تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آمرا بالأخوة الإيمانية لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه متفق عليه وفيهما عن النبي ? المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهم بعضا وشبك ? بين أصابعه ولقد أمر الله ورسوله بالقيام بحقوق المؤمنين بعضهم لبعض ومما يحصل به التآلف والتوادد والتواصل بينهم كل هذا تأييد لحقوق بعضهم على بعض فمن ذلك إذا وقع الاقتتال بينهم الموحب لتفرق القلوب وتباغضها وتدابرها فليصلح المؤمنون بين إخوانهم وليسعوا فيما به يزول شنآنهم ثم أمر بالتقوى عموما ورتب على القيام بالتقوى ويحقوق المؤمنين الرحمة فقال لعلكم ترحمون وإذا حصلت الرحمة حصل خير الدنيا والآخرة ودل ذلك على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين من أعظم حواجب الرحمة وفي هاتين الآيتين من الفوائد غير ما تقدم أن الاقتتال بين المؤمنين مناف للأخوة الإيمانية ولهذا كان من أكبر الكبائر وأن الإيمان والأخوة الإيمانية لا يزولان مع وجود الاقتتال كغيره من الذنوب الكبائر التي دون الشرك وعلى ذلك مذهب أهل السنة والجماعة وعلى وجوب الإصلاح بين المؤمنين بالعدل وعلى وجوب قتال البغاة حتى يرجعوا إلى أمر الله وعلى أنهم لو رجعوا لغير أمر الله بأن رجعوا على وجه لا يجوز الإقرار عليه والتزامه أنه لا يجوز ذلك وأن أموالهم معصومة لأن الله أباح دماءهم وقت استمرارهم على بغيهم خاصة دون أموالهم " ().

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحواشي

() سورة آل عمران: آية 102.

() سورة النساء: آية 1.

() سورة الأحزاب: آيتا 70 – 71.

() لسان العرب لابن منظور 2/ 516 - 517.

() مختار الصحاح للرازي ص154.

() التعريفات للجرجاني رقم (877) ص176.

() التعاريف للمناوي ص460.

() أخرجه أحمد رقم (27548) 6/ 444، وأبو داود رقم (4919) 4/ 280، والترمذي رقم (2509) 4/ 663 وصححه، وابن حبان رقم (5092) 11/ 489، والهيثمي في موارد الظمئان رقم (1982) 1/ 486، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (4919) 4/ 280.

() أخرجه الترمذي رقم (2508) 4/ 663 وصححه، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2508) 4/ 663.

() أخرجه مالك في الموطإ رقم (1608) 2/ 904، وأخرجه الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس عن سعيد بن المسيب عن النبي ? مرسلاً رقم (36) ص93.

() أخرجه البخاري رقم (2548) 2/ 958.

() أخرجه الترمذي رقم (2509) 4/ 663، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2509) 4/ 663.

() أخرجه الترمذي رقم (2510) 4/ 664، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2510) 4/ 664، وفي صحيح الترغيب رقم (2888).

() أخرجه القضاعي في مسند الشهاب رقم (1280 – 1281) 2/ 244، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (11092) 7/ 490، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (3639) 6/ 289، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم (2817).

() أخرجه أبو يعلى رقم (6584) 11/ 462، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (2733) 6/ 524.

() أخرجه ابن ماجه رقم (2353) 2/ 788، والترمذي رقم (1352) 3/ 634، وأخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة رقم (3594) 3/ 304، وابن حبان رقم (5091) 11/ 488، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (1199) 1/ 291، والبيهقي في معرفة السنن والآثار رقم (3658) 4/ 467 من حديث عمر موقوفاً ومن حديث أبي موسى الأشعري مرفوعاً رقم (3659) قال: وروي ذلك في حديث الوليد بن رباح عن أبي هريرة عن النبي ? وفي حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (3594) 3/ 304، وفي صحيح سنن الترمذي و رقم (1352) 3/ 634، وفي صحيح سنن ابن ماجه رقم (2353) 2/ 788.

() أخرجه البخاري رقم (2546) 2/ 958، ومسلم رقم (2605) 4/ 2011.

() أخرجه البخاري رقم (2559) 2/ 963، ومسلم رقم (1558) 3/ 1192.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير