[" من لم يكفر الكافر فهو كافر " ... نقاش مع أهل الغلو ... التكفير بالتسلسل]
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[09 Oct 2007, 11:13 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذه أحدى المشاركات استللتها من نقاش دار بيني وبين بعض أهل الغلو من الخوارج المعاصرين الذين لم يرقبوا في هذه الأمة إلا ولا ذمة فلم يحفظوا لعالم حرمة ولا مجاهد منزلة فبدأوا بالعلماء وجعلوهم طواغيت وثنوابالمجاهدين وألحقوا بهم سائر الناس إلا نفر قليل (أبو مريم - عبد ارحمن المخلاف وزمرته) أغلبهم حمقى لا يدري احدهم ما يخرج من راسه، اتخذوا التكفير وسيلة للتحلل من كل شيء .... والله المستعان
واضع هذه المشاركة بعد ترتيبها لما رأين هنا مشاركة لأحدهم يقرر هذه القاعدة من لم يكفر الكافر بزعمه والله أسال أن ينفع بها ويردنا ويرد هؤلاء إلى سواء الصراط ..
**********************
فإن التكفير حكم شرعي يخاطب به كل مسلم كما يخاطب بالأحكام الشرعية ...
فما كان منه على صورة الخبر وجب تصديقه والإيمان به ...
وما كان على صورة الأمر وجب الاستسلام والإنقياد له والعمل بموجبه ...
وهذا موقف المسلم من أحكام الشريعة ..
- والحكم بالكفر من الشارع يأتي على وجهين:
وجه يناط في الكفر بمعين، كشخص يعينه الله سبحانه أو رسوله صلى الله عليه وسلم بالكفر ...
كقوله سبحانه وتعالى:" تبت يدا أبي لهب وتب .. " الآية، وكحكم النبي صلى الله عليه وسلم في أبيه وأمه وعمه أبي طالب،وكحكمه سبحانه على اليهود والنصارى وغيرهم في غير ما آية ...
فهذا كله حكم على الأعيان أو الطوائف ..
- ووجه آخر يناط فيه الكفر بوصف يقوم بالمعين ...
كقوله سبحانه: "إنه من يشرك بالله .. " وقوله:"ومن لم يحكم بما انزل الله ... " الآيات
- فإذا حكم الشارع بالكفر على شخص بعينه أو أشار إلى كفره كفرعون مثلا، لزم تكفيره عينا والبراءة منه ومن شركه وكفره ولا مجال للاجتهاد في تأويل هذه النصوص - اللهم إلا الجهل بها - ويكون عدم التكفير في هذا لحالة راجعا إلى تكذيب هذه النصوص أو ردا لها ...
- وإما إذا أنيط حكم الكفر بوصف ما فهنا يرد الاجتهاد من المجتهد في التحقق من ثبوت هذا الوصف في ذاك المعين وخلوه من العوارض ثم تنزيل حكم الكفر عليه .. وهو علم ما يسمى بالمناط
وهنا لا يلزم من عدم التكفير كفر من لم يكفر لورود الخطا في الاجتهاد فقد يتأول النص أو يتأول المناط أو يجهله او غير ذلك
وهذا لا يقال فيه كافر أو مسلم،بل يقال متأول أو مخطئ أو جاهل ...
ولكي نقف على حقيقة قول (من لم يكفر الكافر فهو كافر) لا بد أن نرجع بها إلى أصولها في الشرع ونقرر لها بعض القواعد التي توضح مجال إعمالها
فمما ينبغي أن يقرر في هذا السياق:
أولا:
هذه العبارة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) وردت في كلام بعض أهل العلم وليست نصا في كتاب الله أو سنة النبي عليه الصلاة والسلام أو إجماع الأمة ...
ثانيا:
إذا كانت هذه العبارة ليست نصا في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالواجب ردها إلى أصلها في الكتاب والسنة وفهمها من خلالهما، لا من خلال استعمال أهل العلم لها ...
ثالثا:
التكفير لا يكون إلا بما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع ..
وخلا هذه الأمور الثلاثة لا يجوز التكفير بها، والمكفر في هذه الحالة يكفر بغير موجب وهو بين منهج الخوارج وأهل الغلو أعاذنا الله منهما.
رابعا:
إذا تأملنا هذه الجملة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) وتأملنا مقدمة هذا الكلام وجدنا أنها ترجع إلى أمرين:
الأول: تكذيب النصوص التي قضت بتكفير الكفار سواء كانوا معينين من قبل الشارع أو جاء التكفير لأوصافهم ..
الثاني: الرضى بالكفر وتصحيحه وعدم البراءة منه ..
فإذا ثبت هذا فنكون قد رجعنا بهذه العبارة إلى أصلها في الشريعة وكلا الأمرين كفر بإجماع الأمة ..
خامسا:
الأعذار الواردة على من لم يكفر الكافر ترجع إلى ذات الأعذار التي تثبت لمن يكذب بالنصوص أو يرضى بالكفر كالخطأ والجهل والتأويل سواء كان للحكم أو للمناط ..
فمن لم يكفر الكافر وعلم عنه عدم تكذيب النصوص أو ردها لجهله إياها أو تاويله له أو لخطأ في تنزيل هذه الأحكام على المعين فلا يقال له كافر لانه لم يكذب النص أو يرده فضلا ان يرضي بالكفر أو يصححه ...
سادسا:
¥