تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

على كل مسلم أنْ يخاف الله تعالى، وأنْ يعلم أنَّ الغيبة معصيةٌ لله، وظلم على المغتاب فعلى كل مسلم أنْ يتجنب الكلام في أعراض الناس، وأنْ يعرف أنه إن وجد عيباً في أخيه المسلم؛ فإنَّ فيه عيوباً كثيرة.

فعليك أخي المسلم أنْ تراقب لسانك لتعرف هل أنت واقع في هذا الداء، فإنْ كنت كذلك فاعلم أنَّ من أهم أسباب التخلص من الغيبة أنْ يحفظ الإنسان لسانه، فمن أعظم أسباب السلامة حفظ اللسان، ومن أعظم أبواب الوقاية الصمت في وقته.

ومن أهم أسباب التخلص من الغيبة أن يستشعر العبد أنَّه بهذه الغيبة يتعرض لسخط الله ومقته، وأنَّ قوله وفعله مسجلٌ عليه في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا

أحصاها، وعلى المرء أنْ يستحضر دائماً أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال تعالى: ((مَا يَلفِظُ مِنْ قَولٍ إلاَّ لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ)) [ق: 19].

ومن أسباب الخلاص من الغيبة أنّ يستحضر المغتاب دائماً أنه يهدي غيره من حسناته؛ لأنَّ الغيبة ظلم، والظلم يقتص به يوم القيامة للمظلوم من الظالم وقد قال النَّبيُّ

صلى الله عليه وسلم: ((إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا، أُذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنة، أدل بمنزله كان في الدنيا)) (18).

فعلى المرء المسلم أنْ يشتغل بإصلاح عيوب نفسه دون الكلام في عيوب الآخرين.

.............................. ..... ...

(1) رياض الصالحين: 543. رياض الصالحين من الكتب المهمة جداً فيه جميع ما يحتاجه المسلم في عباداته وحياته اليومية؛ فينبغي لكل مسلم أن يقرأ هذا الكتاب مراراً وتكراراً، ويثقف عائلته بأحاديث هذا الكتاب، ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة.

(2) أخرجه: مسلم 8/ 21 (2589) (70) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(3) المغتاب: اسم فاعل ومفعول يدل على الذي يقوم بغيبة الناس، ويدل على الذي تقع عليه الغيبة.

(4) فيض القدير 3/ 166 للمناوي.

(5) أخرجه: البخاري 1/ 26 (67)، ومسلم 5/ 108 (1679) (30).

(6) أخرجه: أحمد 3/ 224، وأبو داود (4878) و (4879)، والضياء المقدسي في المختارة (2285) و (2286) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

(7) أخرجه أبو داود (4875).

(8) أي: السرطان نسأل الله السلامة والعافية.

(9) تفسير القرطبي 16/ 335.

(10) أخرجه: البخاري في " الأدب المفرد " (737)، وأبو داود

(4428)، والنسائي في "الكبرى" (7164) و (7165).

(11) تفسير ابن كثير: 1750.

(12) تفسير القرطبي 16/ 337.

(13) جزء من حديث عبد الله بن مسعود الذي أخرجه مسلم في صحيحه 1/ 64 (91) (147).

(14) حديث صحيح أخرجه: أحمد 4/ 420، وأبو داود (4880)، وأبو يعلى (7424) من حديث أبي برزة الأسلمي.

(15) أخرجه: مسلم 8/ 16 (2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

(16) روى مسلم في صحيحه 8/ 17 (2581) من حديث أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ((إنَّ المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أنْ يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار)).

(17) أخرجه: أحمد 6/ 449 و450، والترمذي (1931) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وقال الترمذي: ((هذا حديث حسن)).

(18) أخرجه: البخاري 3/ 167 (2440) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

ـ[الجعفري]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:48 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:49 م]ـ

النميمة:احذر أخي المسلم من النميمة، وهي نقل الكلام بين الناس لجهة الإفساد؛ فيذهب إلى شخص ويقول: قال فيك فلان كذا وكذا، من أجل الإفساد بينهما وإلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين.

وحقيقة النميمة: إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير