تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهناك الإنفاق على الجمعيات الدينية، والمراكز الإسلامية، والمدارس القرآنية، والمؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تقوم على أساس الإسلام، ولكنها تتعثر وتتخبط، لعدم وجود من يمولها ويعينها. على حين تجد المؤسسات التبشيرية مئات الملايين من الدولارات أو الجنيهات أو غيرها من العملات، ترصد لها، ولإنجاحها في سبيل التشويش على الإسلام، وتمزيق وحدة المسلمين، ومحاولة إخراج المسلم عن إسلامه، إن لم يكن إدخاله في النصرانية. المهم زعزعة إسلامه وإن بقي بغير دين.

وإخفاق كثير من المشروعات الإسلامية ليس لقلة مال المسلمين، فمن الأقطار الإسلامية اليوم ما يعد أغنى بلاد العالم، ولا لقلة أهل الخير والبذل فيهم، فلا زال في المسلمين الخيرون الطيبون، ولكن كثيرًا من البذل والإنفاق يوضع في غير موضعه.

ولو أن مئات الألوف الذين يتطوعون سنويا بالحج والعمرة رصدوا ما ينفقون في حجهم وعمرتهم لإقامة مشروعات إسلامية، أو لإعانة الموجود منها، ونظم ذلك تنظيمًا حسنًا، لعاد ذلك على المسلمين عامة بالخير وصلاح الحال والمآل، وأمكن للعاملين المخلصين للدعوة إلى الإسلام أن يجدوا بعض العون للصمود في وجه التيارات التبشيرية والشيوعية والعلمانية وغيرها من التيارات العميلة للغرب أو الشرق، التي تختلف فيما بينها، وتتفق على مقاومة الاتجاه الإسلامي الصحيح، وعرقلة تقدمه، وتمزيق الأمة الإسلامية بكل سبيل.

هذا ما أنصح به الإخوة المتدينين المخلصين الحريصين على تكرار شعيرتي الحج والعمرة أن يكتفوا بما سبق لهم من ذلك، وإن كان ولابد من التكرار، فليكن كل خمس سنوات، وبذلك يستفيدون فائدتين كبيرتين لهم أجرهما:

الأولى: توجيه الأموال الموفرة من ذلك لأعمال الخير والدعوة إلى الإسلام، ومعاونة المسلمين في كل مكان من عالمنا الإسلامي، أو خارجه حيث الأقليات المسحوقة.

الثانية: توسيع مكان لغيرهم من المسلمين الوافدين من أقطار الأرض، ممن لم يحج حجة الإسلام المفروضة عليه. فهذا أولى بالتوسعة والتيسير منهم بلا ريب. وترك التطوع بالحج بنية التوسعة لهؤلاء، وتخفيف الزحام عن الحجاج بصفة عامة، لا يشك عالم بالدين أنه قربة إلى الله تعالى، لها مثوبتها وأجرها " وإنما لكل امرئ ما نوى ".

ومما يذكر هنا: أن جنس أعمال الجهاد أفضل من جنس أعمال الحج، وهذا ثابت بنص القرآن، يقول تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)

(سورة التوبة: 19، 20).

والله أعلم.

ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Nov 2008, 02:29 ص]ـ

شكر الله لكم يا سعادة الدكتور يسري على إحياء هذا الموضوع الذي سطرته منذ زمن وجزى الله أستاذنا القرضاوي خيراً على هذا الإيضاح المهم الذي يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء خاصة من ينام في الطرقات وبجوار الجيف مع كشف العورات واسمه يحج كل عام وقد يضن على نفسه بالفتيل والقطمير والنقير، ولله في خلقه شؤون. والله الموفق

ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[13 Nov 2008, 06:03 ص]ـ

ولاثراء هذا الموصوع القيم اليكم ما نقله الغزالي في هذا الصدد

ذكر الغزالي في الاحياء ان رجلا جاء يودِّع بشر بن الحارث وقال عزمتُ على الحجِّ فتأمرني بشيء؟ فقال بشر كم أعددتَ للنفقة؟ فقال الرجل ألفَي درهم، قال بِشْر فأي شيء تبتغي بحجِّك؟ تزهداً أو اشتياقاً إلى البيت أو ابتغاء مرضاة الله؟ قال الرجل ابتغاء مرضاة الله قال بِشْر فإن أصبتَ مرضاة الله وأنت في منزلك، وتنفق ألفي درهم، وتكون على يقين من مرضاة الله أتفعل ذلك؟ قال الرجل نعم قال اذهب فأعطها عشرةَ أنفس مديون يقضي دينه، وفقير يلمُّ شَعثه، ومعيل يغني عياله، ومربّي يتيم يفرحه، وإن قويَ قلبك تعطيها واحداً فافعل، فإنَّ إدخالك السرورَ على قلب المسلم وإغاثة اللهفان وكشفَ الضرِّ وإعانة الضعيف أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام! قمْ فأخْرِجها كما أمرناك، وإلا فقل لنا ما في قلبك؟ قال الرجل يا أبا نصر سَفري أقوى في قلبي! فتبسم بِشْر-رحمه الله- وأقبل عليه وقال له المال إذا جمع من وسخ التجارات والشبهات اقتضت الأنفس أن تقضي به وطراً فأظهرت الأعمال الصالحات، وقد آل اللهُ على نفسه ألاَّ يَقبل إلا عمل المتقين.

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[14 Nov 2008, 06:38 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فتحية للإخوة جميعا وقد تأملت في ماطرحه شيخنا الكريم، فوجدت أنه قد تكون هناك فائدة لمن حج ثانية اوثالثة وكان نائبا عن غيره .... وخاصة في ظل انتظاره خمسا قبل ان يحج ..

وهناك فئات تأتي للعمل في الحج فتحج مرات كل عام وهذه الفئة تعلم أن هذه الفرصة لاتُضيَع ...

ولكن اتفق مع ماطرحه الدكتور في ثني الإنسان نفسه عن التكرار وطلبه غاية اعظم يصرف لها ماله وجهده ... والله الموفق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير