تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[محاورة علمية بين شيخ و شاب من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[03 Aug 2007, 12:08 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

اريد ان اعرف اخواني في هذا المنتدى المبارك بموقف رجلين فاضلين من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين – رحمهما الله - متمثلا في هذه المحاورة العلمية، المليئة بالفوائد المتعلقة بقبول النصيحة و تواضع العلماء، و بالأدب الرفيع في مخاطبة الكبير وقد جرت بين الشيخ أبي يعلى الزواوي، الذي كان يلقب ب: ((شيخ الشباب وشاب الشيوخ، وهو من شيوخ الدعوة الإصلاحية الذين التحقوا بجمعية العلماء على كبر، من مؤلفاته المطبوعة: الإسلام الصحيح وجماعة المسلمين، وقد كان سنه حين المساجلة 74 سنة))

وبين الشاب عمر بن البسكري، و هو من الشباب الذين التحقوا بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين مبكرا و كان حين المساجلة في الثلاثينات من عمره):

جاء في العدد 15 من جريدة البصائر الصادر يوم 25 محرم 1355 هـ (17 أبريل 1936 م)

تحت عنوان: قسم الفتوى

سأل السيد محمد بن عبد الله الطنجي الساكن في (البليدة) بقوله: أفتى بعض الطلبة بجواز التوسعة على العيال يوم عاشوراء واعتمد في فتواه تلك حديث: من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عنه سائر سنته وهل هذا الحديث الذي استدل به صحيح أو حسن أو ضعيف أو موضوع أفيدونا تؤجروا.

الجواب: أصاب من أفتى بذلك وأن التوسعة على العيال مطلوبة في المواسم كلها وفي غير المواسم قال تعالى: "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله".

والحديث في معجم الطبراني ولفظه: "من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه في سنته كلها". قلت: وأجبنا هذا السائل أخذا لخاطره فقط ومن حيث السؤال على الحديث وإلا فإن الإنفاق على العيال لا يستفتى فيه إنما يستفتى في عدم الإنفاق إن استطاع وبخل.

المجيب: أبو يعلى الزواوي.

و قد قام الشيخ عمر بن البسكري بالرد عليه في العدد 20 من الجريدة نفسها الصادر يوم 1 ربيع الأول 1355 هـ (22 مايو 1936 م)، و هذا نص رده:

" ... وتعاونوا على البر والتقوى

كتاب كريم إلى أخ كريم

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد ربه عمر بن البسكري إلى أخيه بل والده الإصلاحي شيخ المصلحين ومصلح الشيوخ سيدي أبي يعلى الزواوي أمد الله في عمره لنفع المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبعد:

فقد اطلعت لفضيلتكم بجريدة البصائر على ما يتحتم التنبيه عليه والدعوة إلى إصلاح خلله لما في الأثر المؤمن للمؤمن كالمرآة. ولما في الصحيح: المؤمن لأخيه المؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.

ذلكم سيدي ما أفتيتم به في العدد الخامس عشر من الجريدة المذكور تحت عنوان: قسم الفتوى من تأييد من يقول بجواز التوسعة على العيال يوم عاشوراء ومعتمد كل منكما على حديث: (من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته)، لقولكم حرفيا: أصاب من أفتى بذلك وأن التوسعة على العيال مطلوبة في المواسم كلها وفي غير المواسم المواسم قال تعالى: "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله".

والحديث في معجم الطبراني ولفظه: "من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه في سنته كلها". هكذا قلتم حرفيا.

سيدي أحيط جنابكم علما بأن الحديث المذكور يقول فيه حجة الإسلام ابن تيمية ما نصه حرفيا في كتاب منهاج السنة ج 4 ص 114: "وقد يروي كثير ممن ينتسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة وهي كذب كالأحاديث المروية في فضل عاشوراء -غير الصوم- وفضل الكحل فيه، والاغتسال والحديث والخضاب والمصافحة، وتوسعة النفقة على العيال فيه ونحو ذلك وليس في أحاديث عاشوراء حديث صحيح غير الصوم"، (هكذا يقول حرفيا) وتبعه تلميذه ابن القيم وابن رجب وغيرهم.

ثم لا يخفى على جنابكم أن الجرح مقدم على التعديل. وأما الآية التي استدللتم بها فهي غير مطابقة لمحل النزاع لأنها في أصل النفقة العامة في سائر الأيام التي تقل وتكثر بحسب رزق المنفق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير