تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما شاء كيف شاء ولو أخته فمن عداها في عقد واحد وأن قانونا كهذا القانون يسن للمسلمين مخالفا للإسلام يعد من رضى به مرتدا عن الاسلام بإجماع علماء المسلمين. إن فرنسا التي تبث الدعاية في امم الارض بأنها أمة الحرية قد أجبرت رجال الحكومة المغرب المسلمين على أن يتركوا دينهم بتنازلهم لهم عما للسلطان من الحق في اقامة احكام الشرع الاسلامي بين رعاياه من قبائل البربر وجماهيرهم والاعتراف لحكومة الحمايةالفرنسية بانها صارت صاحبة التصرف في دينهم وأمورهم التشريعية والتهذيبية وهو ما لا تملك تلك الحكومة الحق في التنازل عنه. ومنذ استصدر الفرنسيون ظهيرا (مرسوما) من سلطان المغرب بهذا التنازل اعتبروا جميع المدارس القرآنية ملغاة وجميع العبادات الاسلامية معطلة ووكلوا أمر تعليم الاطفال المسلمين الى الرهبان توطئة لتنصير هذه الامة عقيدة وعبادة وعملا وحالوا بين جميع مناطق البربر وبين علماء المسلمين ورؤسائهم فلا يتصل بهم أحد منهم.

ايها المسلمون:

قد اجمع علماؤكم من جميع المذاهب على أن من رضي بارتداد مسلم عن دينه يكون مرتدا برضاه عن ذلك فيجب على جماعات المسلمين وطوائفهم وجمعياتهم وأفرادهم أن يرفعوا أصواتهم بالاحتجاج على هذاالعمل المنكر الفظيع بكل ما في وسعهم كل بحسب ما يليق به فإذا لم ينفع الاحتجاج فكر المسلمون في الوسائل المجدية وأن في وسعكم أيها المسلمون أن تجبروا دولة فرنسا على احترام اسلام هذا الشعب الكبير وتركه يتمتع بحريته الدينية والوجدانية لان حرية الدين والوجدان حق من حقوق الانسان يجب على الإنسانية حمايته من عبث العابثين واعتداء المعتدين. لقد سلكت دولة فرنسا مع إخواننا مسلمي المغرب سبيلا غير سبيل الرفق والنصح فجردتهم من وسائل النهوض وحالت بينهم وبين التعليم الصحيح وأنفقت أموال أوقافهم الاسلامية في ضد ما وقفت له واختصتهم بنشر النصيبين من كل ما تتصل به مصالح الوطنيين والاجانب وان في المسلمين من كان يعرف هذا ويتغاضى عنه على حين رجاء أن يجعل الله لاهل المغرب فرجا من عنده.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير