تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم سن المحدث عبد الرحمن التغرغرتي في مدرسته قراءة صحيح البخاري في شهر رمضان في بيت- سمي اليوم بـ: بيت البخاري- وكان التغرغرتي يحب أن يختم البخاري في سابع يوم بعد 12 ربيع الأول الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت القبيلة تأتي من منازلها بالطعام للمدرسة ليأكل منه كل من حضر ختم البخاري".

وقد حفظ لنا المؤرخ محمد المختار السوسي خبر بعض من تتلمذ على التغرغرتي, فمنهم:

1 - ابنه محمد بن عبد الرحمن , وهو نجيب محصل تخرج على يد والده, وقد وقف محمد المختار السوسي على منسوخاته منها شرح الدردير. توفي قبل والده عبد الرحمن وترك أولادا فنزلهم جدهم المذكور منزلة أبيهم. ثم انقرض عقب هذا الولد.

2 - أحمد بن عبد الرحمن شقيق المتقدم, وقد حفظ القرآن على والده.

3 - امْحَمّد بن عبد الرحمن من امرأته حجو بنت محمد الشريفة. وهو فقيه حسن كان يفتي ويقضي. وقد درس في المدرسة التي أسسها والده إزاء داره. توفي امحمد سنة 1296هـ. وفي عهده كان الظهير الشريف الذي أصدره السلطان الحسن الأول بشأن احترام ذرية التغرغرتي. وهذا نصه: "يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره وأطلع في فلك السعادة شمسه المنيرة وبدره أننا بعون الله وأفضاله سدلنا على ماسكيه المتمسكين بالله تعالى ثم به أولاد الفقيه البركة السيد عبد الرحمن بن إبراهيم التاغرغرتي أردية التوقير والاحترام, وحملناهم على كاهل المبرة والإكرام, وحاشيناهم عما يكلف به العوام من الوظائف المخزنية, والتكاليف الإمامية. فنأمر الواقف عليه من عمالنا وولاة أمرنا أن يعمل بمقتضاه, ولا يتعداه إلى ما سواه. صدر به أمرنا المعتز بالله تعالى في 24 من ربيع النبوي الأنور عام 1293هـ".

4 - محمد بن محمد الهنائي من بني حسين, له إجازة عامة كتبها لأولاد شيخه في انسلاخ عام 1278هـ.

5 - محمد بن عبد الرحمن, وأمه رقية بنت إبراهيم أخت التغرغرتي. لازم خاله حتى تخرج به, فكان عالما حسنا يقسم الأملاك ويفتي ويحكم في النوازل. وقد يشارط في مدرسة سيدي سعيد بن أحمد من تيركت إلى أن توفي هناك نحو 1301هـ.

6 - محمد بن الفقيه أحمد الأوداشتي. تخرج بوالده وبعبد الرحمن التغرغرتي. توفي سنة 1318هـ.

كانت للعلامة التغرغرتي عناية بالعلم والعمل معا فكان كما قلنا يعلم القرآن والعلوم الشرعية, وكان يعتني بغرس الأشجار بيده ويعد له أزيد من ألف شجرة أدركت كلها وآتت أكلها تحت بصره, وكان كلما حفظ تلاميذه أو فرغ من دروسه يذهب بالطلبة إلى معاناة الغرس - على عادة أشياخه- يريهم كيف يصنعون, ولم يكن الفأس والقفة يفارقانه. كما اشتغل التغرغرتي أيضا بجمع الكتب والتأليف, فترك خزانة كتب لازال منها بقية في يد حفدته.

د- مؤلفاته:

كان الشيخ عبد الرحمن التغرغرتي محدثا مؤرخا مربيا, ذا همة عالية إذ ترك لنا كتبا لازالت كلها مخطوطة مع الأسف. وقد كان العلامة عبد الحي الكتاني أول من أشار إلى حاشية للتغرغرتي على البخاري, لكن الفضل الأكبر يعود للعلامة محمد المختار السوسي الذي كان قد زار المدرسة التغرغرتية ووقف بنفسه على كتب التغرغرتي بخط يده عند حفدته, ثم أحصى منها تسعة كتب. ونحن نحقق في هذا المبحث خبر تلك الكتب كتابا كتابا, والحمد لله فقد تيسر لنا الوقوف على اثنين منها.

1 - كتاب فرع الإرشاد.

وهومختصر من كتاب إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري للقسطلاني. أوله: "الحمد الله الذي أورث أسرار كتابه خذي". قال التغرغرتي: "مختصر من كتاب القسطلاني رحمه الله في أربعة أجزاء تكفي المحدث عن شروح البخاري رواية وضبطا ومعنى". والكتاب لازال بخط مؤلفه بخزانة مدرسة إيمي نوداي التي يشرف عليها الفقيه الشيخ الطيب بن محمد بن أحمد بن العلامة عبد الرحمن التغرغرتي.

2 - مختصر من شرح النووي على صحيح مسلم.

وهو لازال مخطوطا في سفرين بخط مؤلفه. أوله: "الحمد لله الذي اصطفى دره".

3 - كتاب جامع لأحاديث منتقاة من البخاري ومسلم والجامع الصغير.

4 - مختصر الجامع الكبير للسيوطي.

5 - مختصر من شرح السراج المنير للعزيزي على الجامع الصغير للسيوطي.

أوله: "الحمد لله الذي اخترعه". قال عنه مؤلفه: "فيه من الأحاديث والمواعظ ما يكفي الواعظ في المجالس". موجود في سفر بخط مؤلفه في المدرسة المذكورة.

6 - مختصر من شرح الفيشي على الأربعين النووية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير