تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تحديد الهدف نصف النجاح: إن أعظم سبب للفشل يظل ملتصقا بعدم تحديد هدف الإنسان في الحياة؛ وكثيرا ما يعيش بعض الناس أيامهم بدون هدف يضعونه لتحقيقه ولا غاية يتصورونها لأنفسهم، فيتيهون في صحراء الحياة بلا وصلة ترشدهم ولا مرفأ أمان يسعون لبلوغه، وعلى أنقاض هذا الوضع يتشكل الفشل شيئا فشيئا. وعدم وضع المرء لتصور واضح لهدفه في الحياة يعيقه عن التحرك بطلاقة وعزم وتباث. الذي لا هدف له في الحياة مثل "لاعب تم وضعه في الملعب دون شباك يسجل فيها". ولعل أعظم مثال بالتمسك بالهدف هو موقف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكفار قريش، حيث ثبت ثباتا عجيبا، فلم يتزحزح عن هدفه الواضح والساطع قيد أنملة.

وكثيرا ما سمعنا قصصا لبعض النابغين في مجالاتهم الذين حُكم عليهم بالفشل، وبعد ذلك نجحوا نجاحا أبهر العقول. سئل أحد المخترعين الكبار بعد أن جرب 100 طريقة ولم ينجح: هل تشعر بالفشل؟ أجابهم قائلاً: لا، لكني تعلمت 100 طريق لا تؤدي إلى النجاح، ثم توصل إليه بنجاح بالسعي والمواصلة. وإليك فشل ونجاح إبراهيم لينكولن الملقب بمحرر العبيد. شخص فشل بالتجارة وعمره 24 سنة. وفشل مرة أخرى بالتجارة أيضا وخسر كل أمواله وعمره 31 سنة ثم حاول مرة ثانية وعمره 34 سنة وفشل وأصيب بأنهيار عصبي وهو عنده 36 سنة. ثم اتجه إلى السياسية ففشل بالإنتخابات بدخول الكونجرس كعضو فيها وعمره 38 سنة، ثم فشل مرة ثانية أن يدخل الكونجرس وعمره 40 سنة، وفشل مرة ثالثة وعمره 42 سنة، ثم فشل مرة رابعة وعمره 46 سنة، ثم فشل مرة خامسة وعمره 48 سنة ثم فشل أن يكون نائب للرئيس وعمره 50، ثم أختير رئيس للولايات المتحدة الأمريكية وعمره 52 سنة. ''هنري فورد'' أفلس خمس مرات قبل أن ينجح أخيرا وينشأ شركة فورد للسيارات، التي تملأ العالم بسياراتها الفخمة. وهذا ''والت ديزني'' تم فصله من عمله كمحرر في إحدى الجرائد، لأفتقاره إلى الأفكار الجديدة، وقد أفلس عدة مرات قبل إنشائه لعالم الأطفال والرسوم ''الكارتونية'' الشهيرة في العالم بأسره. أما معلم ''توماس أديسون''، مخترع الكهرباء، فقد قال عنه معلمه في صباه أنه أغبى من أن يتعلم أي شيء، وتوماس أديسون نفسه قد اخترع 1500 اختراع فاشل، قبل أن ينجح ويخترع الكهرباء. والكاتب المعروف ''لوي تولستوي'' مؤلف كتاب ''الحرب والسلام'' طرد من الجامعة، ووصف بأنه غير قابل للتعلم. ويمكن للمسلم أن يستفيد من قصص العروبة والإسلام وغيرهم بأن يدرك أنه يمكن أن تكون في الفشل بذور نجاح معنوي وروحي، وذلك برد الأمر إلى الله تعالى، والتأمل الصادق مع النفس، والعمل بإخلاص وجد، وبعد ذلك ستنبعث شعلة من التوهج الداخلي تدفعه إلى الحياة بشكل أفضل، وينتصب له الأمل الذي يقوده نحو النجاح.

في مدرسة الحياة نتعلم من بعد كل نجاح أو فشل. وأحيانا .. نخوض تجارب مريرة حتى نتعلم أن لا نسلك طريقها مرة أخرى. وربما أيضا خالجنا شعور ما يوحي ببعض الغرور والاكتفاء. إن الفشل أو الخطأ أحيانا أكثر نفعا، حيث أننا نتعلم من أخطائنا أسرع من ما نتعلمه من غيرها. إذن للفشل جانب مشرق، فهو وقود النجاح لأنه يكشف لك مكمن الضعف والخطأ, حتى تتجاوزه أو تعدله. والشيء الأهم هو أن تتعلم كيف تخرج من تلك التجربة الفاشلة بسلام، وأن تخرج منها بفائدة, وتسعى إلى تدارك كل ما قد يصيبك من إحباط، وأن تعزز لديك الثقة بنفسك. فلنترك أسباب الحزن ونتجه إلى أبواب الفرح. البشر توّاقون إلى النجاح والإنجاز في حياتهم الشخصية والعملية ولكن النجاح الدائم حلم صعب المنال؛ لأن الإنسان جُبِل على المحاولة والخطأ والفشل أحيانًا، والفشل ليس رذيلة بل فضيلة حين يكون دافعًا للنجاح، وسلمًا للصعود والنهوض والدفع باتجاه الأفضل وتحقيق الأهداف. والفشل يعني الإخفاق في تحقيق أو إنجاز أهداف محددة مسبقًا. وغالبا ما يثير الفشل لدى الناس الخوف والإحباط نظرًا لارتباطه بالعقاب الذي يتدرج من التوبيخ والإدانة والازدراء إلى العقوبات الماديّة والمعنويّة من جانب الشخص نفسه ومن الآخرين، لكن الخوف من الفشل والشعور الدائم بالذنب والتخلي عن مهارة المحاولة والخطأ هو الفشل بعينه. بطبيعة الحال لا نستطيع أن نتجنب الفشل تمامًا، ولكن عندما نعلم أسباب الفشل عندئذ يمكننا علاج تلك الأسباب وتحويل هذا الفشل إلى نجاح. أسباب الفشل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير