تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[26 Apr 2007, 07:58 ص]ـ

وكريمة هي التي قيل فيها: إنها ولدت 363 هـ وتوفيت 463 هـ بعد مائة سنة

جاورت أم الكرام " كريمة بنت احمد المرزوية " المسجد الحرام، ورحلت في طلب العلم مع والدها، وعاشت تحفظ وتروي وتعلم، وتتلمذ على يدها كبر الفقهاء في عصرها، وصفت بأنها كانت محدثة فاضلة ذات فهم ونباهة، بل إليها انتهى علو الإسناد لصحيح البخاري، ولم تفرط في منهجها، لذا لم تقبل أن ينتسب إليها الخطيب في روايته للصحيح دون أن يقابل معها نسختها نسخته، وذلك بأن تقرا عليه، ثم يقرأ عليها، وهي في خدرها من وراء حجاب،

ولنا أن نتصوريالجهد الذي بذلته في سماعها للخطيب فقد قرأ عليها في خمسة أيام!

هل تعجبون هل تعجبيبن من أمرها؟! كيف استطاعت أن توف هذا الوقت للعلم؟ .. ينتهي عجبك ربما حين تعلمين انها عاشت مئة سنة وماتت عام 463هـ ولم تتزوج.

وترجمها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في العلماء العزاب

وكتب الأخ الفاضل مشرف الأكاديمية الإسلامية المفتوحة جوابا على هذا الإشكال يقول:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فتواصلاً مع سؤال الأخت الكريمة عن امرأة من المحدثات أخذ عنها الإمام البخاري:

الذي يظهر بعد البحث على عجل: أن الإمام البخاري – رحمه الله تعالى - لم يتتلمذ على امرأة، ولكن لا مانع من وجود ذلك وتصوره عقلاً وشرعاً وواقعاً.

وإنما الكلام عن الثبوت، ومن المعلوم والمقرر أنه لا يثبت شيءٌ – من أمور الشرع أو التاريخ أو اللغة أو عموم العلوم - إلا إذا قام عليه الدليل.

أما كريمة المذكورة، فهي: كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية، وتكنى بأم الكرام، وهي متأخرة عن البخاري جداً، فمحال أن يكون البخاري تتلمذ عليها، أو تتلمذت عليه.

وقد كانت كريمة هذه من المحدثات الشهيرات، بل هي من شهيرات النساء عموماً،

وتلقى عنها الحديثَ جماعةٌ من الأعلام الكبار، منهم:

1 - الحافظ الخطيب البغدادي، صاحب تاريخ بغداد، وإمام علوم الحديث، والذي قيل عنه: كل من جاء بعده فهو عيال على كتبه في علوم الحديث.

2 - أبو عبد الله محمد بن نصر، الحميدي.

3 - أبو المحاسن المصري، المؤرخ المعروف.

4 - الحافظ السمعاني، المحدث والنسابة المشهور.

5 - الحافظ أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي.

وغيرهم كثير ...

وقد كانت مجاورة بمكة، واشتهرت برواية وتدريس صحيح البخاري، وأخذه عنها جماعة من الأعلام، وكانت ذا فهم ونباهة، قيل: توفيت عن نحو مئة سنة، ولم تتزوج قط.

توفيت كريمة المروزية (رحمها الله تعالى) سنة (463)، كما ترجم لها الحافظ ابن الجوزي في وفيات هذه السنة من تاريخه ((المنتظم في تاريخ الملوك والأمم)[8: 270].

وكذا ترجم لها مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي في وفيات هذه السنة من كتابه ((العبر في خبر مَن غبر)[3: 254].

وقد ترجم لها جماعة من المؤرخين، منهم: ابن الأثير في الكامل، وابن الجوزي في المنتظم، والذهبي في السير، وفي العبر، وابن كثير في البداية والنهاية، وابن العماد في شذرات الذهب، والزركلي في الأعلام، وغيرهم.

وهي قطعاً ليست من شيوخ البخاري، بل هي من تلامذة تلامذة تلاميذ البخاري، وقد روت الصحيح عن أبي الهيثم محمد بن المكي الكُشْمِيهني، وغيره، وبينها وبين البخاري أكثر من مائة عام، فقد توفي البخاري رحمه الله في منتصف القرن الثالث سنة (256)، وولدت كريمة المروزية بعد منتصف القرن الرابع سنة (363)، وتوفيت بعد منتصف القرن الخامس سنة (463).

والذي يظهر أن سبب الوهم في كون البخاري أخذ عنها أنها اشتهرت برواية صحيحه وإسماعه، فارتبط اسمها باسم صحيح البخاري، فلا يكاد أحد يترجم لها إلا أشار إلى ذلك، ثم انتقل ذهن من توهم المشيخة بينهما إلى الربط الذهني بينها وبين البخاري، فتوهما من مشايخه. والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير