تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد حظي خط النسخ بعناية كبيرة في العراق في العصور العباسية، وقد بولغ في تحسينه في عصر "الأتابكة" حتى عرف بـ"النسخ الأتابكي"، وهو الخط الذي كتبت به المصاحف في العصور الإسلامية الوسطي، وحل محل الخط الكوفي سواء في كتابة المصاحف أو النقوش على جدران المساجد، وأصبحت السيادة لخطَّي النَّسخ والثلُث. ويمتاز خط النسخ عن خط الثلث في أنه يساعد الكاتب على السير بقلَمه بسرعة أكثر من خط الثلث، وذلك لصِغر حروفه وتلاحقها مع المحافظة على تناسق الحروف وجمالها.

الخط الفارسي .. فن وهوية

كان الفرْس قديما يكتبون بالخط "الفهلوي" أو "البهلوي" نسبة إلى "فهلا" الواقعة بين همدان وأصفهان وأذَربيجان. وعند الفتح لبلاد فارس انتقلت الكتابة والحروف العربية إليهم، وأصبحت الكتابة بالعربية هي كتابتهم الرسمية والقومية، وحلت الحروف العربية محل الحروف الفهلوية الفارسية.

وقد اهتم الفرس بالخط خاصة في أوائل القرن الثالث الهجري؛ حيث قوِيتْ شوكتهم في الدولة العباسية في فارس والعراق، فعمدوا إلى خط النسخ وأدخلوا على رسوم حروفه أشياء زائدة فميزته عن أصله. ويسمى الخط الفارسي أيضا خط "التعليق"، وقد كتب بهذا الخط كتب الأدب والدواوين.

أما عن خط التعليق الذي يكتب به الفرس اليوم فهو نوع من خط التعليق القديم المخصص للأعمال الرسمية، وهو السائد عندهم حاليا. وقد برع الفرس في خط التعليق فأخذوا يزَخرفونه ويحسّنونه حتى امتاز بجمال حروفه ومَيلها. كما أن حروفه صارت مختلفة السمك والطول تبعا للقاعدة والذوق، كما تمتاز حروفه بدقتها وامتدادها. وهو لا يحتمل التشكيل ولا التركيب وهو في ذلك يشبه "خط الرُّقعة". ويستعمل الخط الفارسي كذلك في كتابة عناوين الكتب والمجلات، وقد سمي بالتعليق لأن حروفه معلقة بين خطي النسخ والثلث أي أنه يجمع بينهما. ويستعمل الخط الفارسي الآن للكتابة في إيران والهند وأفغانستان وباكستان.

ويوجد ثلاثة أنواع من الخط الفارسي: "الفارسي العادة" وهو المعروف حاليا بالتعليق؛ و"خط شِكَسْته" وهو خط صغير ورفيع، وتعني كلمة "شكسته" المكسور ويسمي بالتركية "قِرْمَه تعليق"؛ و"شكسته آمير" وهو خليط من النوعين السابقين.

خط الرُّقعة .. إيقاع سريع

يعد خط الرقعة (بضم الراء) من الخطوط المتأخرة، أي حديثة الظهور، وقد اخترعه ووضع قواعده الأستاذ "ممتاز بك مصطفى أفندي المستشار"، وكان ذلك في عهد السلطان "عبد المجيد خان" (ت:1861م). ويرى البعض أن نشأته ترجع إلى عهد السلطان "محمد الفاتح".

ويمتاز خط الرقعة بقصر حروفه، ويحتمل أن يكون قد اشتُقّ من خط الثلث والنسخ. وخط الرقعة خط جميل يمتاز باستقامة حروفه أكثر من غيره من الخطوط، وهو لا يحتمل التشكيل أو التركيب، وفيه وضوح ويقرأ بسهولة، ويعد أسهل الخطوط جميعا كما أنه يعد الأصل في الكتابة اليومية لدى الناس، حيث يستخدم في المراسلات والكتابات اليومية وعناوين الكتب والمجلات وفي الإعلانات التجارية، وذلك لبساطته ووضوحه وبعده عن التعقيد.

ويوضح أحد الخطاطين خصائص هذا الخط فيقول: "وقد جاءت بساطة خط الرقعة لكون حروفه خاضعة للشكل الهندسي البسيط، فهي سهلة الرسم معتمدة في ذلك على الخط المستقيم والقوس والدائرة فضلا عن طواعيته لحركة اليد السريعة، إضافة إلى كون حروفه واضحة القراءة ذات شكل جميل".

الخط الديواني .. لم يعد سرًّا

ترجع نشأة هذا الخط إلى العصر العثماني، وقد سمي هذا الخط بالديواني لاستعماله في الدواوين العثمانية. وقد كان هذا الخط قديما في الخلافة العثمانية سرًّا من أسرار القصور السلطانية لا يعرفه إلا كاتبه أو من ندر من الطلبة الأذكياء، لذلك كانت تكتب به جميع الأوامر الملكية والإنعامات والفرمانات.

وقد انتشر الخط الديواني في عصرنا الحديث انتشارا كبيرا بفضل مدرسة الخطوط العربية الملكية بمصر، حيث بسّطه وطوّر فيه الخطاط المصري "مصطفي بك غزلان" حتى أطلق عليه في مصر الخط الغزلاني. وينقسم الخط الديواني إلى نوعين: "ديواني رقعة" وهو ما كان خاليا من الشكل والزخرفة، ولا بد من استقامة سطوره من أسفل فقط؛ "ديواني جلي" والجلي بمعني الواضح الظاهر، وهو ما تدخلت حروفه وكانت سطوره مستقيمة من أعلى ومن أسفل، ولا بد من تشكيله بالحركات وزخرفته حتى يكون كالقطعة الواحدة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير