((لكن المسجد الأقصى يختلف عن سابقيه بأنهما حرم وهو بغير ذلك، وهي من رحمة الله تعالى على عباده في أكناف بيت المقدس، أمّا هما فقد حرّم قتل حيوان فيهما، أو قطع شجر وغيرها من المحرمات، أما المسجد الأقصى فيسمح فيه ما حظر فيهما ويحظر فيه ما يحظر في المساجد عامة من بيع وشراء ونشد الضالة)). (الإشارة إلى الحرمين الشريفين)
إثبات التسمية الأقصى لا الحرم
قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} -الإسراء:1 -
قال تعالى: {وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة} -الإسراء: 7 -
- عن أبي ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله "أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أيّ؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه." (رواه البخاري بلفظين)
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول -صلى الله عليه وسم- ومسجد الأقصى." (رواه البخاري بأربعة ألفاظ)
مجير الدين الحنبلي – (الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل) تحت عنوان "صفة المسجد الأقصى وما هو عليه"
(تنبيه) قد تقدّم عند ابتداء ذكر صفة المسجد أنّ المتعارف عند الناس أن الأقصى هو الجامع المبني في صدر المسجد من جهة القبلة الذي فيه المنبر والمحراب الكبير. وحقيقة الحال أنّ الأقصى هو اسم لجميع المسجد ممّا دار عليه السور .. فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره، من قبّة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة. والمراد بالمسجد الأقصى هو جميع ما دار عليه السور.
(نقلا عن كتاب "بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة" للأستاذ محمد محمد حسن شراب - ص 451)
أصل التسمية الخاطئة: الحرم
دليل المسجد الأقصى المبارك على المركز الفلسطيني للإعلام:
هذا وقد أطلق على هذه المنطقة بكاملها اسم المسجد الأقصى المبارك منذ العهد النبوي وحتى الفترة المملوكية والتي فيها أطلق عليه اسم الحرم الشريف، حيث فصل المماليك إدارة المسجد الأقصى المبارك عن القدس وعينوا عليه ناظرا خاصا عرف بناظر الحرم الشريف، ثم ألحقوا به المسجد الإبراهيمي في الخليل حيث صار يلقب صاحب هذا المنصب بناظر الحرمين الشريفين.
عبد الله معروف – دورة علوم الأقصى الأولى- الدرس الأول:
ولم تثبت تسمية المسجد الأقصى حرماً عن أحد من العلماء المحققين ولما تكلم الإمام بدر الدين الزركشي عن الأحكام المتعلقة بالمسجد الأقصى لم يذكر منها شيئاً في تسميته حرماً وإنما سماه المسجد الأقصى كما هو شأن بقية العلماء. إعلام الساجد بأحكام المساجد ص 191 فما بعدها.
كما أنّ الشيخ مجير الدين الحنبلي لم يستعمل كلمة الحرم في وصف المسجد الأقصى في كتابه "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، وكذلك الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه " الحضرة الأنسية في الرحلة المقدسية ".
(الحنبلي وصف الأقصى أواخر سنة 900 هـ أي قبل العصر التركي بعشرين عاما ولم يورد تسمية الحرم.
والملاحظ -من كتاب "بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة" للأستاذ محمد محمد حسن شراب-أنّ كلّ من وصف الأقصى قبل العصر المملوكي لم يستعمل كلمة الحرم، وإنما استخدموا الاسم المسجد الأقصى للإشارة إلى المساحة الكاملة. وأول من بدأ باستخدام هذه الكلمة "الحرم" -حسب كتاب شراب- هو العمري (ص 431 في كتاب شراب)، ثم الصاحب تاج الدين أحمد ابن أمين الملك (ص 433 في نفس الكتاب)، ثم محمد كرد علي 1925م، ثم توثيق الهيئة العربية العليا لآثار المسجد عقب الحريق 1969م، وأخيرا محمود العابدي سنة 1972م. كما ونصت الهيئة على أن (الأقصى في الحقيقة يشمل الحرم القدسي الشريف بأجمعه).
إثبات التسمية: القبلي لا الأقصى للجزء من الأقصى
شيخ الإسلام - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم – المكتبة الشاملة (ج 2 / ص 343 - 344)
(بعد أن أورد ما دار بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكعب الأحبار بشأن البناء في المسجد الأقصى) فبنى مصلى المسلمين في قبلي المسجد".
¥