعدّد القيادات للعمل الواحد، وتفشل الإدارة حين ينقصها المنهج والتخطيط العلميان، وحين تسند الأمور إلى غير أهلها. وحتى لا تسقط في الفشل: انطلق من خلال ضعفك ونقصك: ولا تنطلق من كمال زائف. وتأمل التوجيه النبوي: "سيروا بسير أضعفكم". اعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك: الإيمان والرضا بالقضاء والقدر، "ولا يرد القدر إلا الدعاء"، فهذه فرصة للتقرب من الله. ما خاب من استخار ولا ندم من استشار: لقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أصحابه الإستخارة في أمورهم: "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمي حاجته - شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله؛ فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضّني به". وبعد الاستخارة استشارة: بقوله: "وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ". فالاستخارة والاستشارة من أسباب الوقاية من الفشل، وإن وقع الفشل فإنك لن تشعر بمرارته وأثره، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار. فإذا عزمت فتوكل: توكل وأظهر ضعفك وعجزك بين يدي ربك، "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير". أبدأ من حيث انتهيت: وابدأ من حيث انتهى الآخرون. ليس هناك شيء اسمه: فشل إنما هي كسب تجارب وخبرات، فكل سقوط تجربة، وكل وقوع خبرة. فالفشل يزيد في رصيد الناجحين تجربة وخبرة. لذلك انطلق من حيث انتهيت واستفد مما سبق. على عتبة النجاح اخلع لبوس الروتين: أنت بحاجة أن تكون صاحب همّة لتبلغ القمة. جدد وطوّر، ولا تستسلم للروتين لأنه يعلمنا الكسل ويصنع اليأس من العمل. اجتمعوا وعوا: "فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار"، "وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية". الأمل برحمة الله: "إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ". لا تيأس واستفد من النملة وتعلم منها، وانظر كيف تصنع الأمل بمعاودة العمل، "والله أرحم بعبده". وتأمل حدث صلح الحديبية وكيف أن الله سماه "فتحا مبيناً" وهو في ظاهره هزيمة وصدّاً. فلا تسخط ولا تجزع ولا تيأس. للنجاح طريق واحد، وللفشل أبواب عدة، فمن السهل أن نجد ذرائع كثيرة نرجع إليها الفشل، لكن من الصعب حقًا هو أن نفسر لماذا ننجح؟ فهل ننجح عندما نضع أهدافاً واضحة ومحددة ونسلك درب الاجتهاد والجد والمثابرة للوصول لهذه الأهداف عبر خطط علمية مدروسة؟ أم النجاح رهن بالإدارة الجيدة؟ أم أن النجاح منهج شامل يأتي محصلة لأسباب كثيرة؟ وهذا هو الفارق بين النجاح والفشل ولكن المنهج السليم لتحويل الفشل إلى نجاح يأتي بالمحاسبة والمراجعة لجوانب التقصير وتلافيها، وما يمكن أن نسميه المنهج التحويلي أي تحويل الفشل إلى نجاح، والذي يستلزم بدوره عدداً من المهارات لإحداث هذا التحويل لعل أبرزها الثقة بالنفس، والمعرفة الجيدة بالقدرات والسّمات الشخصية، أي أن يعرف المرء ماذا يميزه عن الآخرين، فليس الأذكياء والعباقرة فقط هم من يصنعون النجاح، ولكن كل منها عبقري في إطار ما يملك من مقوّمات للإنجاز وقدرات خلاقة، ومن مهارات المنهج التحويلي أيضًا التعلم من خبرات الآخرين والقراءة الجيدة لتجارب الناجحين. وفيما يتعلق بالعمل الجماعي فتحويل الفشل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير