ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Nov 2008, 08:12 ص]ـ
(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
قبل أن ينعم علي بالحج منذ سنتين، كنت ممن يلومون الحجيج على تكرار الحج لتضييقهم على من لم يحج من قبل. وكنت متأثرا في ذلك بما أقرأه في ذلك من فتاوى.
غير أنني بعد أن تذوقت متعة الرحلة، ولذة ملاقاة المسلمين من أصقاع العالم، وتكحيل العين بالنظر إلى الكعبة المشرفة وبقية المزارات، أصبحت أمنّي النفس بالعودة إلى هناك كلما وجدت لذلك سبيلا.
فهل من يرغب إلى الله ويكثر من شد الرحال إليه يستحق اللوم؟ خصوصا إن كان من العلماء؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Nov 2008, 01:42 ص]ـ
[ QUOTE= محمد بن جماعة;65789
فهل من يرغب إلى الله ويكثر من شد الرحال إليه يستحق اللوم؟ خصوصا إن كان من العلماء؟ [/ quote]
سؤال له وجاهته
وقبل أن نمهر السؤال بجواب من حق الأخ الفاضل الأستاذ ابن جماعة أن ندعو الله له ولنا بالقبول، فحجك مبرور وذنبك مغفور ـ إن شاء الله تعالى ـ.
ودونك مداخلتي حول سؤالك الذي أدري سلفاً أنه ليس استفهاما بل هي قناعة جاءت في صورة استفهام فحسب.
هل من يرغب في الله ويكثر في شد الرحال إليه سبحانه يستحق اللوم؟؟؟؟
قلت: أخي المفضال إن الإسلام يحمل من العبادات والقربات الكثير والكثير فهناك العبادات البدنية وهناك العبادات المالية وهناك العبادات البدنية المالية، والحج جمع بين تعبد الله بالبدن وتعبده بالمال، وعندما نمحص الأمر نجد أن المال يجب أن نعبد الله به من خلاله في الواجبات، وقد حرَّم الإسلام إنفاق المال في غير ضرورة واجبة ولو كان على التوسع في المباحات!!!
والقضية تكمن فيمن حج الفريضة وهو يعلم ويعي أن حوله من الجياع الذين رأيتهم بأم عيني في قناة الجزيرة يأكلون ـ أول أمس ـ أوراق الشجر وهم من المسلمين الموحدين فهل يليق بواحد في مصر مثلا يدفع أكثر من مئة ألف جنيه مصري ليحج نافلة ويترك الفقر والعوز والمرض والبطالة تضرب أكباد الناس؟!!!!
ولو تنبه المشتاق والولهان ومن يريد أن تكتحل عينه برؤية الكعبة المشرفة أن حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة ـ وهي ما هي عند الله وعندنا ـ لاتفق مع غيره من الموحدين المسلمين العباد وأغنوا بهذا المبلغ بيوتا لا بيتا واحدا، ولجمعوا للعاطلين عن العمل فرصة عمل ولو بمشاريع صغيرة أو متناهية في الصغر.
إننا لننظر إلى حج النافلة على أنه مليارات لم يفرض الله علينا صرفها بل أوجبها صارفها على نفسه وهي غير واجبة، ولو أعان بها محتاجا أو ستر بها مسلما أو أسهم بها في رفع الضر والمرض عن مريض لكان ذلك أفضل عند الله ملايين المرات من حج النافلة.
ولن أبتعد عن تطبيق ذلك فيوم أن جوَّدت هذا الفهم قررت أن أحجها مرة من بلاد اليمن منذ 1996 م ثم منَّ الله عليَّ وحطت رحالي العلمية في بلاد الحرمين الشريفين، وبالرغم من أنني أعرف كيف أحج كل عام بدراهم معدودة أو بمبالغ كبيرة وفي كل معرفةٍ وتنفيذٍ ـ إن شاء الله تعالى ـ إلا أنني مع دراستي لفقه الأولويات ما ثنَّيت الحج إلا العام الماضي لوجود من وجب عليه الحج في أسرتي فقررت المرافقة وشعرت بجمال وجلال وحلاوة الطاعة في الحج الأكبر إلا أنني لا زلت متمسكاً بقاعدة نبوية شريفة يحكيها هذا الجواب المبارك: عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ , أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا، وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ. {واه الطبراني في المعجم الكبير} لو تدبرنا هذا المنطق النبوي الشريف لقلنا الكثير النافع في مسألة حج النافلة.
وأضرب مثلا من بلدي الغالية مصر التي علمونا فيها هذا المثل " شجرة لا تظل أهلها تستحق قطعها "
وأقول: ما الذي أفاده الفقير من تكرار الحج؟ وما الذي عاد على المريض الذي لا يجد الدواء من تكرار الحج؟ وهل عاد الحاج المتنفل بمعشار ما عاد به من يتلمس حوائج الناس وحوالك لياليهم، من ثواب؟؟؟!!
إننا نريد دراسة فقه الأولويات لنقف على ما يجب تقديمه وما يجب تأخيره.
أما العلماء وحجهم فكله نفع يتعداهم إلى غيرهم فهم كالغيث المغيث، ولكن ليتها لا تقتصر على ثلة من العلماء بل يكون هناك جيوش متغايرة في كل عام ن ولكن حج العلماء الآن كمناقشة الرسائل العلمية فمن له من يدعوه حج مرات ومرات ومن لا فلا فتأمل ..... والله الموفق
¥