تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما لم يكن موقف فرنسا وغيرها من الدول الاستعمارية بخاف في مسالة استغلال القوميات والطوائف المتآلفة بالاسلام والاقليات غير الاسلامية في العالم الاسلامي فمن سياسة فرق تسد الى الحملات التبشيرية الى اعتماد ما سمي بالطابور الخامس في المنطقة موضوع الاستغلال. وفي كل مرة كانت هناك حجج المستعمرين في مسائل القوميات المتآلفة بالاسلام كان اللعب على الحقوق القومية والثقافات المتميزة واحياء اللغات وتبني المطالب .. وفي الاقليات غير الاسلامية كان التحرك تحت رداء حماية الاقليات المسيحية المضطهدة في العالم الاسلامي.

أرادت فرنسا استمرار هذه اللعبة الاستعمارية التاريخية بإثارة قضية البربر في المغرب العربي. فلكي تتوغل في صفوف المسلمين كان عليها أولا تفرقتهم ولذلك عملت وما زالت تعمل على دعاوى تميز البربر واحياء تقاليدهم وقوميتهم منذ استصدار الظهير السلطاني عام 1930 الخاص بتنازل السلطان المغربي لفرنسا بالاشراف على الامور الدينية لأمة البربر محاولة منها لتنصير البربر بإخراجهم من احكام الشريعة الاسلامية وتفريقهم عن العرب.

ولكن الامة الاسلامية على الرغم من احتلال اراضيها كانت و اعية لخطورة العزف على هذه النغمات الاستعمارية والبربر بدورهم قد استشعروا الخطورة وأرسلوا خطابهم يستنجدون إخوانهم المسلمين ولذلك وقف علماء المسلمين من كل الارجاء ضد موقف فرنسا هذا وجاء هذا البيان الوثيقة عبرة وذكرى للمسلمين. (عبد الله بوفولة – موقع الشهاب)

نداء الى ملوك الاسلام وشعوبه جميعا: وإلى علماء الحرمين الشريفين ورجال المعاهد الاسلامية من اعلام الازهر وملحقاته في المملكة الاسلامية وجامع الزيتونة في تونس وجامع القرويين في فاس ومعهد ديوبند في الهند ومعهد النجف في العراق والى الجمعيات الاسلامية في انحاء الارض ولاسيما جمعيات الهند: جمعية الخلافة في بومباي وجمعية العلماء في دلهي وجمعية اهل الحديث في دلهي وجمعيات اندونيسيا: اتحاد الاسلام في سومطرا وشركة اسلام في جاوة والجمعية المحمدية في جكارتا والى المجلس الاسلامي الاعلى في القدس والمجلس الاسلامي الاعلى في بيروت والى جمعية ترقي الاسلام في الصين والى الصحف الشرقية على اختلاف لغاتها ولهجاتها:

أيها المسلمون:

إن أمة البربر التي اهتدت الى الاسلام منذ العصر الاول والتي طالما اعتمد عليها الاسلام في فتوحه وانتشاره وطالما استند اليها مستنجدا أو مدافعا في خطوبه العظمى. هذه الأمة التي سارت مع طارق الى اسبانيا ثم مع عبد الرحمن الغافقي الى فرنسا ومع أسد بن الفرات الى صقلية. هذه الامة التي كانت منها دولتا المرابطين والموحدين فكان لها في تاريخ الاسلام أيام غراء مجيدة. هذه الأمة التي ظهر منها العلماء الأعلام والقادة العظام والتي لرجالها في المكتبة الاسلامية المؤلفات الخالدة الى يوم الدين. هذه الامة التي تبلغ في المغرب الاقصى وحده أكثر من سبعة ملايين نسمة تريد دولة فرنسا الى إخراجها برمتها من حظيرة الإسلام بنظام غريب تقوم به سلطة عسكرية قاهرة ممتهنة به حرية الوجدان ومعتدية على قدسية الايمان بما لم يعهد له نظير في التاريخ. لقد وردت على مصر كتب من الثقات في المغرب الاقصى تذكر أن فرنسا قد استصدرت ظهيرا سلطانيا تاريخه 17 ذي الحجة سنة 1348 (16 مايو سنة 1930) ونشرته الجريدة الرسمية في المغرب بعددها رقم 919 تنازل فيه سلطان المغرب لها على الإشراف على الامور الدينية لامة البربر وأن فرنسا قد بدات بالفعل في تنفيذ ذلك الظهير فقامت السلطة العسكرية في المغرب الاقصى تحول بين ثلاثة أرباع السكان وبين القرآن الذي كانت به حياتهم مدة ثلاثة عشر قرنا فابطلوا المدارس القرآنية ووضعوا قلوب أطفال هذه الملايين وعقولهم في ايدي أكثر من الف مبشر كاثوليكي بين رهبان وراهبات يديرون مدارس تبشيرية للبنين والبنات واقفلوا جميع المحاكم الشرعية التي كانت في تلك الديار واجبروا هذه الملايين من المسلمين على أن يتحاكموا في أنكحتهم ومواريثهم وسائر أحوالهم الشخصية الى قانون جديد سنوه لهم أخذوه من عادات البربر التي كانت لهم في جاهيليتهم وهي عادات لا تتفق مع الحضارة ولا تلائم مستوى الانسانية وحسبنا مثالا على انحطاطها وقبحها انها تعتبر الزوجة متاعا يعار ويباع وتورت ولا ترث وانها تجيز للرجل ان يتزوج

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير