تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مخلوق0 (راجع خلق أفعال العباد له) 0 وخرج البيهقي بسند جيد عن الأوزاعي قال: "كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته". وأسند اللالكائي عن محمد بن الحسن الشيباني قال:" اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير فمن فسر شيئاً منها وقال بقول جهم فقد خرج عما كان عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وفارق الجماعة لأنه وصف الرب بصفة لا شيء". وأخرج ابنا أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: "لله أسماء وصفات لا يسع أحداً ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر وأما قبل قيام الحجة، فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر فنثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (انظر فتح الباري) (13/ 406 - 407). وروى الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى سنة 279 في جامعه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- "إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد". وقال عقبه: هذا حديث حسن صحيح. وروى عن عائشة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- نحو هذا ثم قال: "وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا قالوا قد ثبتت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف؟. هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينه وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر. فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا: "إن الله لم يخلق آدم بيده" وقالوا:" إن معنى اليد هاهنا القوة". وقال إسحاق بن إبراهيم:" إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال: سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه". وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً. وهو كما قال الله تعالى: في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الترمذي كتاب الزكاة عقب حديث 662 جـ3 ص 43 طبعة الحلبي). وروى أيضا حديث الحسن البصري عن أبي هريرة مرفوعاً في السماوات والمسافات بينها وأن العرش فوقها وذكر الأرضيين والمسافات بينها ثم قال هذا حديث غريب من هذا الوجه. ثم اثبت استواء الله على عرشه فقال: "وهو على العرش" كما وصف في كتابه (48 - كتاب التفسير حديث 3298) (5/ 404) طبعة الحلبي. أما المؤلفات في نصرة العقيدة والرد على أهل البدع فهو كثيرة لا تحصى نذكر منها ما يأتي: ألف الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والحديث المتوفى سنة 241 هـ: كتاب: الرد على الجهمية والزنادقة 0 وألف كتاب: السنة. وألف ابنه عبد الله كتاب: السنة. وألف أبو بكر بن أبي شيبة المتوفى سنة 235 هـ كتاب: الإيمان. وألف الإمام البخاري المتوفى سنة 256 هـ: كتاب: خلق أفعال العباد ضمنه الرد على الجهمية المعطلة لصفات الله والقائلين بخلق القرآن0 وضمن كتابه الجامع الصحيح ثلاثة كتب في هذا المجال: كتاب: الإيمان وضمنه الرد على المرجئة. وكتاب: التوحيد وضمنه الرد على معطلة الجهمية. وكتاب: الاعتصام وضمنه وجوب اتباع الكتاب والسنة وضمنه الرد على أهل الرأي المفرقين في القياس والرد على منكري حجية خبر الآحاد. وألف أبو داود كتابه: السنن وأدخل فيه كتاب السنة وضمنه الرد على القدرية والمرجئة والجهمية المعطلة وهو يضع تراجم واضحة بأسماء هذه الفرق كقوله بباب الرد على الجهمية في موضعين من كتاب السنة في الموضوع الأول رد عليهم إنكار استواء الله على العرش وفي الموضوع الثاني رد عليهم إنكار النزول. ووضع الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد ابن ماجة مقدمة لكتابه السنن في اتباع سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استغرقت 98 صفحة وضمنها ستة وستين حديثاً ومائتي حديث. وضمنها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير