تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والدعوة إلى الكتاب والسنة والتثبيت عليهما والدفاع عنهما: كان الصحابة- رضوان الله عليهم- ومن سلك منهجهم واتبعهم بإحسان في عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم، مؤمنين إيماناً كاملاً بما جاء في كتاب الله المجيد وسنة رسوله المطهرة في باب أسماء الله وصفاته المقدسة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل وكذلك في الإيمان بالقدر والجنة والنار وعذاب القبر ونعيمه وسائر المعتقدات التي حصل فيها الانحراف من بعض الفرق والله الخالق العليم الحكيم- قد فطر الناس وأعدهم وهيأهم وأعطاهم عقولاً تناسب الحق وتوافقه وأنزل إليهم كتباً تتضمن من العقائد والشرائع ما يوافق العقول السليمة والفطر الصحيحة التي سلمت من الانحراف والفساد0 فيتلقى حواريو الأنبياء ومن ورثهم بحق واتبعهم بإحسان ما جاء به الرسل والكتب بالإيمان والتسليم. وهذا كان موقف الصحابة الكرام ومن اتبعهم بإحسان. ولما ذرت قرون شياطين البدع وقفوا لهم بالمرصاد فضللوهم وبدعوهم وكفروا من يستحق التكفير وقتلوا بعض رؤساء البدع والفتن والزندقة ثم ردوا في مقالاتهم ومؤلفاتهم على أهل البدع وبينوا خطرها وضررها على الإسلام والمسلمين. وثبتوا المسلمين على كتاب ربهم وسنة نبيهم وبينوا لهم أن الواجب عليهم الإعتصام بكتاب ربهم وسنة نبيهم- صلى الله عليه وسلم- ومنابذة الأهواء وأهلها. إيمانا منهم أن القرآن والسنة كافيان غاية الكفاية في كل ما يجب على المرء الإيمان به واعتقاده كفيلان بهداية الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة. وأن الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة في مخالفتهما فاستناداً إلى ما جاء في الكتاب والسنة من وجوب اتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وطاعته والانقياد له وإيجاب رد ما تنازع الناس فيه إلى الله والرسول والوعيد الشديد لمن خالف هذا المنهج وشرع في الدين ما لم يأذن به الله. ومن تحذير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من البدع وذمه لها وحكمه على كل بدعة أنها ضلالة وأنها مردودة لا يقبلها الله. قام من لحقتهم هذه الفتن من الصحابة بقمع أهلها والرد عليهم فقام علي- رضي الله عنه- بقتل الخوارج وروى هو وغيره من الصحابة عن رسول الله ما يحض على قتلهم وأنه من أفضل ما يقرب إلى الله. وأحرق غلاة الشيعة بالنار حينما غلوا فيه ورفعوه إلى درجة الألوهية. ولما بلغ عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- أن قوماً ينفون القدر وأن الأمر عندهم أنف قال لمن اخبره بهم: " إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني براء منهم وأنهم مني برآء والذي نفسي بيده لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ما قبل الله منه شيئاً حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ". وسئل مالك عمن يقول: "القرآن مخلوق"، قال: "هو عندي كافر فاقتلوه". وعن ابن المبارك والليث بن سعد وابن عيينة وهشيم وعلي بن عاصم وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح مثله ومثله عن النووي ووهب بن جرير ويزيد بن هارون 0 وقيل لعبد الرحمن بن مهدي: إن الجهمية يقولون: إن القرآن مخلوق. فقال: "إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الرحمن على العرش استوى، وأرادوا أن ينفوا أن يكون القرآن كلام الله أرى أن يستتابوا وإلا ضربت أعناقهم" 0 وقال الربيع بن سليمان المرادي صاحب الشافعي:" لما كلم حفص الفرد الشافعي فقال حفص القرآن مخلوق فقال له الشافعي- رضي الله عنه- " كفرت بالله العظيم ". وسئل مالك عن الاستواء فقال: " الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا صاحب بدعة وأمر به فأخرج وكان يقول: إن الله في السماء. وأخرج رجلاً من حلقته لأنه مرجيء"0 وقال سعيد بن عامر: " الجهمية أشر قولاً من اليهود والنصارى. قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش وقالوا هم: ليس على العرش شيء". وقال ابن المبارك:" لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ها هنا بل على العرش استوى". وقيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال:" فوق سماواته على عرشه… وإنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية". وقال البخاري: "نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم ". ونقل الإمام البخاري أقوال كثير من الأئمة في تضليل وتكفير الجهمية في إنكارهم أن الله في السماء وفي قولهم إن القرآن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير