تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن الجوزي: الأصل في الاستطاعة أنه استفعال من الطاعة فسمي الفاعل مستطيعا لأن الفعل الذي يرومه ممكن مطاوع وتسميته بذلك قبل الفعل على سبيل المجاز لأن الاستطاعة من العباد لا تكون إلا مع الفعل وذكر أهل التفسير أن الاستطاعة في القرآن على وجهين: أحدهما سعة المال ومنه قوله تعالى في آل عمران ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا أي من وجد سعة من المال وفي سورة النساء ومن لم يستطع منكم طولا وفي براءة لو استطعنا لخرجنا معكم والثاني الإطاقة ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم أي لن تطيقوا وفي هود ما كانوا يستطيعون السمع أي لم يطيقوا أن يسمعوا ذكر الإيمان وفي الكهف وكانوا لا يستطيعون سمعا في الفرقان فما تستطيعون صرفا ولا نصرا وفي التغابن فاتقوا الله ما استطعتم وفي الذاريات فما استطاعوا من قيام.

نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص88.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

النفس في القرآن على ثمانية أوجه:

قال ابن الجوزي: قال شيخنا علي بن عبيد الله اختلف الناس في ماهية النفس المختصة بالآدمي اختلافا كثيرا وأقربهم إلى الصواب قائلون قالوا إنها جوهر روحاني والجوهر الروحاني ما كان لطيفا لا يرد شعاع الأبصار وهو مخلوق من النور والضياء وأجسام الملائكة من نور ولهذا هم أجساد لطيفة لا تدركهم الأبصار في عموم الأحوال ويقرب منهم الجن والشياطين فإنهم مخلوقون من النار وقال قوم إن النفس جسم لطيف وقال قوم هي الدم وقال آخرون هي جسم غير الدم وقال آخرون هي عرض لأنا لا نجدها تقوم بنفسها واختلفوا في النفس هل هي الروح أم هي غيرها فقال كثير من الناس إن الروح شيء غير النفس وقال آخرون بل هما شيء واحد واختلفوا هل نفوس بني آدم جنس من نفوس الحيوان أم لا فقال كثير من الناس إن نفوس بني آدم جنس ونفوس البهائم جنس آخر وزعم آخرون أن النفوس كلها جنس واحد والقائلون بأنها من جنس واحد يقولون إن موت جميع الحيوان يتولاه ملك الموت في قبض الأنفس والقائلون بأنها من جنسين يقولون إن ملك الموت يتولى بني آدم في ذلك فأما جميع البهائم فلا يتولاها ملك الموت وإنما تموت بفناء أنفسها وذكر بعض المفسرين أن النفس في القرآن على ثمانية أوجه - أحدها آدم ومنه قوله تعالى في سورة النساء الذي خلقكم من نفس واحدة وفي الأنعام وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة والثاني الأم ومنه قوله تعالى في النور ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً أي بأمهاتهم والمراد بالآية عائشة رضي الله عنها والثالث الجماعة ومنه قوله تعالى في آل عمران إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم وفي براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم والرابع الأهل ومنه قوله تعالى في البقرة فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم قيل إنه أمر الأب الذي لم يعبد العجل أن يقتل ابنه العابد والأخ الذي لم يعبد أن يقتل أخاه العابد والخامس أهل الدين ومنه قوله تعالى في النور فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم أي على أهل دينكم وفي الحجرات ولا تلمزوا أنفسكم والسادس الإنسان ومنه قوله تعالى في المائدة وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس أي الإنسان بالإنسان والسابع البعض ومنه قوله تعالى في البقرة ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم أي يقتل بعضكم بعضا، والثامن النفس بعينها ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم.

نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص594 – 597.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

النعمة في القرآن على عشرة أوجه:

قال ابن الجوزي: النعمة ما يحصل للإنسان به التنعم في العيش و النعمة المنة ومثلها النعماء والنعمة المال يقال فلان واسع النعمة والنعامي ريح لينة فأما النعمة - بفتح النون - فهي التنعم والمتنعم المترف وقد نعم الإنسان أولاده ترفهم ونعم الشيء من النعمة ونعم ضد لا وقد تكسر عينها ونعم ضد بئس وذكر بعض المفسرين أن النعمة في القرآن على عشرة أوجه - أحدها المنة ومنه قوله تعالى في المائدة يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم ومثلها في الأحزاب والثاني الدين والكتاب ومنه قوله تعالى في البقرة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته وفي إبراهيم ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا والثالث محمد صلى الله عليه وسلم ومنه قوله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير