تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان الفتى الصغير المغترب في عمان يقيم في غرفة صغيرة متواضعة، يكافح الجوع والبرد؛ حتى إنه فكّر في ترك الدراسة لولا تشجيع مدير المدرسة الأستاذ حمد الفرحان (أحد قادة ورموز العمل القومي).

وشارك العظم في العمل العام والسياسي، وسُجن إحدى عشرة مرة، وتقدم في العمل السياسي الأهلي والرسمي، فكان من قادة الحركة الإسلامية ونائباً ووزيراً، وكان محاضراً وخطيباً مؤثراً تأتي الجموع من كل مكان للاستماع إلى محاضراته وخطبه، وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات في جميع أنحاء العالم، وكان ممثل آسيا في مجلس الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

تعرّف العظم تلميذاً وزميلاً على معظم قادة الفكر الإسلامي المعروفين، سيد قطب، محمد الغزالي، ومحمد قطب، ويوسف القرضاوي، وأحمد العسال، والبهي الخولي، وعبد العزيز كامل، ومحمد محمود الصواف.

ويذكر العظم بحنين زملاء السجن ومعظمهم شيوعيون وبعثيون: فؤاد نصار (مسيحي) رئيس ومؤسس الحزب الشيوعي (أذهلني بخلقه وتواضعه، وكان مثال التعاون والتكاتف، ويوقظني في السجن لأصلي الفجر)، وسليمان الحديدي (بعثي)، وفريد القسوس الشيوعي المسيحي، وأصدقاء آخرون يتولون مناصب رفيعة في الحكومة، وزراء وسفراء وأعيان .. فالناس على اختلافهم يجمعون على احترام وتقدير هذا الرجل وهو يبادلهم الصداقة والاحترام.

وظل هذا الفتى في طاقته العظيمة، وهو يطوف في المدن والبلدات يلقى المحاضرات، ويلتقي الناس ويواجه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويكتب في الصحف، ويصدر المجلات والنشرات، ويدير المدارس، ويمارس عمله النيابي، ويتابع شؤون دائرته الانتخابية التي كانت مساحتها تزيد على ثلث مساحة الأردن لتشمل الطفيلة والعقبة ووادي موسى والبادية، ويكتب ويؤلف ويسافر في العالم داعية ومحاضراً، ولم يحتمل قلبه هذه العزيمة الجبارة فأُصيب بمرض في القلب، ولكنه ظل على مدى عشرين عاماً بعد مرضه هذا يواصل عمله وعطاءه مواجهاً المرض والإجهاد وتقدم السن.

وأحسب أنه لم يخرج من الدنيا بعد هذه السيرة المليئة بالأعمال والإنجازات والمناصب الكبرى أكثر مما يمكن لإنسان عادي بسيط أن يحصل عليه؛ بيت في جبل التاج لم يشأ أن يغادره، وراتبه التقاعدي، وفي عام 1974 عندما حل مجلس النواب رفض أن يواصل استلام راتبه النيابي الذي بقي جارياً، وأعاده مع موظف المجلس الذي حضر بنفسه ليسلمه إليه في مكتبه في المدرسة، وسمعت مرة الدكتور عبد الله عزام -رحمه الله- أنه حين كان أمين السر العام لجماعة الإخوان المسلمين بين عامي 1974 - 1978 يقول: إنه تحدث مع الأستاذ يوسف؛ لأنه مقصر في دفع الاشتراكات الشهرية للجماعة، فقال له: صدقني أني أجد صعوبة كبيرة في تدبير الطعام والاحتياجات اليومية لأسرتي.

http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=21&catid=36&artid=9810

ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[05 Aug 2007, 03:25 م]ـ

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته ....

إنا لله وإنا إليه راجعون ....

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Aug 2007, 03:41 م]ـ

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته

ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[05 Aug 2007, 05:31 م]ـ

أسأل الله أن يغفر له وأن يسكنه فسيح جناته،،

آمين آمين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير